مارس 30

2012 : القهــــــر الحضاري

ناجي محمد الإمام
تأملات وأفكار
الزيارات :

جرت العادة أن يتناول الكتاب في خواطر أو تحليلات أو تأملات أو جرد مناسبة اكتمال هذه الرقعة الزمنية الإفتراضية التي نصطلح علي تسميتها عاما ولغير العرب مرادفها سنة، والعرب تسمي سنة عام المحل والقحط خصوصا ويجمعونها علي سنون(بكسر السين) والعام ماكان خصبا و وفرة علي الناس،ولأننا مقهورون حضاريا فإننا نخص السنة العيساوية المسيحية بهذا التقليد، وغيره من مظاهر الإحترام،فطالما أن المرتب لا يدخل حساب الموظف في نهاية (القمري )ومادامت الموازنة توزن بناء علي الشهر الأعجمي، وأن المساعدات الغربية تحسب بنفس الحساب، فما لنا وللقمر؟ علينا بالشمس علي طريقة التدرج حتي نهتدي إلي الهجرة:فلما رأي الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبرُ”…
ومن مظاهر القهر أننا لا نتفق حتي علي ماهية الشهور التي انقضت هل كانت سنة محل وقحط أم عام خصب وخير،وعندما تختل المعايير ( وليس يقر في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلي دليل)يصبح كلُّ شيء جائزاً لأن كلَّ شيء جاهزٌ..من المبرر المادي بمعناه (النقدي)ٌ إلي البرهان الصادق(السيف) وهكذا نحسم القناعات ونحزم القرارات.. وهذا الأسلوب (الدَّمُ قراطي) هو الذي يجعل الشمس أكثر عملية من القمر.
لهذا سأضرب صفحا عن الأحداث وتفاصيلها … لأننا علي الأخص مناّ ، البيضان، وليسمح لي من يقرأني ولا يعرف عني الكثير،فمن يعرفني يدرك أنني لستُ فئويا ولا عنصريا ولا طبقيا ، ولكنني عند البحث المتجرد المجرد أسمي الأشياء بمسمياتها، نعتنق مذهب (التسموية) ، وإن لم نعلم أو نقصد،و ملخص هذا الفكر العتيد أنه طالما أن أمرًا يعجبني, ولو نكاية بأخي، فإني أسميه(الجيد الممتاز) و لو كنتُ سألعنهُ غداً، وآية ذلك أن أحدهم رأي عند غريمه حماما زاجلا حسن الهيئة فقال له هذه (عنزتي) فنودي في القرية حاشرين ..فقال هذا إن ما لديه حمامة فقال الظالم:إنها عنزة! فأطلق المظلوم حمامته فطارت إلي عنان السماء فقال الباغي أمام الملإ :والله إنها(عنزة ولو طارتْ)..وهذه العبثية العنادية خاصة بفئة البيضان دون غيرها من المكونات الأخري..
ولكي نخرج (بأقل قدر من الخلاف) فإن2012 كانت (سنة) علي أوروبا ومن يسير في فلكها بإقرار المنظومة المالية الدولية و قبول المعنيين أنفسهم، أيْ أسياد العالم إلي اليوم، وأنها كانت (عام خصب و خير) علي الصين والروس وجنوب شرق آسيا باستثناء اليابان و كوريا الجنوبية.. والعالم الإسلامي و الوطن العربي لا يخرج عنقه من البركة الآسنة إلا ليعيد العلَّ و العبَّ منهُا باستثناء الجزائر و تركياكثروة ودولة واقتصاد..أما دول الخليج فقصة أخري لا تنطبق عليها المقاييس لأسباب موضوعية أكثر دقة وليس هذا مجال تفصيلها..
ولتحديد جَهد البلاء(والله المستعان) فإن أكبر بلد عربي في كل شيء إلا المساحة: ثروة معدنية و عسكرية وزراعية ومالية و مائية وبشرية وعلمية و سياحية وثقافيةإلخ…مصــــــــر توجدفي وضعيةِ تَحَلُّل بَطيء ،إذا لم تتلافها مختلف الأطياف بالتوافق، والحزم، فسيصدق عليهامخطط الفوضي الخلاقة الذي خطط له من عشرات السنين اللوبي الصهيوني والمحافظون الجدد..أما شامة الدنيا وقلب العروبة النابض وعاصمة أول دولة عربية إسلامية بمقاييس إمبراطورية فتعيش مؤامرة كونية تستهدف عبقريــة المكان و رمزيته و مكانته في النفس والعقيدة والكبرياء…وتلك مسألةٌ ستدرك الأمة خطرها بعد فوات الأوان….