جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

يوليو 12
1

حكايا العشيات 2
_________

قال له : حتى أنت يا ابننا ابن الصالحين و أبوك العالم الحافظ وأمك العارفة تدخل قراءة النصارى و تلبس سروالا أسود يتدلى إلى “الكعب” مخالفة صريحة للسنة ..
وماذا تحت العمامة؟ و مدَّ يده مُزيحاً اللثام…واكفهر و جهه :”عرف” إنالله و إنا إليه راجعون هذا هوالوارد في النص الكريم ” أصحاب الأعراف” و قرأ بصوت مرتجف قوله تعلى:
“وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ” ..

كان كل من في الخيمة ينصت للرجل الوقور الصلب المتصلب يسلق بلسانه الحاد و أحكامه النهائية التعليم والمدرسة و لغة النصارى والقيامة التي توشك أن تطبق على الأرض بفعل “الأعراف” و “السراويل الطويلة السوداء”و “السفن” التي تجري على اليابسة و “الحديد” الذي يتكلم..
لا أحد يستطيع سوى الصمت باستثناء سيدة البيت التي تكرر الحوقلة و الحسبلة و اسم الله ” البرّ…البرّ…”كأنما اجتاحها إعصار فيه صِرٌّ..
انسحب الفتى من المحاكمة العلنية دون أن يودع الشيخ المفتي و تعمَّد أن يضع العمامة و يبرز ” بعُرفه”…

بدا في دراعته البيضاء و قميصه الأزرق و سرواله الأسود مزركش الحواف بالأصفر، مراهقا بهي الطلعة أشمَّ العرنين يناطح “عرفه” الثريا بسواده في “بياض ” عارضيه المحلوقين على “الزيرو” كما يقول “حلاقو مقطع الحجار” حاضرة الأناقة والسياسة التي وصل منها لتوه كما يصل رواد الفضاء من “كاب كانافيرال” إلى “سطح القمر” حيث لا “حياة”…
تمتمتْ “السيدة” : إنه لا يهتم لما قلتَ .. يا أنْتَ .. لقد دلَّلتْهُ والدتُهُ كثيرا..و أنتم صامتون… 
وكان صوت الشيخ أعْلى و هو يرُدُّ عليها: لا هذا تدليل أخوالها لهُ … إنهم مترفون.. انظري هذه الملابس من”المُضَلَّع الفاخر” يلبسها مراهق … 
قال “صاحبي” محمد لوالده الشيخ: لا هذه الملابس من الحكومة تكسوبها طلاب المدارس ..”يا الغيثاْ” 
…قالها بلوعة وتحسر…لكن وقْعَ الوكزة و النهرة ألزمه الصمت في توجع مكتوم…

بين الخيام السود يتخطى الفتى “الخوالف” متجها إلى ” خيمة التبريكة” التي ينتظره فيها “عصره” لإعلان اسم “العصر” فقد ” ربط ” أغلبهم “السروال” و ” مسح التبيب” وصار لزاما على الجميع أن يُصبحوا “رجالا” و يستعدوا لمنازلة ” العصور” الأكبر في ” القطاع” شعرا فصيحا وعاميا و” التعرقيب” في حسن الخط و” اللز” و الكرة ” التود” و “الدز”و “الزرق” في الحفظ و التجويد و “الإعراب” للقلة التي ” تخلطت مع عبيد ربه”..
يتلذذ بما يصل أذنيه من خلف “الدِّفيَه” استحسانا كان أواستنكاراً، و تتهامس الصبايا بطول “عُرفه” و حلاقته التي يسمونها بمزيج من الإعجاب و النفور: (تقصيصة النصارى) أو “حْسانةْ لابْروصْ”…

في ” خيمة العصر” ما يربو على العشرين من”أولاد الفريق” يستقبلون القادم بترحاب مشوب بتوجس و غيرة الأقران الأزلية و نفور البدوي من الحضري و هاجسه المرضي من “فوقية ابن العم ” أو تفوقه…
بعد برهة يبدأ الجليد في الذوبان و تعود العفوية و تتساقط التحفظات وتبقى النكايات و المناكفات تحت رماد الأحاديث العابرة لأن لحمة العصبة تحمل من التنافس المحموم أضعاف ما توفر من حمية…
كمدخل لــ”الأحسان” تربع ” محمودي” أمام “طابلة” نحاسية صقيلة لا قوائم لها و على يمينه ” فرنة” من “تنقردة” يتلمظ فيها جمر “تازنت التمات” وأمسك “عرقوب براد الديك المشجربالفضة و النحاس” و فتح 
” مرقالته” بعدما “جمَّمَ” “تبخة” قاسها “بثومة إصبع السبابة في “الكاس”، ثم صبها في البراد ودلق عليها “عمارة “مناسبة من ماء المغرج المغلي”..
وبعد أن “جعَّر” “الورقة” صب من الأتاي مِلْأَ كأس صابَبَهُ بين الزجاجات حتى حازت كل كأس نصيبها من “النسمة”… و أعاد الخليط إلى البراد…
ثُم “راز” رشفة ليختبر عتق المجاجة فكانت “خمرا” تدور معها”الرؤوس” و تمايلت على شدو محمودي ” القَيَّام”و هو يغني …

بكى الغريب لفقد الدار و الجارِ** إن الغريب غزير دمعه الجاري

وعاد محمودي ،بمساعدة و ترديد الجميع ، للشور االذي اشتهر بإجادته عند “فرقان” القبيلة في أفطوط…. يا بابْ لَنْكَه..

و أُعجِبَ الفتى بقاف الشورالأشهر:

عقلي من سابقْ ذا المَلْقَ ** متحزَّمْ كانْ عْلَى وِدْكَه
شاطُ لغرامْ إليْنْ بْقَـــــى ** ما تُشكَّرْ منُّ فِلْكَــــــه

,,,يتبع …

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

تعليق واحد لـ “ حكايا العشيات2 ”

  1. جميل جداا جدا الف رابع يالله مااجمل تلك الايام والحكايات