جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

فبراير 07
0

الشاطئ اللازوردي

الحلقة 15:Escapade  à AGADIR 

قال الأمير الإسكندنافي اللطيف مواصلا حديثه الإستشراقي الحشري عن الصحاري العربية : السنة الماضية  قضيت رأس السنة في مراكش و أعتبر، وليسمح لي السفير الحلبي، أن كل سحر الشرق وألف ليلة وليلة كامن في المغرب أكثر من المشرق، واحتدم النقاش ، وكان مطلوبا حكم ماحي لأنه ليس من المشرق كصاحب الدعوة و الحلبي وليس من المغرب ، فقال: لنفسي أختار دمشق ولكم أختار أغادير…فقال الداعي من منكم زار دمشق فإذا بالجميع يعرفون قاسيون ، ومن لا يعرف أغادير فإذا به و ماحي الوحيد ين الذين يعرفانها، بينما يعرفون جميعا مراكش و الرباط وبعضهم فاس، فقال صاحب الدعوة : ما رأيكم في ليلة و يومها بأغادير على أن نعود مساء الغد الموالي لنواصل رحلة “ماحي” إلى مالطة، وسينتظرنا اليخت ،إن شئتم ، في كورسيكا أو سردينيا؟؟

قال الحلبي : أنا الوحيد الذي قد لا أمنح تأشيرة دخول إلى المغرب

فبادره ماحي بالقول : في المدن السياحية المغربية لا مشكلة،

 فقال المضيف: ندبرها فلا متعة بدونك أيها الشاعر الجميل!

رفع الربان مراسيه واتجه صوب الشرق وقد أرخى الليل سدوله…  

من داخل المقصورة ، وقد نام أو هجع سكان اليخت في الأجنحة و الغرف ،لا تسمع حسيسا بسبب الجدران المصممة لعزل الصوت ، وخلود المدعوين إلى الراحة بعد يوم من التجوال في المواقع السياحية و المطاعم  و المتاحف..

بعد عشاء حميم في المقصورة  وهي تلبس فستان سهرة الساتان اللؤلؤي  وعلى غير العادة كانت قد أرسلت ذوائبها على كتفيها و جيدها نهرا من صهارة الذهب الإبريز تتنازعه نظرات ماحي و حنان التراقي ودعوات الجيد المرمري اللاهب بلون الصبح على قنن الإنديز…

قالت: “ماحي”.. لا أضايقك إن تفردتُ لليوغا مع هدوء هذا الليل ، فلم “أطقس” منذ إبحارنا من الشاطئ اللازوردي..قال: بلغي تحياتي لبوذا وإشفاقي عل فقرات ظهره من طول الجلوس .

هزَّتْ عطفها باسمة فباح أنين الأقاح و قالتْ :

je ne manquerais pas 

قال ضاحكا :أما أنا فيسعدني أن أصعد الجسر انتقاما من البحر وهزيمته لي الليلة البارحة..

 ممرات الجسر مضاءة بمصابيح أرضية خافتة والبحر هادئ كسجادة عجمية في بلاط مغولي مهجور…وهو الوحيد المأذون له بالصلاة في هذا السحر الساحر المستل من غفوة عابرة للدهر الخؤون…فاتجه إلى القبلة في ناشئة ليل ما تذوق لها شبيها منذ حجته الأخيرة…وبينما هو يرتل ،كالملهم ، سورة الضحى متأملاً سجو الليل ،حملت إليه  آذانه  موالاً ،ظنَّهُ من وسوسة الشيطان ، وكم في بحر الروم من الشياطين، ولكنه كان من شياطين الإنس  الظرفاء إنه الحلبي يستخفه الطرب  بنفسه وحيداً على ظهر البسيطة…

قال: أيها البدوي الراقي لماذا تمارس الخروج على القواعد كأنما تدمن الإختلاف ، ربما تكون المرة الأولى التي تسمع فيها محركات “رولز رويس” التي  تدفع هذا اليخت ،سورة من القرآن

 إنك فعلا تستأهل الرقم القياسي للمخالفة في موسوعة “غينيس”..

صلِّ من أجلنا أنا و البارونة و الأمير.. كي لا نعذب على الشمبانيا و الجاز وماء الحياة…

قال ماحي: أيها الرجل ألا تتعب من العرق؟ فضحك طويلا وقال: هذه خمور الفقراء في المطاعم العربية بباريس ، ترى  أصحابك من فقراء المثقفين العرب يشربونها كالبعران و تحسبها خمرا.. ولا وجود لهذه المياه الآسنة  على اليخوت الملكية …

أيها الصحراوي المتمدن …

أ تعرف كل القبائل العربية و وقائعها و أيامها ولا تعرف أنواع الجعة  وأصناف الخمور وقبائل النبيذ… قُلْ لي فيم تنفق مُرتبك؟

اهتزّ الجسر وبدأتْ جبال الموج تعلو بالمركب فأمسك ماحي بذراع  العجوز الشامي وقاده إلى الداخل..وهو يحتج لماذا ندخل ؟ قال ماحي: أيها الشامي الجميل أنسيت أن عليك أن تأخذ قسطا من الراحة قبل الرحلة غداً إلى أغادير ؟ لك عندي بشارتان:

* صاحب السمو أوعز بالعمل على تأشيرتك…

جميل والثانية؟

* ينتظرنا هناك شخص تحبه كثيرا…جُنَّ جنونه: أنزل معك… لكن قل من هي؟

ومن قال إنها أنثى؟ قال ماحي.

ــ وما فائدة الذكور في غير القطعان أيها الراعي الصحراوي المتدين؟ يقول الحلبي …

ــ إنه السفير اليمني  يقضي أياما في أغادير..

ــ ومن أخبرك؟

ــ أبرق لمكتبي وأبلغوني ..

ــ وكيف سنجده؟

ــ لا بدَّ أن يكون على عادته يفطر في مقهى ” تافوقت” على الشاطئ في أغادير..

ـــ وأنت تعرف واق الواق….قالها وهو يتعثر نازلاً السلم…

…يتبع…

 

 

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.