الساعة السابعة والعشرون بتوقيت الإعصار:

مقامة كاهن العرية:

… عاجزةً…فاغرة الفكين تتكور…تتوكأُ علي عكاز بالٍ،نُخبةُ الصبح الغارب… والشفق السارب …و المركب الغارق… والأمل المهراق علي قارعة التاريخ . مسرحية لا تضحك ولا تبكي ولا تعظُ…حركةٌ آلية ..بعظام بالية…

  نص ركيك …حروف متناثرة …هلوسات مبعثرة…في لوحة قاتمة .. لجمهور..نائم . ..كدسٌ من العظام النخرة …والأنفس الخائرة … والنظرات الغائرة …والسلع البائرة …والحظوظ العاثرة …والعزائم الدابرة…

لا….شفق… في نهاية …النفق.. …من عَرِقَ نَفَقَ.. ومن شَرِبَ نُكِبَ… تَرَمَّلتْ ..من أمَّلَتْ و رفلتْ.. حَفِيّتْ و أرْقلتْ… تلك الأيامُ يُداولها السفهاء.. فتجمَّلت فيها العرجاء.. وغاب الأتقياء.. وقَلَّ الأصفيا ءُ.. اغتيل الحياءُ.. وعمّ البغاء…و شنق الأصبياء… أذِّنْ في الناس ..يا حساس ..إرفع عقيرتك..بيدك المحساسْ..تبردعْ بخرقة الديماسْ..إصْدَعْ  يا خنَّاسْ… في عصرالبلداء.. يغيضُ الصفاء… ويقِــلُّ الماءُ.. ينقرض الحكماء …وتُحجبُ الإستجابة …و لا تُقبلُ الإنابة..يكثر الجفاء … العَلَامَات:الحيَّــة الرقطاء ..تَلِدُ الحيَّةُ الرقطاء..زنيماً يُسمي  البلاء.. منظرها كسائر النساء…إلاّ أنها حمراء قصيرة شمطاء…ترهس في مشيتها كالشاء…تكتبُ ..تقرأُ…تُقْبِلُ كما تُدْبرُ .. كالخنفساء…ساءتْ منظراً…فَأَسَاءَتْ…قبُحتْ خَلْقاً…صُبْحًا…ومساءً    وتنقرض الزواحف إلا…الحرباء ..فهي رمز الفترة.. ومعبود الأسرة ..و رفيقة   الخرفان…أرباب الصولجان ..   “بَاقِل” البلغاء…وكافور الخصيان…و قاتل الربان.. يمسك “الدبوس”يجوس وينوس..معجزته…أن يتبَعه”السوس” و”المجوس” …في زمانه يكثر “الناموس” وينخرمُ “الناموس” و تعلو رتبة “الجاسوس”…وتختفي “أحرف القامـــوس”…

_________________
الساعة السادسة والعشرون من الثلث الأخير

_________________________

مقامة الأنياب العُصْل:

كانت”طحانة في الليل” تُجذف بصمت لينساب القارب الفينيقي الذي يحمل تعاويذ إفريقية ، دون أن يوقظ العلوج النائمين ببزاتهم العسكرية في قلعة “تيدرة”..و”ركبة عيسى” يشفط الماء المتسرب إلى قاع المركب ..قال:

ـ ملكةَ البحار سَلِّطِي” بَلابيزَك” في اتجاه القلعة .. تدعك”شيئا” وراء جيدها الثلجي الناعم تحت خصلات غائمة السواد من شعرها العربي الفاحم.. ينطلق من مقلتيها الساحرتين ضوءان كشافان كأنهما شمسان متعامدتان من الأفق..فتبدو القلعة الطينية وقد نصب عليها مدفعان برتغاليان عتيقان….وراية إيزابيللا بصليبها الأحمر الحقود..وأجسام جنود هدهم الخمر الرخيص ومحاربة ارتال البدو…قالت:

ــ زودني من نسغك ..فقد أخذتْ مني الإنارة بالإبهار تسعين معشارا مُثَمَّنًا من الشبق الأقدس ،فأعدْ شحن ما بين المثلث و الحمالتين …إن المعركة تحتاج مئتي ألف شحنة في الثلث من الثانية بتقويم الثلث الأخير من ليل الفجيعة أيها “التنين النبيل”…

تستمطر “طحانة في الليل” مظلة من “خزان الظلمة والإيهام”   (خظهم)المرافق للحملة على المدار المتعامد فوق برج الجدي بمحاذاة “بئر أم قرين” فيحتضنهما ،حفظاً لسِرِّيَّة التشاحن،بسُمْك ساترٍ مُشْبِقٍ(س س ش)..لتنتهي العملية بإشارة من قبطان “خظهم”برفع الإبهام إلى أعلَى…على شاشة الزورق عبارة بالكوفي الأحمر:تمام الشبق 99%عالى الجودة…

كانت الخطة قد رسمت لتوها في مركز العمليات ببرج “الشولة” وبتنسيق دانقي مع قادة السَّوَقية الكونية بسفينة “مطلع النعايم” الراسية بشكل كامل أعلى سمْت “الرقيطات” فوق مدار سيدي ولد مولاي الزين الرابط بين “العين الصفراء” و”النجف الأشرف”..

انتصبتْ”طحانة في الليل” على سارية الفلك بجسمها الغض اللدن البض السابل من مشاشة “قحطان”لأبيها..  والآئل”لضئضئ”نانمة”لأمها..

…ودندنتْ..

يا مولانا تحجبْ …خطري ولْ مْحمـــــدْ

على الموج الهادئ سبعون من العذارى الخلاسيات بلون قهوة “مخا” قرب “القليس”يرقصن..”بليدة القوانيت” … رددتْ، معهن ،شاهدها عند المتمردين:

سعدك يا اللي دقدقت “اندرْ## وعدتْ ازناقي ما تُغرَّمْ

عنـــــدكْ دوله فيــها الـبقر## والخيل والأيبال والغنمْ

ومثلهن من الغلمان السود والبيض و الحمر يعزفون “صبوح أولاد العالية” وشيخ طارقي يعزف على الزركة أنشودة” مسينغ” ابتهاجا بمولد رسول الحرية محمد بن عبدالله…

هذا الموج المتسع بين “الخالدات” و “أم أراقن” تتسيد عليه روح “الشاب الشاطر” إلى غرناطة شمالا..

ويحرسه نور “الشريف الصعيدي” إلى موقف الشمس من رأس الرجاء الصالح…من يوم أن مر “المعلم حنون” ليدور حول العالم وترك لإفريقش “سر حرف”البقاء و الملاحة و البارود وصناعة “القشمة”وأودعه ابنه “نانمة”المتخصص في تحرير العبيد وعتق المظلومين والتنكيل بالظلمة والغزاة واللوطيين والحقودين والجبناء…

“ركبة عيسى” عملاق أسود وضاح الجبين له سيف بلسانين على سنة ذي الفقار،أهداه “محمد بن الحنفية” لخاله أبي ركبة عيسى” وأوصي آل البيت بطاعته فهو نصيرهم إلى يوم القيامة وهو سيد الثلث الأخير من التاريخ…..

يقرض الشعر ويحمل رسالة “سيدنا نانمة” أن انتشروا وانشروا العدل والحب و القهوة وحاربوا من يسكبون الأتاي لقتلة الحسين…فهم النخاسون العتاة المغضوب عليهم إلى حين يساقون…إلى حيث يحاجون. …/…مشاهدة المزيد

‏‏

صورة
صورة

fitt

صورة

شاهد مواضيع أخرى لـ