جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

ديسمبر 08
0

 

الصمتُ خيَّانــــــــــــة….

 

منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى”اللاشيء”..ورغم أن “ا لعدمية” مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها “تريحك” من “الإنتظار”…

عبثاً نحاول أن نقرأ ما يجري على الساحة الوطنية ، في كل مناحي الحياة ، فمشاكلنا و حلولنا التي نقترح لها، مختلفة عن ما يفعل غيرنا، رغم تماثل ما يتعرض له الإنسان على هذا الكوكب .

لماذا نحن مختلفون عن سائر الناس؟

 هل نحن نسيج مختلف الجينات عن بقية بني آدم؟

 لماذا يختلف تخلفنا عن تخلف الأفارقة؟

 لماذا يغاير تقهقرنا تراجع العرب؟

 لماذا يختلف مدنيُّنا عن المدنيين في غامبيا مثلا؟

 بماذا يتميز عسكرينا عن العسكريتاريا في اللاووس الشقيقة؟

 يبدو أننا نختلف ،منذ النشأة و التأسيس، عن ما درجت عليه الدول والمجتمعات التي ترث غيرها في “تداول” طبيعي على “الدولة” …و قمة الاشكال الذ نعاني منه واللغز الذي لا حل له أنه ليس شكليا بل في صميم المضمون: ف”*الدولة التي هي “تجمع سياسي يقيمُ كيانا سياديا في نطاق إقليمي محدد يطبق عليه السلطة عبر منظومة من المؤسسات الدائمة التي تحكمها قوانين ثابتة المرجعية  “، أيْ انها كيان سياسي قانوني ناظم يمثل مجموعة من الافراد يقيمون على حيز ترابي معترف به، يلتزمون فيه بمنظومة سياسية و قانونية و اجتماعية تطبقها سلطة متمتعة بحق استخدام القوة للوفاء بمستلزماتها*..قد “قامت في هذا البرزخ في (غياب) “مجموعة الأفراد الذين يقيمون على حيزها الترابي” فى شكل المسخ التالي:

ــ خريطة مستطيلة بقاعدة ذات “شاكلتين” و “قرنين” أعلاها.. على شكلٍ عبثي مقرف، فحيثما صادفك ، في خرائط الأمم، خط مستقيم، فمعناه أنْ هذا الحيّز لا شيء فيه يستأهل اختلاف المتحادّين . وللقارئ الإستنتاج.

ــ كيان هلامي لا يعرف أهله “اسمه”(موريتانيا) ولا لغته(الفرنسية) ولا نشيده(كن للإله) ولا يفهمون مدلول رايته(النجم والهلال) ،لأنهم أصلاً بدون اسم إذْ يقول البكري :”أما السوس الأقصى فليست بعده أرض تعرف”…فكيف تكون له رموز دولة؟

 ـــ تم التشَكَّلُ الجنيني الشائه ،و وُلدَ “قيصريا من مكونات لم تنصهر ولم تتعارف ولم تتفاهم، ومُنع عليها أن تشترك إلا فيما يزيدها تنافراً من لغة الإستعمار و قيم الغرب إلى الصراع على المقاعد .

ومن هذا “الملغم” المتفجر ولد “الموريتانُ” الهجين (لاحظ أن نطق اسم البلد يختلف من فرد إلى آخر: (مرتني، مورتان، موريتاني، موريتانيا، ريم عند التعالقيين، مْريتانيه إلخ) ومن يوم عقيقته وهو يتفرد بالخروج على كل منطق وتحليل.

حدَّثني أحد وزراء العهد الأول الرومانسي الجميل(!!) أنه كان يُصحح دفاتر طلابه (صف 5 ابتدائي) بمدينة كيهيدي، ذات أمسية صيفية ساخنة من عام1963،على ضوء لمبة بترول عمشاء ، ويستمع إلى الإذاعة الوطنية بصعوبة ناجمة عن رداءة البث ، فإذا به يسمع نص مرسوم من رئاسة الجمهورية بمقتضاه تم تعيينه وزيراً للشؤون الخارجية، فلم يصدق أذنيه، يساعده على الشك في سمعه استحالة الانتقال من موقع معلم ابتدائية إلى منصب وزير.. ورداءة البث الإذاعي، ولكن وصول سيارات اللاندروفر وحاكم الدائرة والدرك قطع الشك باليقين..

ولأن “الإدارة” استمرارية، ولو على الخطإ ،فقد كنتُ شخصيا في منزل أحد الاصدقاء، وكانت زوجته تطلب الوساطة فيمن يحول لها أختها(التي تعدُّ لنا الشاي ) من الداخل إلى نواكشوط، وأتذكر أنني قيدتُ رقمها الإستدلالي لأحاول التوسط لدى وزارة التعليم ، لكن المرسوم الذي عينها وزيرة كان أسرع وأمضى، وأمْيَــــــــــز..

استقبلني، مرةً ، رئيس جمهورية سابقٌ، كان كلفني بمهمة لدى جهات دولية ،وكان على أحد وزرائه أن يقوم بعمل مُكَمِّلٍ ،فلم يفعل ونبهتني الجهة المعنية ،وبلغه الأمر، فاستشاط غضبا وقال لي في ذلك الوزير من الشتائم وتعداد المثالب ما لا يُحصى، وبعد فترة وجيزة صَعَّدهُ إلى الاعالي وكان حظي أن أنزل السلم فقد بدأ عهد التطبيع…وأظلنا زمان بيريز…

يقول الباحث الفرنسي الاستعماري الحاذق”بول مارتي” الخبيث وهو يتحدث عن مجموعة منا:

 “انهم عشائر قلقة مضطربة دساسة تجتهد بعبقرية لإرباك وضعها وإعادة تشكيل نفسها”

من الطبيعي أن يكون في هذا الكثير من التجني، ولكنه مهم للتعرف على ثنائيتين ثابتتين في حالتنا:

ـــ القلق و الاضطراب

 ـــ الإرباك والتبدل (إعادة التشكل)

 

من هنا يكون ،كما في المقدمة ، البحث عن المنطق، وإعمال قواعد التحليل فيما لم يُـْبنَ على قاعدةٍ ضربًا من العبث الذي تُنزه ألسنة وأقلام وأفهام العقلاء عنه…

إذاً …ما العمـــل ؟؟

 ليس متاحاً أيُّ علاج سريري لشعب بكامله، لكن العمل على تحسين الطلائع وتحصينها كان دائما يتم بالمصلحين والحركات الفكرية، وقد مرت رياح العمل التثويري بمختلف الأفكار، فوق أديم هذه القفار، فأدَّت إلى انبعاث روح تغيير هزتْ منابت العفن في أغوار المجتمع، ولكنها لعوامل عديدة، انتكستْ ، وأثرُ الإنتكاس أبلغُ من بواكير التأسيس :فالأول صعود و الثاني سقوط.. ولملمة أجزاء الحلم المتشظي من أصعب مهام الثوريين!

وكلما بلغ مجتمعٌ “الذروة” في التأزم الوجودي، كانت لحظةُ “إعادة التأسيس” أقربَ وحينُها أدنى وظروفُها الموضوعيةُ أنضجَ والناسُ بها أشدُّ أقتناعًا واحتفاءً وأكثر استعدادا لحماية مكتسباتها الآتية لاريب…

 

تُصبحون على حلم…

 

 

 

 

إأسفل النموذج

أسفل النموذج

 

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.