جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

يوليو 12
0

من حكايا العشيات 1
______________

في مسيل الجريكايه (تصغير شجرة الجَّرك) ضحوة ذلك اليوم الغريب تكشفت للغِرِّ حقيقة الإبن اليتيم وعُرْيُ ظهر اليتيم ، ولو أحيط بالتبجيل و التكريم والتلعيب والتدليل ، فثمة حالة رثاء تستبطن كل موقف، منهُ له أو عليه ، كفيلة بإظلام ما يحاول محبوه أن يشيعوا من إشراق في عتمة شعوره..

تنحني الإكيكة العتيقة على شاطئ الأضاة مظللة الماء المحتفظ ببرودة صقيعية تغري بالاستحمام فيها و شُرْبِ مائها البارد بين الزغلان الملون الذي يسبح برشاقة حول جسمه الغاطس المستلذ بثلج طين القاع رغم شمس الضحى اللاهبة.

بين لذة الماء و لطف الهواء لم يشعر بمرور الوقت إلا بعد ما وصلت طلائع قطعان الأنعام وبعض الوراد يحملون القرب على الحمير للتروية.

بسرعة انسرب من الترعة وتناول بحذر سرواله و أدخل رجليه في “رجليه” ليرفع نسعته ويستدير مدخلا رأسه في “رقبة” دراعته الزرقاء.. لقد اجتاز مرحلة الشهقة التي تتلو تباعاَ البكاء السخين المكتوم، و شعر براحة طارئة لم يجد لها تفسيراَ لأنه ـ أصلًا ـ لم يبحث عنه .

من طقوس ذلك الزمن الجميل أنه بعد أتاي الصباح يخرج الرجال إلى الوادي ، ليعودوا ،هذا بمسواك من “الأتيل “زكي الرائحة قطني المضغة ، وذاك بقطعة خشب من “تازنت” المعروف بجودة جمره وقلة دخانه وذياك بعجول كانت ستلحق بأماتها في “السرح” ..

و في المجمل لا يستحب أن يعود الرجل إلى الخيمة و أياديه “طرايق”..

على “الظهرة الفاصلة بين “الفريق “و الوادي تعامدتُ مع “م” عائداً من نزهته الصباحية وسرتُ إلى جانبه … أرسل ذزاعه المفتولة ليضعها بحنان على كتفي فتنفست عطراً أخاذا كانت آثار “قطراته” بادية على لبنة “البطريق” المزخرفة بخياطة “برنينة” الصفراء.

قال : ما أخرك عن الأتاي هذا الصباح ؟ قلت أحببتُ أن أبترد في الأضاة فأخذ المنظر الجميل كل وقتي …بدا كمن لم يقتنع ، لكنه أردف: تعال …تعال.. و واكبته وذراعه حيث هي..

في صدرالخيمة أفردت “خبطة مرقبة ” نشرت فوقها “حصيرة حمراء من “الرعيعيد” التجكجي الوثير ..صففت فوقها “صرامي” مقلمة باهرة ساخنة الألوان وبين هذا الرياش يحتل مذياع “فيليبس”مكانة متميزة،، مرفوع الهوائي ،ينثر مذيعه ،من هيئة الإذاعة البريطانية بلندن ، نشرة أخبار الظهيرة ، بلهجة ندية.

كان “المغرج” على “الفرنة” يعجم بغليانه خطاب “الدواخ” في رؤوس البُداة الذين يهيج البخار المتصاعد من فوهته قرائحهم فينظمون أعطر الشعر بأصدق العواطف في “سبولة المغرج الواقفة” …

نقِّ المجالس من غليظ الطبع إن رمت الغنا أو مثله من مؤتنس
لا بد من ظرفاء أهل نباهة كالأصــمعي و أخي بثينة أو أنس
وشموس صحو مائسات خرد خرس خلاخلها أنيفات النفس
بيض رخيمــــات الكـــــلام كعزة وبثينة و أميمة ذات اللعس

قال “م”: أدخل حتى تشرب معي الأتاي الذي فاتك ،ولم أنتبه بعد، أنني و صلتُ إلى ما يبعث على الهرب من الكبراء ، ولم أنتبه إلا بعد أن رفعتُ “حلَالة” الخيمة الوارفة الظلال ،فإذا بالمصون على طرف “الخبطة” دون “الدبش” بملحفتها السابغة من”خنط النميرات” الذي هو لباس المترفات ..
أغدقتْ عليَّ سيلا مبالغا فيه من الترحيب، كمن يعتذر عن سابق جفاء ، و واصلتْ مخض “الشكوة” على فخذها البض .

لعملية المخض مؤثرات جانبية تختلف باختلاف الماخضة ، منها أنك تسمع للشكوة ضبحاً مُوَّقَّعا كما يرزم بطن الفلو الراكض هربا من مُروِّض قدير… و من أخطرها لحظة “نفخها”أما مراسم “تفتيشها”، فَوَرَبِّكَ ،إنها لتورد الشبان معاطن الرغب و مخاطر الرهب… و ترجع المرعوي لعهد التصابي…..

…/…يتبع

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.