جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

فبراير 22
0

انتحى ماحي جانبا وأمسك سماعة الهاتف :

ـــ فندق أتلانتيد ؟ عندكم نزيل باسم سعادة السفير الصنعاني ؟

ـــ أقول له من ؟

ـــ  السيد ماحي من فضلك…

ـــ لطفاً سيد ماحي لدينا حجز باسمك و السيدة حرمكم وسعادة الحلبي

أليس كذلك ؟ أنتم في المطار؟ نبعث لكم حافلة؟

ـــ شكراً… لا داعي  نحن في الطريق..

ـــ معك صاحب السعادة…

ـــ أيها ال… تحجز لنا في فندق 3نجوم ؟ هل افتقرت أيها اليمني الب…

ـــ بذيئ أيها البدوي من علَّمك نجوم الفنادق؟ هي دنيا …ما كان لك أن تعرف سوى نجوم الفلك لحساب الأنواء…الهقعة …الثريا…النعائم..

ـــ أهلا بالهجاء المقذع ضحوة…أراك بعد لحظات ..نحن في الطريق.

في بهو الفندق ،و العتالون يقودون الحقائب بربقها كخراف الرعاة، كانت البارونة مأخوذة بمشهد الشاطئ الإفريزي وعلى المقاعد تحت المظلات عرائس البحر توزع البهجة في ضحوة من أيام البهجة السوسية العجيبة..

ـــ لندخلْ ..قالها مخاطبا البارونة وهي ترنو إلى البحر …قالت دون أن تحول نظرها…

ــ عزيزي …دعْني أحلُمْ…

كان الصنعاني بلباقته الجينية قد وقف يتأمل و يستمع دون أن يُحس الإثنان ….

والتفت ماحي ليحضنه في عناق لم تكدره رائحة المعتق ، رغم كثافة عطر”ديور” …

ـــ كلنا يمانون …و شقتْ ضحكته سكون الشاطئ المسترخي..

كان الحلبي يمسك كأسه باليمين…فقال ماحي:

ـــ نحن لم ندخل الفندق بعد فمن أين لك هذه الكأس ؟ قريبا تكون زقًّا و نفقد الشاعر السفير…

ـــ لا تنسَ اليمنيَّ إنه خابية جعة رديئة ، و أنت قربة ماء أو جفنة حليب

بربك أيمكن الشعر و الصبابة بدون معتقة …أنت حالة انفصام نخبوي..

ـــ أين البارونة يا ماحي ؟ طلقتها أيها المجرم التعيس؟ قال الصنعاني..

ـــ كانت هناك تتأمل زرقة أغادير…أين هي؟

الصنعاني: هي هناك …

تقدَّم الثلاثة فوجدوها تتبع أثر الموج الهادئ يتكسر بأدب عند قدميها…

وكان اللقاء بينها و الصنعاني كما العادة يطبعه الأدب الجم ، فهو يقول إنه بحضورها يشعر بالنبل الطبيعي و حمولة الزمن العريق ، وهي انطباعات تحرجها ولا تفارقه إلا إذا عربدت الراح في رأسه ….

ـــ اصطبحتم ؟ قالها ماكراً…

ـــ يا …ألسنا ضيوفك؟ قال الحلبي…

قال ماحي: أنا أدعوكم إلى إفطار في مطعمي المفضل … وقبل أن يكمل  قالت دلاشوديير: “تافوقت” طبعا …وابتسمتْ… لنرَ فكم حدثتنا عنه!

وأردفتْ :لكن على الأقدام نذهب إليه…

ـــ إنه يبعد مائتي مترفقط …

ـــ يبدو منظرنا غريبا بالملابس الرسمية على هذا الشاطئ الخلاب و طبيعته العذراء…قالت البارونة مازحةً…

وكأس الفندق بيده مازال و فيه ثمالة من سائل بُنِّي…انفجر الحلبي ضاحكاَ وقال… آلْتيسْ ..لا توجد على هذا الشاطئ عذراء سوى روح السيدة”مريم”…سيدتي إنه شاطئ أغادير…

ـــ يبدو أن الكأس فعلتْ فعلها يا إكسلانس…قالت البارونة بهدوء و لطف

فهي تعرف الدمشقي الجميل في كل “تجلياته”…

على المقاعد الخيزرانية  حول مائدة مستطيلة من قطعتين تحلق الرفاق …و لم يلمح ماحي من اعتادهم ، فطافت بخاطره مسحة ترقب تشبه الحزن أو الحنين ، وبين الحالتين أعراض مشتركة… إلى أن خرج عليهم ” المعلم محند أمقران” وهو يهلل ويرحب: هذي الساعة المباركة ..مرحبا لَلاَّ …

مرحبا اكسلانس ماحي..  مرحبا ..يا ودي يا سيدي..

وتبعه الموجودون من النادل إلى أمين الصندوق…

 

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.