جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

فبراير 15
0

 

من المقاييس الأساسية في اختيار المضيفات ،قبل حسن السمت ، عذوبة الصوت، بحيث تكون الاصوات التي يحملها إليك البوق في صالات المطارات و في الطائرات قطع حلوى مسموعة تتلهى بها أذنك  وتغسلها من درن أزيز المحركات ،كما يتلهي حلقك بقطعة الشكلاتة التي تذوب رضابا ملونا في اللها لا تراه العين…

لقد أصبح كل ذلك من سقوف الملذات التي تَخَيَّلها الشعر فصنعها العلم أحلاما مجسدة في الأحلام..

“نحن الآن على ارتفاع كذا قدم نجتاز مضيق جبل طارق إلى يمين الطائرة و سنواصل رحلتنا الخاصة إلى مدينة أغادير…”

كانت دَلاشوديير مأخوذة بالصالون الجلدي  الدائري الخرافي والبسط المبثوثة على أرضية الطائرة ، والموائد المثبتة و عبير باقات الورود والزهور المتناثرةعلى المزهريات في أركان الصالون الفسيح و القمرتين المجهزتين كمخادع نوم بأسرة وثيرة و شاشات عرض ..كأننا لم نغادر اليابسة لولا نوافذ الطائرة و الغمام المتواشج تحت أقدامنا تشقه أجنحة هذا الباز الفولاذي العجيب.

قالت  لماحي أين مقاعد الطائرة وصفوف الركاب كما في الحافلة؟..نحن في فندق خمس نجوم ولسنا في طائرة…حقيقة التفاوت بين الناس فوق الخيال ..هذه الطائرة  لصديقنا فعلاً؟

قال ماحي: خفضي صوتك …لا أعرف ..له أو من “مربط خيل والده”..

ابتسمتْ بنبلٍ متوارث وقالت: أنتم أمة عظيمة ولكنكم تبالغون في الإستهلاك .. وعضت على بقية الجملة..فقال صديقها: 

ــ درس بليغ ممن تملك عدة قصور مسجلة تراثا لا يقدر بثمن في “رينس” و “الكوت” و”بوردو”…

قالت: أ تحتمي لابن عمك؟؟ سنناقش   الموضوع بعد أن ننزل في الفندق…

قال: قد يكون منتجعا خاصا…

قالت: من فضلك ..لطفاً..هذا المساء أريد أن أنزل في فندق درجة ثانية أو حتى ثالثة …إنني مختنقة بالمراسيم و الفخامة  …

 Je  veux flaner librement

قال ماحي:لا مشكلة سأتدبر الموضوع، فقط أرجوك لا تظهري تبرما،فالرجل يفعل كل هذا من أجلي…

قالت: تعرف أني ممتنة لعلاقتك به وهذا من أخلاقكم الأصيلة، لكنك تعرف قرفي من البروتوكول.. وتلك القيود التي تجعلني أترك البارونة الوالدة أسابيع حتى أرى الدنيا البسيطة و الإنطلاق بدون قيود …

أنت تذكر البيت البارون يعرف متى ينزل إلى الحديقة ومتي تأتيه البارونة ولون قبعتها في كل فصل و قهوتها في أي الفناجين وطراز الكرسي،   ينتمي لأي لويس 14 او 12 ..تراثي هذا و أحبه ولكنني لا أستطيع أن أعيشه  فهو ماضٍ سحيق ..أنت و صديقك تريدان جمع النقيضين…و هو مستحيل…و بينما هي غارقة في موضوعها ، أعلنت المضيفة بلثغة إسبانية تذكر بأحزان ولَّادة: بدأنا الهبوط نحو المطار..

زرقة أمواج أمواه أغادير في سفح الجبل وكلمة السلطان محمد الخامس بعد الزلزال الشهير و البارونة المندهشة من كثافة الإفريز الأزرق …قصيدة تبحث عن كاتب…

إنحنى ماحي إلى الأمام ليُسمع صوته مع ضوضاء المحركات لحظة الهبوط و قال:أيها السادة في اللغة الفرنسية نعوت للون الأزرق كثيرة ،لكنهم أضافوا إليها هذا القرن الزرقة الأغاديرية …فلا يَفُتْكم هذا اللون على الطبيعة…

جمع أمين المراسم بسرعة الجوازات وعندما حطت الطائرة في نهاية المدرج كانت سيارات سود مظللة رابضةتنتظر عند السلم وانطلق الموكب بهدوء صوب “الإقامة” بالمصطلح المغاربي ، وعند الوصول إلى القصر الأندلسي الجميل ذي الطابق الواحد بدأ توزيع الضيوف على الغرف و الأجنحة فاستلم مرافق ماحي ،كالعادة، و حرمه ،كما كانوا يقولون، الجناح الخاص بهم ،لكنهما هذه المرة لم يبادرا إليه…انتظرا حتى رآهما المضيف وكان يهم بالصعود إلى جناحه بعد أن اطمأن على الضيوف ،و عاد أدراجه مُسَلّما ومتسائلاَ :

ــ صاحبة السمو البارونة أتعبناك؟

ــ إطلاقا نحن من أتعبنا سموك بهذه الرحلة الطارئة …قالتْ بلباقة إنجيلية …

وقبل أن يرد قال ماحي: أخبرتُ سموك أن صديقنا اليمني ينتظرني هنا و من اللياقة أن نبيت الليلة معه في فندقه منها الصداقة و منها العمل تعرف أنه عضو معي في مجالس  متخصصة ، ثم إنه …

كان الأولى أن تستضيفه فهذا بيتك …

سأستأذن لي و للبارونة و الحلبي ولكم علينا أن ندعوه على الأقل للسلام عليكم…

كما تشاء البارونة…أرجو أن تهتم براحتها…إنها سيدة “هجان” و “رينس” …

قالها بفرنسية مكسرة جميلة منه…فابتسمتْ كما تتفتق شقائق  النعمان…

 

 

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.