- ناجي محمد الإمام
- تأملات وأفكار
- الزيارات :
من منا ينسي أن الأمس القريب كان فاتح يناير2012، وأن الآمال كانت كبيرة بأن يتغير شيء، أي شيء في حياة الناس،وأن آخر أسبوع منه يتسرب من بين أصابعنا كقبضة من ماء زلال، وأنها(سنة)لن نتذكرها إلا بالمآسي والآهات،في كل مكان اتجهنا إليه، في العراق الجريح،في مصر المثخنة، في ليبيا المحزنة، في جيفة الصومال العفنة، في أزواد المدمنة، في اليمن الحزين، في أشلاء فلسطين،في أنين البحرين، في سورية الكبرياء الغارقة في دمها المسفوك ،في أفغانستان حيث عبقرية الأمريكان في القتل و التخريب وزراعة الأفيون…حتي أوروبة أصبحت أوربة العالم، والاوربة في لغتنا الجميلة جذر الفخذ، وهو المكان الذي يختزن أضعاف آلام العظام، إنهم أصبحوا يتظاهرون-مثلنا- خوفا من الجوع ونحن نتظاهر خوفا من الموت، وقريبا سيلحقون بنا.. أما رأيتم أم العلوم والفنون والشعر والطب (اليونان)تتخلي عنها اوروبا لأنها فقيرة كما يهرب السليم من المجدور..كأنها بلا أهل ولا جذور، لتعود دولة فاشلة تتساوي فيها أطلال ناطحا ت السحاب و مبني (الأكروبوليس) وجبل(الاوليمب) مهد الألعاب الأولمبية العالمية تنعب فيها غربان البين ونذر الشؤم…إنها الآن تبيع أبدع جزرها وتؤجرها كما يبيع فقراء الهند أعضاءهم للأغنياء، فيشفي الغني و يأكل الفقير أسابيع من ثمن صحته فيلحق بالموت الذي باع أعضاءه هرباً منه…
أين ذهبتْ(وصفات ) البنك الدولي للعالم الثالث:تجميد الرواتب‘ منع التوظيف، تخفيض قيمة العملات، تحرير السوق،وبيع رأسمال الدولة ليغني سبعة أفراد ويفتقر الملايين…أين شركة التأمين سمار ؟ أين شركة الصيدلة والأدوية؟ أين الخطوط الجوية الموريتانية؟ أين وأين وأين؟ولكننا مصابون بتهتك الذاكرة وعمي الألوان وجفاف القرائح وانتظار الفرج أو الفرجة التي لن تأتي لأننا مكلفون من السماء بتغيير ما بنا.
ستنقضي2013، كما انقضت1960،لأن عاما وعقدا وقرنا من الفراغ وسوء الحكومة(وليست الحكامة كما يتوهمون) والكسل و التثاؤب في المعابد والدعوات البلهاء لا يغير إلا إلي ما هو أسواْ و أفجع و أوجع ، ذهبت ريح من قال أنا ربكم الأعلي إلي أسفل القاع و تبعه صغار الكتبة و أقزام المنظرين و بقي بعدهم خلف أضاعوا كل اتجاه باسثناء حاسة شم الثراء النتن،و انتظار عطايا البخلاء التي لا تكون كعبادة الشيطان و حلب (ضرع الطارح):لا رِيَّ و لا شبع، فأين هم من ثروة سابقيهم وسطوة لا حقيهم ؟وليعلم الخائفون الراقدون علي بطونهم خوفا مما لحق بهم: إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.