- ناجي محمد الإمام
- تأملات وأفكار
- الزيارات :
ولي وطن آليتُ ألاَّ أبيعه…وألاَّ أري غير له_الدهر_ مالكا
رغم ما يعانيه وطني ،وطننا، الأول، من تشوهات خَلْقية وُجودا وحدودا، وأن قيامه لم يكن بتواضع من ساكنيه
ومتساكنيه علي ثوابته ومراميه ،فإنه “وُجدَ” ونحن سابقون علي قيامه “وجودا” و”ذاكرة” وبقاء، و”صمودا” أمام
الوافد المستعمرالذي أصر علي الخلق (المشوَّه المشوَّش) خدمة لمصالحه في المدييْن المتوسط والبعيد،
ولقد كان الداهية اليهودي”كيسينجر” دقيقاً عندما قال،في كتابه “الحرب الحقيقية” إن براعة المعمرالفرنسي
في زرع المشاكل النائمة للدول التابعة له تتجلي في تقطيعه لأوصال الشعوب المكونة لأسسها، وضرب علي ذالك أمثلة نكتفي منها بالنموذج”المالي” الملاصق، والقاعدة تقول: “إن ما جري علي المثل يجري علي مماثله طردا” .. فما سُمِّي ب”مالي” وكان يعرف بالسودان الغربي “الفرنسي”، لكي يستوعب وحدةً محدودةَ الزمن والهدف مع السنغال،هو بلدٌ أو بلدانٌ عريقة في حضارتها وإسلامها عَرَفَتْ، ولكنها لم تَضُمّ،إمبراطوريات وممالك ذات مجد أثيل في العلم والمعرفة الإسلامية والثروة، ولكنها لم تشهد دولة مركزية تبني علي أساسها الدولة القائمة(او التي كانت قائمة بشكل أو بآخر)بل كانت مكونا أساسيا من الحزام الزلزالي وطوقالتفجيرالمانع للتواصل التاريخي بين جنوب وشمال الصحراء الكبري المُعَدّ لتفجيرها في وجه مشاريع التقارب والتكامل بين هذه الشعوب ,و يتمدد هذا الحزام الشائه علي نفس خط التماس إلي البحر الأحمر (القلزم) مقسما بل”فارماً” الأسرة الواحدة أحيانا بين دولتين وعلمين وأحيانا أكثر.. فلم يترك شعبا موحدا في هذه المنطقة إلاَّ و جعله شظايا تختصم وتعترك وتتفاني دون حكم أو حكومة، وهكذا ترون ان الحَكَمَ في كل ما يشجر بين هذه المُزَعِ ،حتي في خرائط المزارع، هو الإرشيف و الخبير الفرنسيان .
ونحن ( أهل هذا المنكب البرزخي)نجد أنفسنا في هذا الذي فُرض علينا أن أسمه”موريتانيا” وخُلق له من الإشكالات ما يجعل إعادة (عقيقته) أمراً دونه ما دونه،أسعد حالاً -نسبيا- من الجوار لأسباب مناعة و منعة ليس المجال متسعا لها،ولكن استهداف أسباب المناعة ،هذه، هو القائم اللحظةَ ، ومن أهم أدواته الخارجية ما يجري في مالي، وساذج من يظن مشكل “أزواد” في طريق الحسم بالغزو أو بغيره،بل يراد للجررح أن يتعفن وللدُّمل أن يتنشر، وللتقرح أن يتقيح وأن يصيب الجسم كله ليتحول إلي وبــــاء أعدي من الجرب، و أداته الداخلية زرع الفرقة والشتات بين المكونات عنصريا و طبقيا وقبليا، وما الأصوات التي نسمعها ،وعنها نتصامم ،إلا نذير شؤم ونعيب غراب و قرع شن وجرس إنذار.. والطبقة السياسوية تتلهي بالدستور و الإنتخابات و الإستحقاقات (السويسرية)كأنها علي ضفاف بحيرة” الليمان”.. وهي _حقيقة _ علي بحر رمال متحركـــة بلا ضفاف!
…وتصبحون علي وطــن..
و من يحس بوجع الوطن غير أبنائه الأبرار.
آخ خ خ خ خ وطني عم يوجعني
either…
وجع الوطـــــــــــــــــــن : الدكتور : ناجي محمد الإمام…