جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

مارس 07
0

 

من زمن “الطَّرْشَـــــة” …إلي لعبة “عَضِّ الأَصَابع

 

للصراع في المنتبذ القصي ثلاثة مستويات لا يخرج عنها إلا ليعود إليها، ولأن طبيعتنا عصية علي التغيير،فلم يتغير كبير أمرٍ بعد قيام الدولة، ولم يتخلص منها سوي أفراد قلائل وليس فيهم من الحكام سوي الأب المؤسس المرحوم المختار، وهي ،تنازليا:  الشر و الشوفه و الفقائع

1-           يعتبر المستوي الأول مستنقع الشر كما يدل عليه اسمه بالفصحي ،يصل إليه طرفان أفرادا أو جماعات بعد تراكم الثالث وتحوله إلي الثاني ، ويسمي المستوي الأول، إذا تعلق بالأفراد(هْجار) أي هجران أو هجر؛ و رغم ادعاء الثقافة الدينية التي تحرم هجر المسلم لأخيه أكثر من ثلاث ليال،فإن هذ المستوي الفردي العالي ، فرديا، منتشر بين البيضان انتشارا فظيعا بسبب تفشي النميمة و الكذب و الفحش وخفر الذمة و أكل لحم الغائب، لا يسلم منها إلا من رحم ربك ، وهم قلة.

وأفظع ما يكون “الشر” عندما يتحول إلي نكايات ومكر ودسائس وحيل يعتبر المجتمع القبلي البيضاني جذيلها المحكك، وخبيرها المعتمد،ذلك أنهم لسوء حالهم المادي و البشري قليلا ما يلجأون إلي الحلول العسكرية، وإذا فعلوا مضطرين،لم يثخنوا،وكثيرا ما يلتقي الجمعان فتتطاير شظايا و يجرح أفراد ونادرا ما يموت أحدٌ، ولكن كل طرف يعود إلي أهله بفوز عظيم ينسج حوله الأبطال بالخيال الشعري و النثري ما عجزوا عن فعله بالقنا والقسطل..يقول المؤرخ الإستعماري بول مارتي:إن البيضان اختصاصيون في الحروب غيرالمحسومة..

ولكن الضغائن والدسائس تُتَوَارثُ وتعمر القلوب علي مدي التواصل اللغوي داخل المجتمعات كيفما كان مستواها العلمي،كما هو قائم مثلا بين الفرنسيين والإنجليز، وبينهم والألمان، وبينهم والبلجيكيين، ولم تُفَدْ الديمقراطية شيئا في جوهر الأمر، وما زالت الأحكام المسبقة و النعوت المقرفة تغذي المسكوت عنه بينهم، وتلك أمم أما البيضان فيطبقونها في مجتمعهم المفروض أن يكون واحداً؛

وقد عانت دولتا الإستعمار(!!) والإستقلال الأولي من استشراء مفاعيله السلبية المضادة لهرمية الدولة الحديثة وروح المواطنة وهيبة الدولة وتأبيدها بديلاً للقبيلة و الجماعة.

ومن أغرب (الشر) أنه يقوم ،أيضا، بين الجسم القبلي الواحد فيقطع الأرحام والأوصال، ولعله أشرس (الشرور) بسبب الصراع (الحميم) علي المرجعية الواحدة مما يحوله إلي عملية(كسر عظم) وتلك أفدح موبقات الغرائز..

 

2-الشوفه

وهي المحطة الثانية فيما يَشْجُر بين بيضانيَّيْن،سببها غالباً،مستصغرالتصرفات المقصودة للإيذاء وإذكاء

المخبوء وتلعب فيها النميمة دورا كبيرا..

 و النموم(الجاسوس) في تاريخ المنكب البرزخي احتل دائما موقع صانع الامراء و مشعل الحرائق و طابور الفرنسي و الهولندي  و البرتقالي الخامس منذو احتل البرتقاليون جزيرة تيدرة  بحوض أم أراقن يطاردون الغرناطيين ،إلي اليوم.

وهذه المرحلة من (الشنآن)تنتهي بالتصالح بعد الصرب(جمع صربة وأصلها من السرب) و الترضيات ويلعب فيها الحلفاء و الأقرباء و المنتفعون أدوارا معتبرة.. وقد تنتهي إلي احتدام “الشر”..وهو الاغلب..

2-         الفقائع:وأصلها من فعل (فقع) أي فطر أو تفطرقلبه من فعلة أو قولة أو إيماءة، وقد تسمي(آجلاج) وأصلها من القلق، وهي من الكلمات القليلة التي انقلبت قافها النجدية من جيم مصرية /صنعانية إلي جيم شامية/بيضانية.. والشائع المعروف رغم ندرته وجود الجيم المصرية/الصنعانية في كلمات منها الجاشوش(الجؤشوش) وتجر(تقر) و أزعج(زعق)…

وهذه المرحلة الأولي في تنامي القلق البيضاني ورُبُوِّالضغينة بالتراكم أوالتلاشي وحظ الحالتين متقارب،لكنها من ملح التعايش العادي…

ومع تطور وسائل التواصل والإتصال زادت في مجتمع البيضان كل هذه المصائب بالتناسب مع السرعة وتطور وسائل التزويرللوقيعة والإيقاع فكأنما خلقنا لنستخدم التطور البناء لهدم مجتمعنا:فكم من بيت تهدم بالفوتوشوب(الصور المركبة)وكم من صداقة صافية رائقة تحولت الي عداوة بالهاتف المحمول وفصوص التسجيل المرئي..؟؟سواء فيه الساسة والمتدينون والاقرباء والحلفاء واصحاب المهن..ومن مختلف الشرائح.

وهكذا اختلفنا عن من في الأرض من الناس ،وانفردنا بما لا يخطر علي بال أحد من العالمين،نفعل بالأجنبي الأفاعيل خلال العمل تبادلا وتداينا ودراسة وعملا، ونظن أنه من ذكائنا لكنه من سوء فهمنا للحاضر و المستقبل..وممارستنا لما لا يخطر له علي بال فهو في بلده تحت طائلة القانون إن زور أو كذب أو سرق، ونحن في حِلٍّ من كل ذلك في الوطن علي أساس”أن الل محالي ألا النفشاء.”..

إن تقدم العقل البشري بالعلم أوجد صيغة أكثر جدارة بالإنسان إذا أراد أن يمكر بأخيه/ العدو، وهي أبلغ أثراً من “الطرشة” التي اعتبرناها ردة الفعل الأجدر بالرجل الشجاع المقدام ، إنها ما يسميه اللبنانيون” معركة عض الأصابع” التي تستنفد فيها كل اللكمات المادية والمعنوية دون “جرح” أو “دملة” ومن يصرخ الأول مغلوب!!

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.