جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

أبريل 22
3

مدخل:

في المرحلة المهترئة من تاريخ المجموعات يعاني الحريصُ عليها،بأي وجه، من محذوريْن مُهلكيْن ؛وحذرٍ مطلوب :أولهما الخوف من اتساع الخرق و ثانيهما ضرورة الرتق، وأنت في الحالتين تلعب ،في غير متعة، بحلتك اليتيمة العزيزة المتهالكة التي لا بديل لها إلا العري و الضياع، فتحار بين الفتق الذي إن امسكته أهترأ و اتسع، وإن تركته تحلل وحده في إعادة مأساوية لحكاية “دراعة  إسلمو”،أو ” بيصة عْبود”… و قد يتحول الحذر حرصا ثم حيرة والحيرة إلي تردد ، وليس أخطر على “المصائر الجمعية “من التردد ،كما تقول حكاية  حيرة  الضب..ولعل في الأمثال الثلاثة ما يؤكد “تأتأة التاريخ” حتى ليخيل إليَّ أنه يخرس عندنا أكثر مما يتكلم ؛ إلاّ أن الذاكرة الجمعية للشعوب تحتفظ تلقائيا بمرارات مآسيها سجلا للتصحيح، دون التفاصيل، مما يعني ـافتراضا ـ أنا في طبعة جديدة من تأتأة تاريخنا العجيب.. يحكى أنه عامَ (الهوفة) اشتد الجوع فى ارض البيضان وربيبه العري، وكان إسلمو من المترفين لا يتخيل نفسه و لا يتصوره الناس إلا أنيق الدراعة مكور العمامة مرفوع الهامة، يختال بين خيم الفريق كالطاؤوس ، وقد احتفظ في “التاسفرة ” “بدراعة مجيبة” للأيام الكبرى، لكن أعوام القحط طالت إلى أن اضطر لاستعمالها فوجد أنها بسبب العثة بليتْ فقرر للإحتفاظ بهيبته أن تبقي على  الرحال معروضة ليعلم الناس انه يملك”دراعة الملقى”ولكن الرياح كانت إذا هبت تحمل منها شلوا إلي الخيام المجاورة … أما (عْبود) فقد ألحتْ عليه أخواته اللواتي تلبسن”الفراء” من العري أن يبيع البقرة الحلوب الوحيدةعند الأسرة  ليكسوهن، ف”جلبها” إلى “الدويرة” وباعها مقابل بيصة من “الميلس” وهو عائد بكسوة أخواته،ومن طبعه(استطفيل) مــرَّ ببطحاء ممرعة وسمع زغاريد الجيل والأغاني فاستدار وعلى منكبه البيصة فإذا بالعذارى، بحكم تفشي العري…فغنى وطرب وعاد إلى أخواته بدون بقرة ولا كسوة ولكن بــــذَنْب !..   والضب شهير بحذره فلا يلج مأمنه خوفا من مطارده فيظل شاخصا في مرمي النبال!!    

ليس الإسقاط وحده المطلوب ولا الإحماض المحبب عند الأجلاء لتخفيف و طأة الجِد، وإنما ،مع ذلكم، إعادة الإعتبار إلى العبرة في عبقرية المخزون..لهذا فإننا في تناول قضايانا مدعوون إلى الحرص على الدراعة و التباهي بها رغم حالها و التدبر في رتقها و الحفاظ على الحلوب واتقاء المغريات و الحذر و لوكلفنا يقظة الضب و تضحيته

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما بعدُ ،

فقد عاد معاليه، عنيتُ الصديق الأستاذ البحاثة أخانا عبد القادر، والعودُ أحمدُ، ليطارحني وإياكم أفكارا ممتعة مفيدة جزلة المعنى والمبنى، فمن المَعْنيِّ  معناها ومن مشيده مبناها، وما أحوجنا اليوم، وكل يوم، إلى تبادل الأفكار والأراء و المعلومات لنتفق فيما عنَّ لإستيعاب كل منا و قـرّ في خلده وثَوَى في قناعته، على أن يعذر بعضنا بعضا فيما لم نتفق عليه ،وذاك ـ لعمري ـ منتهى السماحة وغاية الرجاحة، منه تنبت المذاهب فتتوزع المشاريع التحديثية،  وتتعدد الخيارات أمام العقول ويجد كل ذوق مبتغاه في طبعة جديدة منقحة من سفر السعة والتفتح والرحمة والأنسنة ، وعلى طريقتي سألخص طرتي المتواضعة على متنه ، مستسمحا عن كل زلل أو خطل أو نسيان، كما دأب الأولون ، فأقول:

*إن الدعوة إلى المراجعة كما وردت في أصل حديثي المذاع و فصله المكتوب ردا على دعوته اللاحقة عليهما، وجيهة و حالّة( من الحلول) على كل أصحاب الرأي وأرباب الرؤى والأفكار والمشاريع المجتمعية والعريقة منها آكد.. ونحن لها جاهزون وبآلياتها متمسكون كمنتمين لمشروع عابر للأحزاب و التنظيمات لا كحركة لم تعد قائمة لتجاوز الديمقراطية والعلنية عقبات التقوقع والإنكماش والجوس في الظلام.

* من باب التذكير أكدتُ أن الإحتكاك بالهيمنة الفرنسية ثقافيا وعقديا كان محسوسا منذإنشاء مدينة اندر(سان لويس)1659 إلى أن اشتدت وطأته بعد توسع (ميسه فدرو) المسيو فيديرب بقيام كمونات ما وراء البحار الأربع :قوريه و سان الويس و داكار و روفيسك (1895)وكفى بذلك قدماً.

*أما بخوص ما ورد  فى الفقرة الثانية، فإنني سأضرب صفحاً عن التعليق عليه ، لأنني أريد الإحتفاظ لنفسي بالصديق الباحث المثقف، وأحترم أيما احترام الوزير ، ومواقفه السياسية كما دعوته في الحديث السابق إلى الفصل بين البعدين فيما يتعلق بي،في حديثنا عن إنيتنا الواحدة و المشتركة مع غيرنا في الوطن و الأمة والعقيدة ومحبيهم من بني آدم.

وسأكتفي بالتذكير أن التطبيع جريمة لا يبررها ولا يخفف من وقعها أن آخرين ارتكبوها، فالجرم هو هو أرتكبه فلان أم علان،كما أن الإساءة الى نظام أو فرد لأنه أساء ،مسألة فيها ــ ونظركم أتم ــ نظرٌ أخلاقيا و دينيا ، كما أن تعميمها على مثلها لم يتم حينها ،ولو قبلناهُ فلن نعتبر قلب ظهرالمجن لمن أحسن وآوى و حمى مجرد نكران للجميل، بل هو فعل فاضح قادح.. ومرةَ أخرى،استنجد بمخزونكم الموروث و المكتسب، أمام مُبيقة مؤبقة هي إدخال العجــــــلإلى البيت وإخراج السفير العراقي من الكوة ،وتبجيل السامريعلى البساط الأحمر في عاصمة الجمهورية المُرابطية، وإخراج سفيرطرابلس الإمام زروق” من خرم الباب فقد تساوى المحسن العربي بالمسيئ  ـ إن كان أساء ـ العربي فى الإساءة و التنكر و اللؤم، حتى لكأنه علينا أن نعتبر المسيئ كان محقا لما لحق بالمحسن، ولي أن ألا حظ أن نفس المسلك طُبق داخليا فجميع من وقف مع اولاك عند المحنة وجد نفسه على قارعة الطريق بعد فتح البازار.. وجيئ بمن كانوا في مواخير باريس ومتسكعي فضلات الضرائب و المكوس و قصاصات المشتريات في مطار شارل ديجول ليصبحوا أهل الحل والعقد، وتحضرني حكاية أحدهم كان يستقبلني علي رصيف المطار الخارجي ليعتِل عني فأقسم ألا يفعل فيكتفي بعوائد الإعفاء الجمركي من مشتروات المسافرين، ولتمام أخلاقه و جودة تربيته دأب بعد ذالك على الإشاحة بوجهه عني في المطارات عندماتوزروتأزر“. هذه، معاليك، أمور لا يمكن نسيانها أو التغاضي عنها لأنها في صميم قيم الآدمي السوي ،ولي في كريم وعيكم و سعة صدركم ،متسع وأي متسع للفهم والتفهم..

 

* نأتي إلى ما تفضلتم بتسميتهحتميةالتصالح مع السنغال، ولكن مصطلحالحتميةينكأ فى خوفاً مكتسبا منالتنميطلأنه يحيل إلىحتمياتلم تعدحتمية“..

ولكنه  (يحرك سيفا) في جرحٍ غائر لن يندمل في عقل  و قلب و جسم مخاطَبك وعشرات الآلاف من أهلك، فهذا ما لا تقصده قطعاً، ولكن ذاك الذي آمن بحتمية (الحل) بمقايضة بقائه بدماء آلاف المواطنين ومنهم ابناء عمومة الماثل بقلمه أمامك، وعلي رأسهم العالم العامل الغوث بن الغوث الداعية بن الداعية شهيد رمضان الشيخ سعد أبيه بن الشيخ أحمد أبي المعالي بن الشيخ أحمد الحضرمي بن احمد بن محمد بن عبد الدائم والأديب المترسل اللبيب المختار بن أحمد بن عبد الدائم و كل مجلسه وفيه الدعاة و الشعراء و التجار وعمال المربط واللاجئون إلي حماه المنيع بالله، ولم تستطلع الحكومة (إيانا) أن تبحث حتى عن تربتهم، فعلى أي أساس سيدي ، تمت المصالحة الحتمية؟؟ لقد تمت لبقاءحتمي الزوال“..

 

* أما الدم  و اللهيب فقد تم به التعريب، ولكنه كان دم شهدائنا و جرحانا ولهيب دفاترنا وأقلامنا و مناشيرنا، فنحن لا ندعو لسفك دم الناس ، عكسا لما تريده دعاية الحكام إياهم و لكن العمل النقابي و السري إذا لم يصل صاحبه السلطة فنصيبه من المنجز ما وافق هوى الحاكم ولاسيما إذا نخرته الخيانات و هي من طبيعة الإنسان و طبائع الأشياء،و خصوصا في فترة شهدبازار شراء الضمائرمستوىً لم يصله ولن يصله لأنه تحول من مسلك مشين إلى سلوك مكين بموجبه يتحول (المعدم الذليل الجاهل) إلى (موسر عزيز عالم) في أربع و عشرين ساعة، وكم شهدنا و شاهدنا منه الأهوال، لأن المنهج كان مُرَوّعاً ناجعاً سريعاً، طافقا،بمقتضاه انتهت منظومة القيم و رحل الناس عنها و نسوها في هستيريا جَماعية قَلّما تشهد المجتمعات لها مثيلا، وأصبح العاضُّ على قليل من التحفظ المكتوم بعيرًا أجرب أول من يتخلى عنه أولاده و زوجته وقبيلته التي تؤويه في سيل المغريات وانتهاء مقاييس الإستحقاق

*         وأخيرا فإن التعددية هي خيار الواقع و نحن من دُعاتها وهي القسطاس إن تمت وفق القسطاس المبين ،فنحن يا سيدي الكريم ننتمي انتماء كليا إلي فكر الثورة الإفريقية من باتريس و نكروما إلى أحمدو بللو ولسنا شوفينيين و لا عنصريين لأننا في الأساس الفطري العقدي مؤمنون مسلمون و(عدو العربية والعروبة هو عدو الأفريقية والإفريقانية) كما قال رائد الزنوجة الإستغرابية سنقور في لحظة صدق في محاضرته ذائعة الصيت أمام مجلس الأمة للجمهورية العربية المتحدة بالقاهرة تحت عنوانها الموحي :الأسس الإفريقانية أو العروبة و الزنوجة…

تقبل صادق مودتي

       ناجـــــي

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

3 تعليقات لـ “ مع الوزير الباحث الصديق..مرةً أخرى ”

  1. حيا الله استاذنا الفاضل و الصديق الغالي ,,الم اقل في تعليقي الاول ان خطابكم كله امتاع و اقناع ؟ اكررها ,,و يسعدني ان اكون السبب في تحريك خواطركم الجميلة برونقها الجذاب و المفيدة بمضمونها الغني,,,, الا ان مثل هذا الرد الرادع الذي اثار جروحا ايقظت ذكريات كاتب هذه الحروف الذي يعد من المصنفين بمعاداة السينغال و فرنسا في اعقاب سلسلة مقالاتي المنشورة باللغة الفرنسية ضد ابادة المورتانيين بالسينغال ,, ما فم اعظام! ,, و الذي يركز علي ارهصات مشهد سياسي كان و ما زال مستنقعا تلطخ فيه معظم الفاعلين و المفعول بهم الا من رحم ربي… تناسي سؤالا بسيطا يشكل المحور الاساسي حول اغلاط التعريب و اسباب اخفاقته… في سياق النقد الذاتي الغائب عن ثقافة تطغو عليها عقلية تزكية الذات…. هل لنا ان نعرف ما هي اخطاء طبقات المناضلين من احل التعريب الذي تم بدمائهم الزكية ؟ ام انهم مبرؤون من كل عيب؟ حصيلة الايحابيات و السلبيات….. من احل تعريب افضل…..هي الغاية في نهاية المطاف……أدامك الله سندا للتعريب….. و للأسلام..و كنزا للفائدة…..مودتي.

    • تابعت كل ما كتب الدكتور ناجي والدكتور عبد القا در ولكن كل منهم شارك في مرحلة حكم معين وهو شريك في حلوه ومره قبل ام لم يقبل والان ناجي لا نعرف هل مع النظام ام لا لكن المطلوب منكما أن تنظرا للمستقبل وان تسخروا تجربتكم للا جيال القادمة وان تكون هناك الشا جاعة الكا فية لكي لاتقع نفس أخطاء الماضي أما بالنسبة لقضية التعريب أعتقد ان فرنسا التي أرسلت الجنود ليقاتلوا في مالي رغم الازمة لن تتردد في قطع الاسبير وكل المسا عادات من أجل أن تبقي لغة مولير هناك وخاصة أنها أصبحت محصورة في ركن قصي في شمال افريقيا هناك مشكل الان أهم من التعريب والفرنسة هي الاسعار التي تلهب جيب المواطن والسكن والنقل ومشاكل الوطن يمكن ان يعدد فيها الشخص حتي يغرق

      • ناجي محمد الامام يقول :

        الأخ محمد الليلي ،أشكر حضورك المتفاعل مع ما يكتب، وألاحظ فيه نزعة إسمح لي أن اعتبرها تنميطية، أي أنها تستبطن ضرورة الإتفاق على نمط واحد هو الصواب أو الخير، ولحكمة إلهية و بشريتنا ف الخطاءة الذاتية يبدو الأمر مستحيلا،فأنا من معتنقي بل أدعي “صياغة” المبدإ القائل:”عليّ أن أقبل الآخر كما هو لا كما أريده أن يكون”وقد تكون من حيث المدلول جزءً من منظومة قبول الآخر وليست إختراعاً، وأنا مؤمن بها ومطبق لها.
        وحتى لا ألقي الكلام على عواهنه فقد استهجنت منك أن تَتَأَخَّذَ عليّ علانية على صفحات التواصل بأنني أساند بشار في افتئات ما أنزل الله به من سلطان، وهبْ و افترض أني أناصره،فهل علي أن أعتبر رأيك فيه صوابا و أن أتبعك؟!وهل يحق لك أن تعتبرني مخطئا؟ إن التسليم للآخر بالإختلاف ليس مكرمة ولا فضلا بل واجبا و إذعانا للقانون و الشرع والعقل،وزمن الأحادية ولّى لغير عود..ومنها أن تسألنى على صفحات التواصل إن كنت من الحزب الحاكم، فهل لهذا علاقة بحضرتك وهل كان ثمة عهد بأن نوحد الموقف ونقضته لا قدر الله؟ تأتي الطامة الكبرى وتطالبني بالتخلي عن اللغة العربية والمطالبة بخفض الأسعار لأنها أهم منه؟وأن فرنسا في مالي ولن تقبل ذلك!!سبحان الله كم تتباعد المقاربات وتختلف الرؤى؟!! أما قولك إنني و الوزير عبد القادر شاركنا ،كلانا،في الحكم، في مرحلة معينة،فأرى واجبا أن لا أسكت علىه لأننى لم أشترك في أي حكم من بلوغي الحلم قبل انتخابي عضوا في قيادة الإتحاد من أجل الجمهورية مدة تقل عن السنة، وكان خلالها خارج السلطة ،وإن انضم إليه أغلب النواب والمنتخبين…فلم أتقلد منصبا حكوميا،رغم كوني موظفا للدولة،منذ2003و حينها كنت مبعداً في منصب مستشار وزير الثقافة حيث لا استشارة ولا ماء و لا مرعى!!! أما أرفع منصب تقلدته ولا يصنف مشاركة في الحكم فهو أمين عام اللجنة الوطنية لليونسكو من1989 إلى1992حيث خدمت بلدي وتوجها أومن به فلما انقلب ظهر المجن انقلبت ُ بقناعاتي لا عليها… أما عن معالى الوزير فأبشرك أنه صديقي القريب و من بيت إلي بيتي أقرب من حبل الوريد،ولأن الأمر كذلك فهو و حده القادر على التعبير عن حاله ..هل كان في الحكم مرحلة أم لم يكن؟وأخيرا تقبل مودتي التي على قدرها يكون العتب