جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

فبراير 27
0

ليس من السهل ولكنه من الممتع أن تحصي أحلام الثوريين و أن تعدد رموزهم،في فترة هي الأخصب أحلامًا وأطهرُ رُؤًي وأغزر معلوماتٍ في تاريخ البشرية المحفوظ..ولكن الأحلي أن تستعيد صورهم باللونين…

” وارسو” مدينة العمال و التحولات تعتقل (1905)روزا لوكسمبرغ الشيوعية البولونية العرجاءاليهودية الأصل التي خالفت العظيم لينين حول السبيل الأفضل للوصول إلي الإشتراكية… تأمل  صورتها الثنائية بشعرها الوفير وملابسها التي لا تثير ..وتستثيرك”الباسيوناريا” دولوريس الباسكية الإسبانية زعيمة الحزب الشيوعي وجُملتها الشهيرة في الحرب الاهلية :لن يَمُرّوا !! أي  الملكيين.. وقد مروا، رغم قَطْعِيَّة الجملة وخلودها  و شعرية الأندلسي الثائر الخالد لوركا..

في اليمن الجنوبي كان الثوريون يكافحون التخلف و القبلية و الطبقيةفقضي حلم”العنف الثوري”علي رفاقهم في التحرير من الناصريين والبعثيين والإسلاميين، وقضوا علي الثورة في صراع قبلي بين الرفاق علي (الأول)سالم ربيع(سالمين وقد عرفته شخصيا)و علي(الثاني) ناصر محمد وخرج علي الثالث(سالم البيض)عن الخط ليوحد اليمن مع علي الرابع(عبد الله صالح)الذي سيطيح بهم جميعاً في صراع الجنوب مع الشمال، بعد  أ ن قَتَلَ المقدم الثوري المتبتل إبراهيم الحمدي في مذبحة رهيبة شاركت فيها استخبارات رجعية وامبريالية معروفة ….وتلاشت دولة الحُلُم وبقيتْ صوره بيضاء ناصعة ×سوداء حالكة.. و بقي التخلف و هو في اليمن السعيد..جزء أساسي من الثروة الوطنية..يُقال في النكتة المصرية السوداء:إن جبريل عليه السلام إشتاق إلي رؤية الأرض التي لم يعد مبعوثاً إليها منذ أكتمال الدين وإتمام النعمة ، فطلب من “زملائه “المكلفين بشؤون أهلها :عزرائيل و ميكائيل وإسرافيل أن يطل معهم عليها،فتنزل إلي أن بدت له الكرة الأرضية فالتفت يمينا وقال ماهذه المصانع و المجمعات و المطارات قيل له تلك آسيا الصين و اليابان.. وأمامه مباشرة ظهرت صواريخ و مزارع قمح وقباب قيل له:هذه بلاد القياصرة المسكوبيين..وإلي اليمين قليلاً: القارةالعجوز أوروبة نهضت وأصبحت مرجعية الدنيا….

ولكن ماهذه الأعمدة والعمارات والشواهق والدخان و النيران ؟؟قيل.. تلكم بلاد “الإينكا” استولي عليها شذاذ أوروبة و حولوها إلي عملاق الدنيا .. وبينما هم يعددون إنجازات العالم الجديد،قال و هو ينظر باستغراب عليه السلام:…. الله !!!هذه اليمن!!!…

قد لا يكون “علي جناح” المسلم الشيعي المستقيم المثابر ثوريا لكنه حالم ذو مشروع انتهي بقيام دولة الإسلام الهندية في باكستان وامتلاكها ناصية الذرة..

ولقي شعر رفيقه محمدإقبال تجسيداً في أحد أبعاده باللونين.

وانتهي حلم أحمد بللو حفيد الفاتح البرناوي “عثمان دان فوديو” في بركة من الدم عندما أحست امبراطورية “اليونيون جاك” العجوز أن نيجيريا العظمي ستخرج من الكومنولث و تقرر من يومها ان لاتستقر نيجيريا أبداً، و بقي الحلم الكانوي العريق :أسود×أبيض…وأحلام الشعوب لا تسقط بالتقادم…

ولأن أحلام الشعراء تمارس مهمة مقدسة أزلية هي استباق احلام البسطاء ليالي الصيف والجوع والجفاف والجفاء والظلم وسياط الواقع المُذل..عندمايستيقظون بعد رؤيا أكلوا فيها الطيبات من الرزق…وعاشروا الحور العين..فإذا بالزرائب النتنة و البلاقع المقفرة… فيندفع الثوار علي خطي المبدعين ليصبح “هاتف” المتصوفة ملموسا يوصل الغزل بالصوت والصورة من هونولولو إلي ولينغتون نفسَ اللحظة ذاتَ الرمشة عينَ الآن… وكذالك قمر العشاق و سَفَرُ الخيال وسِفْرُ الظلال.

…يغدو مستحيلا،إحصاء الرومانسيين الحالمين بالورود الفواحة والسواقي النضاحة والسهول المنداحة … والرياض الظليلة والخدود الأسيلة والقدود النحيلة  ..والعيون النجل و البخور والكحل ..والناي الصداح،والمغنية الرداح في الليالي الملاح …والعدل العميم والذوق السليم …و الحرية المطلقة كالشمس المشرقة ..والعيش الرغيد و العمر المديد ولبس الجديد و دوام العيد…

شعارهم :العسل واللبن ..و النبيذ في الدن..فخيرات الوطن للجماهير بدون تقتير ولا حاجة للتدبير…

هل الفوضويون والثوريون و الرومانسيون وكل الحالمين بالغد المختلف أحاديون كصُوَّر قَرْنِهِمْ الجذابة الساحرة ويتلخص الكون ،موقفًا و صورةً ،عندهم في حق و باطل أولهما أبيضُ يققٌ وثانيها أسودُ”غربيب”؟؟؟؟

صحيح أن الكون قائم علي الضدين و وحدتهما، ولكن..لماذا علي المرء أن لا يري سواهما…ألأنهما متمايزان وهو مولع بالتميز؟ربما ولكن…

وتَظل..لكن..حالة استدراك تسمحُ للطيف أن تتعددَ ألوانُه،وللإنسان أن يتمتع بها..لأنه مُحدَثٌ والحقيقة المطلقةُ للخالق… ويبقي نصيب ُ المخلوق “نسبية لكن”..و”احتماليةُ قدْ”… و تَوَقُّعية رُبَّما”…

         …ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمـــــــــــــــــــــــــــــــــــل..

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.