جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

ديسمبر 19
0

avec SAR FAYSSALفي دمشق الفيحاء فندق يحمل اسماً من أعز الأسماء وألذها وألصقها بالذاكرة الجمعية العربية والإسلامية في كل عصر وأوان هو(الشام) ويشاء التخطيط المحكم لأن هذه الأمور لا تترك للصدف أن يكون أفخم فنادقها – إلي ذالك الوقت علي الأقل – وما يزال كذالك بالنسبة لي..وسيظل..

في حدود شهر مارس 1987، والربيع غض الأهاب تشاء الأقدار السعيدة أن أحل بعاصمة الدنيا جلق لأحضِّر باسم صاحب الفضيلة شيخي العلامة المرحوم محمد سالم عدود وزير الثقافة آنذاك مؤتمر وزراء الثقافة العرب باعتباري مستشاره للشؤون الثقافية المعين حديثا في أول منصب رسمي من الدرجة الممتازة(بدرجة وكيل وزارة أو أمين عام في نظامنا الإداري) و من ما يزيد النكهة أنني عائد ، لتوي،للوظيفة بقرار من مجلس الوزراء  بعد السجن السياسي الموجب للطرد من ملاك الدولة! أي أنها سفرتي الرسمية الأولي بعد المنافي والسجون..ولكنها ليست الأولي إلي شامة الدنيا..

ويكتمل الحبور بالنزول في فندق الشام في قلب دمشق، و رغم أنها أيام اشتراكية صعبة و حصار امريكي غربي ظالم كالعادة ، يعرف الشوام كيف يجابهونه، وكان تقنين الكهرباء وتقطعها دون سابق إنذار مزعجا ،ولكن أهل الشام يأكلون مما يزرعون ويلبسون مما ينسجون ويشاهدون بثهم المرئي في مرناة مصنعة محليا(سيرونيكس) والمعلبات كلها من المنشأة العامة للفاكهة والكونسروة إن لم أكُ نسيت تركيب الإسم ولكن ذالك مدلوله… وكنتُ أسرحُ في الشوارع التجارية،فخورا، بالمصنوعات السورية، وبعض من أهلها منها متضايقون، يريدون مستهلكات الغرب، وهذا شيء طبيعي، وفي الفندق الفخم ينقطع التيار الخارجي فيسعفنا المولد الخاص، وكانت المولدات الصغيرة شائعة في محلات وأسواق سورية، قبل أن تصبح فيما بعد مصدرةللكهرباء، وتتراجع بيروت في زمن الإنفتاح لتصبح في حال التقنين عندما رأيتها بعد الإنفتاح ..

في يومنا الثاني بدأ التحضير واستقبلتني الشاعرة الدكتورة نجاح العطار وزيرة الثقافة والارشاد القومي و هي من الشخصيات الفكرية والأدبية العربية المعروفة، ومن طريف ما دار بيننا أنني كنتُ مكلفا رسميا بإبلاغها أن معالي الوزير المقرر وصوله غدًا لايصافح النساء ، وتبادلنا حديثا ولا ألطف مع عالمة مبدعة استقبلت الموضوع بكل تفهم واحترام..

و لما وصل الوزراء تشاء الصدف السعيدة أن يكون من بينهم  صاحب السمو المُلكي الأمير المرحوم بإذن الله تعلي فيصل بن فهد بن عبد العزيز رئيس رعاية الشباب و الرياضة في المملكة العربية السعودية المكلف بملف الثقافة وهو النجل الأكبر لخادم الحرمين الملك فهد رحمهما الله، وكان نجم المؤتمر بلا منازع، لمقوماته الشخصية التي سناتي علي تفصيل كثير منها في هذه الذكريات، لمكانته العائلية و السياسية،ويتأخر وصول العلامة فأحضر نيابة عنه مراسيم الإفتتاح وحفل غداء أكون فيه وصاحب السمو علي مائدة واحدة، وعلي المائدة العربية يقل التكلف غالبا و يحل الإنسجام، وفي الحديث الذي كنتُ فيه متحفظا بدايةً، لاحظ أنني أخاطبُه بصاحب السمو المُلْكي وليس كما هو شائع وخاطئ، فاستوقفني ..لعل في الأمر شيئا فأوضحتُ الخطأ الشائع قائلاً إنه إذا كانت النسبة للملْك فهي بالضم للميم والتسكين للام قطعاً أما إذا كانت للمَلَك…فقال : ماشاء الله أنتم أهلنا في موريتانيا أخذتم لغة العرب وأخلاقهم …و بدماثة ولباقة وظرف أكرمني بالتعارف مع شخصيته الفذة رحمه الله..

وحضر مولانا العلامة فكان أول من حدثته عنه وجمعتهما علي مائدة ما انتهت إلا و أخذ كل منهما بمجاميع قلب الآخر ، ومن ذالك أن العلامة شاهده ذات مرة وهو قادم ، وكان رحمه الله تعلي بهي الطلعة وضاح الجبين أنيقا في غير مبالغة،فقال لي صاحبك هذا يذكرني بوصف الأخطل لأمير عربي آخر …فأخذت كراستي و قلمي- وتلك عادة لازَمْتُهُ بها- حتي لا تفوتني شذرة من درره…

خَضِلُ الكياس إذا تَنَشَّي لم تكن ْ*** خُلــفاً مواعــدهُ كبرق الخلب

وإذا تُعوِّرت الزجاجــــــة لم يكن  *** عند الشراب بفاحش متقطب

لَــذٌّ تقبــله النعيم كانـــــــــــما  ***    مُـسحت ترائبه  بماء مذْهب

لبَّاسُ أرْدية الملـــــــــوك تروقُهُ  *** من كل مُقتبل عيــونُ الربرب

(يتبع…صاحب الفضيلة والأمير في الرياض)

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.