جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

فبراير 24
1

في عوالم الثقافة من فنون وآداب كانت الوجوه المعروفة الرامزة تدغدغ أحلام المؤمنين بالغد الوضاء ، في طيفٍ من الثوريين والإنسيين والرومانسيين والطوباويين و الفوضويين: من كفتي العالم :المترفة والفقيرة؛ والجميع يعتنقون نفس الآمال ولا يعيشون نفس الظروف ..فشَتان ما بين الشاعر اليوناني الإغريقي العريق العتيق(يانيس ريتسوس) والفلاني النقائضي الحكواتي الإفريقي الأثيل (أحمدو همباتي با).. والفجوة متسعة بين أحلام الشاعرالسينمائي السنغالي المستغرب ( صمبين عثمان)والشاعرالجنوبي الإفريقي(مولويزي) اليساري حتي الثمالة..

و لكن الجميع يناغي وجدان سكان العالم الحالم من خلالهم ؛و يتبتل  في محاريب عشقهم وفكرهم وصورهم ذات اللونين. فمن من الأجيال لم ير أو تنطبع في ذهنه صورة الوجودي( جان بول سارتر) و نظراته الحولاء الزائغة.. ومن من اليساريين لم يرفع من رأسه ذيل فرس تقليدا لآراغون الشاعر الشيوعي الفرنسي الرائع..و يتبختر مثله في الحي اللاتيني…

كان أنور خوجه صورة من لونين و كذا كان نزار قباني، و كان أمل دنقل لوحة سوداء غامقة لكنها تقطر عطرا و نورا..وبابلو نيرودا وما أدراك مانيرودا،كان مأساة انشطار الشخصية الأمريكية اللاتينية وتشظيها بين “الصليب” الإيبيري ،و “الهلال”الأندلسي، و “الريش العينقاوي”،أو :الإينكاوي” الوثني الشهيد،في خلاصة”سوداء”من ذنوب حضارات “السيوف” .. هنا تحضر صورة أحمد شوقي سوداء × بيضاء… يقول صاحبها مخاطبا الفرنسيين في قصفهم دمشق:

دمُ الثوار تعرفه فرنسا//// وتعرف أنه وعدٌ و حقُّ..

وكما تطل هذه الوجوه الخالدة يتراءي عصا (المايسترو) يلوح به الخالد عبد الحليم حافظ وينشد للثورة والإصلاح الزراعي و القنال و المواجهة،وصلاح جاهين وقصائده في الثائرة الجزائرية جميلة بوحيرد، ويتعالي “قسماً” من قمم الأوراسي وإلياذة الجزائر …مفدي زكرياء.. والإخضر السائحي والإبراهيمي و…ياقة المهدي بن بركة البيضاء ، و جلابية عبد الكريم الخطابي يقارع الفرنسيين في الريف…وكما للثوار صور اللونين فإن للرومانسيين نفس الصور والأحلام مع “أديث بياف”، و”مارلين مونرو” وبين المنزلتين “حلمُ مارتن لوثر كنغ” و”رسالة أليجا محمد” و نظارات “أليندي” وبندقيته العتيقة يكافح بهاغزو اليانكي للشيلي ، و تتذكر – ولا حدود بين الأحلام – الخمير الحمر و الهنود الحمر، والهنود الزرق و ملابس المهاتما الرثة،و”ساري”إنديراغاندي، وزهرة اللوتس البيضاء في عروة والدها جواهر لال نهر…

“تعلموا أفكار الرفيق ماو تسي تونغ واعملوا طبقا لتوجيهاته”جملة شهيرة كتبها الرفيق الأنيق”لين بياو”علي الصفحة الخارجية للكتاب الأحمر وكان وحده الذي يسمح بأن يظهر له توقيع مع قائد المسيرة الكبري..لكنها لم تشفع له عندما قررتْ الثورة أن تأكل أبناءها.فهي كائن ملائكي بارع الجمال يتلفَّعُ في إزار من بِلَّوْرٍ معسجد مُقلَــمٍ بخيوط الحرير في طيلسان من الشعر الملموس علي ثنايا حنايا القلوب الظمئة إلي العدل و الحب و الحنان و الموسيقي و الإشراق…

ولأن الثورة عصية علي التصنيف يختلط عليك الكاتب و المُغَنّي و القائد فتنسي”بزة القسام”و”دراعة السميدع” و” مريلة سيدي محمد” وابتسامة”الولي”و بذلة “بن بله” و “سلهام بومدين” وسذاجة موديبو كيتا، و ”طفولة القذافي” و “ارتداد النميري”، وسحنة”زيناني” الجميلة وقامة أبيها مانديلا الوقور وقبضة أمها الثورية العنيدة”ويني”.. وأنت تحتسي معهم الشاي باسم مؤتمر الشعب العربي ذات مساء ثوري متوسطي له قبْلٌ وليس لهُ – حتي الآن – بعد….

وكذا أحلام الثوار حزمة من الأماني الخضلة و المشاعر الفائرة و الأحلام الشاعرة يصوغها المفكر الحالم ويموت من أجلها الطليعي الناقم ، و يستلمها الإنتهازي الجاثم في الوقت الحاسم من المثقف النائم والشعب المصفق الداعم…ومرَّةً بعد أُخري تتكرر المأساة في إعادة إنتاج المقدمات ذاتها.. وتظل ُّالإستثناءات يسيرةً ولكنها قائمة بجدارة.. والثورة فعلُ كمالٍ تَحُفُّهُ… مكارِهُ النُّقصــان. ..

… قوافلُ الثوار تَمْلَأ الميادينَ بهمهمة الحفاة مبكرين إلي الغد الوضاء..لا تثنيهم خوذةُ “أمـــن ” ولا قنبلةُ “دمع” ما لشهدائهم من بواكٍ..إلا أ ناشيد الجياع تبكي بالتياع صروف الضياع .. بحُـزن الرعاع….  

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

تعليق واحد لـ “ الرومانسية بالابيض والأسود الواقعية بالالوان :ح2 من3 ”