جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

فبراير 27
0

تمهيـــــــــــــــد:

تشكل الإقليم الموريتاني بمعرفة وتخطيط المستعرب الإستيطاني الفرنسيكورسيكي الأصل “جزافيي كوبولاني “صاحب نظرية التوغل السلمي، وكانتقُصاري مطامح وأهداف تشكيل هذا الكيان هي خلق (جرم عازل) بين ممتلكات فرنسا العريقة في جنوب الصحراء القائمة منذو أواخرالقرن ال16في السنغال و ملحقاته التي باتت في خطر داهم؛ بعد رصد الحراك المستجد بين  الشمال الإفريقي في الجزائر ؛حيث لا تهدأ انتفاضة ولا تخبو ثورة إلا لتندلع أخري؛ و ما بدأ من حركة إسلامية إمامية واعية في فوتة الغربية المصاقبة لهذا الجسم البرزخي… ـــ الذي وإن قل سكانه وعُدم سلطانه ــ يبقي منبع العلوم الإسلاميةو اللغة العربية في المنطقتين وبؤرة إشعاعهما وهما وقود الثورة اللاهبة المتجددة ..

… وقد رَأي المستعمرُ مؤشرات تغيير حاسم يُعبِّرُ عنها بزوغ نجم الشيخ ماء العينين المتألق من أقصي شرق و جنوب شرق “تراب البيضان ” مخترقا الآفاق بدعوته العارمةللجهاد المتجهة صوب حواضر الشمال حيث العُمقان: البشري و المادي، وحيث الدولة الأكبر في المنطقة وما ترمز إليه دينيا و سكانا،و التي كانت تتعرض لمساومات الإنتداب،مما سيعطيها عمقا استراتيجيا و أوراق مساومة أمام العدو الزاحف من الشمال محملا بإرث من الإنتقام التاريخي الرهيب،بالإضافة إلي انطلاق الدعوات إلي الجهاد في المنطقة الوسطي{مؤتمر تندوجه}و رصد مؤشرات التواصل بين المنطقتين ، مما بدا للمستعمر و كأنه النذر التي يجب التصدي لها قبل الإستفحال بكل الوسائل، بما فيها الإ حتلال المباشر…

ولهذه الضرورة الإستراتيجية العملانية الطارئة دخلت فرنسا مضطرة إلي ما وراء نهر صنهاجة ، لأن طبيعة الإستعمار النفعية ،لم تكن تري …في الأرض اليباب والصحاري الكالحة المسكونة أزليا بالفوضي،و “الأناس السمر شديدي الإعتداد بأنفسهم،الفقراء لحد أكل الجراد،ضعفاء البنية بسبب استشراء الجوع” ..أي مكسبٍ سوي قناطير من العلك يجمعها بُداة متوحشون كل سنة ليشتريها منهم المرابون الغربيون موسميا بالمقايضة البدائية ويسلبونهم جزأها الأكبر بالتحايل علي المكاييل و المقاييس يرشون منها” الأمراء الجهلة” و الجواسيس المدسوسين و يهود وادان المرابين، ولو كانت بهم حاجةإلي أكثر من ذالك لكانوا احتلوها قبل مائتي سنة و هم علي بعد أمتار منها يزرعون البقول و يصدرونها إلي عواصمهم من أرض (الكمونات الأربع) التي شهدت قيام أول كمونة أبناؤها “مواطنون” فرنسيون كاملو الأهلية وراء البحار، وليسو “رعايا”محليين وهي:سان لويس(اندر)؛ دكار  ؛روفيسك ؛ وجزيرة قوريه.

وكم بعثوا إلي ذالك القفر من حملات تأديبية فروعت و أنذرت الإمارات المحاذية وقطعت رؤوس “لصوصها ومغامريهاوما أكثرهم و أرخص أهدافهم و أسرع هزيمتهم “؛و ما أبعد الهوة بين بنادقهم التقليدية و الرشاشات الآلية التي تسحق جموعهم ا”لمتوحشة البدائية و قادتهم شبه العرايا “في مشهد مروع بين قاع التخلف وقمة التقدم العلمي ذي العربدة المتكبرة ا لآثمة..

وبتخطيط محكم وكما حدث في مختلف انحاء الدنيا ،تمكنت فرنسا من احتلالها وطَمِّ الفجوة الفاصلة/الواصلة بين “مستدمراتها” في شمال الصحراء و جنوبها ،فاستوردت لها اسما “لقيطا” لإقليم هجين في سابقة سطو علي التاريخ والجغرافيا و العقل و المنطق؛ مستهدفةً عزل هذا الشعب العريق عن أية علاقة بأي محيط أو حاضنة، وسيتضح ذالك عندما ينتزع رمز كيانه من مقره في”اندر الأبيض” و يعلن عن قيامه تحت خيمة تعوي خلف أطنابها الذئاب في برية لا ماء فيها ولا مرعي ولا بنية في مشهد سوريالي مصطنع بائس يباركه من رهنوا أنفسهم بالولاء المطلق للمشروع الإستعماري القادم المسمي ب”الإستقلال”.

ولقد تمكن العالم الاورو-مسيحي-اليهودي من امتلاك نفوس و ثروات و عقول سكان بقية المعمور،وأصبح نهب ثرواتهم ما تحت الأرض منها و مافوقها بما فيه الموروث الثقافي (آثارا و مخطوطات ولقيً و أوابد)مشروع نمو أسطوري للإنسان الأوروبي،فكان التلازم طرديا بين تقدمهم وتأخرنا،غناهم وفقرنا ، وحدتهم وشتاتنا،علمهم وجهلنا،صحتهم و  سقمنا.                           واستمر الإستعماربعدما استنفد النخاسة و معها،إلي أن أكمل”الإستدمار”خططه ..لتبدأ منها محطة جديدة هي الإستقلال المزعوم………

                                      …يتبع…

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.