جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

مايو 07
0

تبرز  – هذه الأيام  – مسألة مهمةٌ ،طافيةً على سطح الأحداث ،على شكل مواقف حادة، كعادتنا فى استخدام اللونين القطعيّيْن، و الفسطاطين المتخاصمين أفقيا. والموضوع ، هذه المرة،عن الشاعر و الحكم ,وموقف الأول من الثانى :وكل طرف قد حدد حكمه ونفذه ،لدرجة أن النقاش أضحى بيزنطيا،لا تُرجى منه فائدة، ومع هذا يتواصل حادا كأسنة الرماح في وسائل الأعلام و وسائط التواصل الإ جتماعي ..

وفى هدأة هذا المساء المصطاف وقد فتحتُ نوافذي على الأطلسى دون حائل، وأصختُ فلم أسمع إلا ضوضاء محركات تبتعد إلى نواذيبو ،أو تقترب عائدة منه،وقليل من دندنة ابن عوة في حكاياته البتيتية الشجية بدون”شَبْح” تأتي من ركن قصي في الغرفة،وجدتُ أنه علىّ أن أبديَ  فى المسألة،رأيا لا يلزم سوايَ،أرجو أن أوفق في إيصاله لمن يوافقه بلطف، ومن يخالفه بعطف…فأبدأ بالقول:

من هو الشاعر حقيقةً؟

إن الشاعر صاحب موهبة و علم،كأي صاحب موهبة وعلم،يعتريه ما يعتري غيره من ضعف له أسبابه، وقوة لها مسبباتها،ويتدرج صعودا أو هبوطأ بغض  النظر عن الميزتين،وبرغمهما أحيانا كثيرة،لسبب وَجيهٍ يتيم هو أنه بشر معرض لشرور النفس و نوازعها..

والشاعر عند الناس؟

لكن الناس كل الناس يريدونه  إما إلـَهًا أو شيطانًا، وهذا لن يكون، لأنه عندنا يترنح بين مفهوميْ”القوال” (التروبادور)وشاعر القبيلة ينافح عنها بالحق احيانا و بالباطل أغلب الأحيان .

الشاعر في “ساكسونيا”

وحتى الحل الثالث،لم يصلح لأنه مخالف لحقائق الأشياء. وسأحكيه لطرافته،فمقاطعة ساكسونيا الآلمانيةالشهيرة بثرواتها وتاريخها الفكري كان قانونها في التاريخ الوسيط يقرر أن الشاعر ليس كائنا بشريا بل هو (ظلال فكرية) وأعتبارا لهذا فعندما يكون شاعرٌ ماَ فى حالة مساءلة قانونية فإنهم لا يحاكمونه كشخص بل يحاكمون ظله، ولا تطال العقوبة جسده…

الشاعر كما يجب أن يفهم:

والشاعر في حقيقته مبدع، ونادراً ما يكون حامل رسالة أو مشروع مجتمعي، وفى الحالتين يعامل على أساس اختياره، كأي مواطن آخر، بمعنى أنه ليس ملزما إلا بما يعتنقه من أفكار، وبهذا كان المتنبي مداحاً و قدَّاحا، رغم تناقض حِكَمِه البالغة ورسالته السرية التى كان يحمل بين جنبيه مع النفاق، كما كان أبو فراس حسوداً نموما مكارا وافر الكيد للمبدعين أمثاله…وكما كان بيكاسو ثوريا إسبانياعظيما خلد مذبحة الغرنيقة فى لوحة باهرة لا تقدر بثمن فى متاحف العالم، فقدكان مواطنه سلفادور دالي العبقري ذو الشاربين المعقوفين باذخ الفن، ملكيا أكثر من فرانكو  يمينية.

للشاعر حرية الموقف

لكننا نحن بتأثير من حركة التحرر العالمية و الميراث الحركي لأسماء معينة، أردنا أن نغصب على المبدعين أن يكونوا جميعا أصحاب مواقف تستجيب لأمزجتنا، معارضين و موالين، وهذا مخالف لطبيعة الأشياء فلكل الحق في أن يكون حيث يقتنع أو يشاء، وليس لأحد أن يحاكمه على ذلك، فكما يوجد مبدعون فى صف الحاكم، ولهم مطلق الحق، فلمبدعين آخرين مطلق الحق في ان يعارضوا، وليست عيبا بل مظنة شجاعة واستقلال..

الثبات على الخيار

وتبقى المسألة الأجدر بالإهتمام هي محاكمة المبدع على ضوء الإستمرار فى الموقف الذى اختاره، والإتساق معه لأنه مقياس تجذر الفناعة و مسبار الصلابة فى الرأي والإستقامة طبقا للمبدإ، والعيب كل العيب ممالأة الحاكم أو المعارضة دون قناعة وثبات…

                              وما المرأُ إلا حيث يجعل نفسه””ففى صالح الأعمال نفسك إجعل !!

صورة
صورة

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.