جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

أغسطس 10
1

من جديد: العظماء لا يُسْتَنْسَخُون …

 

عندما تكبو الأمة العظيمة  ، في مسيرتها الدائبة ، فهي إلى التحلل أقرب منها إلى التشكل، مالم يقيض لها القدرُ المنقذَ، فرداً كان أو جماعةً ،مفكراً أو قائدًا، أو حزباً أو تكتل أحزاب، يحمل مشروع حلم النهوض من الكبوة و يقنن وينظم أو يؤلف “الدعوة/ البرنامج / الحلم/الأمل” .. وتختلف مواصفات هذا المنقذ و قسماته باختلاف حالته ،فالطلاوة(الكاريزما) أول متطلبات و مواصفات الفرد، والقدرة على التنظيم وروح الجماعة هي ميزة غير الفرد تنضاف إليها بصورة أَلَحَّ  العقيدةُ الجامعةُ التي تُعَوِّضُ بحلمها ومثلها المشتركة، طلاوة “الفرد الجذاب”.جمال عبد الناصر

ولا شك أن طبائع الأمم والشعوب تختلف باختلاف مكونات ذاكرتها الجمعية ، ولكنها تتماثل في التشكل من الأساطير المؤسسة وأماكن الذاكرة، هرماً ، كانتْ ،أو قصراً أو طوطماً أو قصيدة أو كتابا ، وقد تكون بطلا خارقاً تحمل سيرته القليل من الحقيقة و الكم الهائل من الألوان والأحماض…

وتتميز حضارات الأبيض المتوسط (بؤرة الشرائع) بالمكانة الخاصة للبطل الخارق  وما ذو القرنين المقدوني و وذو يزن و هانيبال و أبرهة و عشتار وأدونيس و ابن الأيهم، و الفايكنغ والحشاشين، إلا أمثلة على حضور الفرد الطاغي وندرة الجماعة..

وفي العصور الأخيرة ولاسيما القرن العشرين ظهرت شخصيات طغت على المشهد العالمي بشكل جديد  غير مسبوق في تأثيره، بحكم معارف عصر التنوير وما كشفت من سدوف  وأزالت من حجب وعوائق كانت تحول بين الامم وتمنع اتصال بعضها بالبعض الآخر، ففي أعقاب الحربين العالميتين(أو الأوروبيتين بشكل أدق)الأولى والثانية ظهرت شخصيات متميزة أفرزتها ظروف كل أمة بآلامها وآمالها، ومخاض صيرورتها، بعد عهود الاستعمار و التخلف والهيمنة الأوروبية الكاتمة على أنفاس الشعوب “الكابية” من عرب وأفارقة وهنود وصينيين و لاتينيو أمريكا

فكانت الزعامات المعبرة عن شعوبها قد وصلت إلى سدة العالم بطرائق شتَّى، تعرف الأقدار الرهيبة كيف تمكنُ لها حتى تتم مهمتها التاريخية

بالمقدار المحسوب، ولأول مرة في التاريخ كان لكل أمة ، وبتزامُنٍ غريبٍ، ممثلوها علي خشبة مسرح المصائر و الخلود…  

فكانوا من الشرق إلى الغرب: أحمد سوكارنو، وماو تسي تونغ ،  وجوزيف ستالين ،  و جواهر لال نهرو، ومحمد على جناح  ، وجمال عبد الناصر ، وجوزيف بروز تيتو ،  و كوامي نكروما ،  وأنور خوجه ،  و شارل ديجول ،   و وينستون تشرشل والجنرال أيزنهاور.

وحازت كل أمة مكانتها بفضل أحد هؤلاء وبرزت موحدة حتى ولو كانت من شعوب شتى(يوغسلافيا والسوفيات والهند و فرنسا )  وتوحدت أمم وتشكلت أمم كانت مشتتة بفضل آخرين …

ولكن التآمر الأوروبي الشديد لاستعادة النفوذ  من جديد  والعداء المستحكم لأمة العرب دَرْءً لخطورتها  عقيدةً وموقعًا و ثروةً وكثافةً بشريةً وقابليةً للتمدد والتأثير في جميع أنحاء الكون، جعل  إعلان الحرب على كل مشروع نهضوي عربي أولوية مطلقة عند الغرب، وأمراً مسكوتا عنه عند المعسكر الشرقي ..وكان المحرم الممنوع الأول هو قيام أي نوع من انواع التفاهم بين الأقطار العربية، لأن ما فرقه سايكس بيكو ومكن به نقطة ارتكازه الصهيوني في فلسطين، لا يمكن أن يجمعه أحد، وقد تحوطوا لذلك بزرع كيانا ت عربية الوجه ،توائم لإسرائيل ترتبط بها بقاء و زوالا، بل كلبا حارسا عند بواباتها..

ولما جاء من رحم  أمنيات الشعوب ومخاض تفاعلاتها رجل جمع كل متطلبات وأوصاف ومواصفات الرجل /الحلم  في شخصه هو جمال عبد الناصر حسين وبدأت ملامح رؤيته تتبلور في مهدها من خلال عمرته الأولى ولقاء الرجل الصالح فيصل بن عبد العزيز، وجسدها في كتابه فلسفة الثورة الذي حدد فيه دوائر العمل المصري الثلاث بوعي لدني كامل هي: الدائرة العربية والدائرة الإسلامية والدائرة الإفريقية بدأ الشعور بالخطر وكان أول الغيث الأحمر زرع الفتنة بينه وبين ظهيره الأسلامي الداخلي(تنظيم الإخوان المسلمين) وقطع الصلات بينه مع الفيصل ، وببتتابع مذهل كرت سبحة التآمر بوتيرة المشاريع العملاقة والتحالفات الخلاقة والتقدم العلمي واندلاع الثورات في الوطن العربي والعالم الثالث،فكان العدوان الثلاثي و حرب اليمن والإنفصال و النكسة والسم الزعاق، مما لسنا بصدد تعداده لأنه معروف..

ولأن العبرة من قراءة التاريخ هي الدرسُ المستفادُ، ومن هنا فإن شعبنا في مختلف البلاد العربية يُعاني ، لأن طلائعه تعاني من تجذر فكرة الدور الذي يبحث عن بطل المنافية لمنطق التاريخ والتي هي الباعث الأول على الإتكالية  و الإستسلام لطوباوية البطل المخلص/ المهدي المنتظر وأحلام   اليقظة، وأشدها وقعاً على الرأي العام وأكثرها تثبيطا لهمم الشعوب في النضال لانتزاع الحقوق إسقاط الأحلام على شخوص هامشيين تجيئ بهم أدوار مهيئة سلفا من جهة ماـ لامتصاص غضب الناس و تبريد محركات النهوض عندهم ـ مثلما هو حاصل هذه الأيام في أحد الأقطار العربية الكبرى، حيث تتوليَّ بعض الأقلام ،إن بحسن نية وسذاجة أو بسوء نية ومكر، عقد المقارنات وخلق الأدوات لضابط أفنى عمره المهني في خدمة كامب ديفيد و الكويز و البنتاغون، والتطبيع، لتسقط عليه مناقب رجل أنجز ما أنجز وتوفي مسموما من الاستخبارات الأمريكية و في حسابه 120 جنيها مصريا(بحساب اليوم 120ج×80 أوقية =9600أوقية فقط لا غير) وعدة عشرات من ربطات العنق هدايا من أصدقاء ،وأمتلأت مئات الملايين حُباًّ وإعجاباً قذفه الله في قلوب العرب والمسلمين والخلص من بني الإنسان لشخصه الكريم الفذ الأميز، لم تستطع آلاف المواقع ومئات المحطات المرئية والمسموعة وآلاف الكتب بمختلف اللغات المسلطة لتشويهه ميتا بلا حكم ولا مال، أن تنقص منه بل زادته رُسوخا حتي اصبح مذهبا في السياسة ينتمي إليه من أراد أن يثبت ولاءه للناس  و رفضه للمذلة من نيكاراجوا إلى الفلبين..

وْليعلم المحبطون والباحثون عن من يختصر عليهم مهمتهم في تحرير انفسهم أن الحياة عقيدة وجهاد، وأن العظماء يتركون فكراً وعملا وميراثا من المنجزات أكثره صواب وبقدر أهميته تكبر الاخطاء المصاحبة له، مما يقتضي ـ حتماً ـ على من ينتمي إليهم الاعتراف بها وتصحيحها والبناء على المنجز في التجربة وتدعيمه ، وقديما قال اليمانون:” ما كل مدور كعك” …

ومن جديد: إن العظماء يتركون عقيدة ومنهجا وعزيمة وإصرارا على ثوابت يتولى المؤمنون بها إعادة مهدمها وترميم دارسها وإبداع الحلول لما لم تفعله وتصحيح ما ارتكبت من أخطاء في توجه مكبمل الأركان إلى الآتي…

والعظماءُ لا يُسْتَنْسَخُــــــــون …

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

تعليق واحد لـ “ العُظمــاء لا يُستنسخون. ”

  1. حمدي لفريوه يقول :

    إن الأفذاذ وصناع التاريخ لا يتوقفون لأنهم غرسوا العزيمة في قلوب الشعوب و الشعب هو الخالد المتجدد.