جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

سبتمبر 12
0

عروبي أنا ودمشق تحتل حيزا لا مزيد عليه في عقلي و قلبي وانتمائي العقدي، ولستُ من المدافعين عن نظامها ولا أي نظام عربي قائم الآن،ولست انتمي إلى الرؤية الجزئية التي يعتبر نفسه قيما عليها ، ولكنني لا أقبل ولن أقبل أن يمرِّغ الغرب أنفه في التراب لأنه مني ، ولأن الشعب العربي السوري كفيل بتسوية أموره الخاصة به مع حكامه وجدير به أن يقول حينها:”بيدي لا بيد عمرو” ولأن الحكام السوريين الحاليين كانوا ولا يزالون في معسكر “الممانعة” أيا تكن المآخذ “الجولانية” عليهم …ولأن الأسد لو استجاب لإملاءات كولين باول و شيراك و بلير،لكان الآن في قصر المهاجرين، يتداول في أسهم النفط ،ويشتري مصانع عطور باريس وخوابي مزارع العنب ب”بوردو” وقصور العصور الوسطى في  ريف مقاطعة” كنت”، وتستقبله (بنت بنتنا) الملكة اليصابات الثانية (يقول النسابون إن لبيت البوربون الذي تمتُّ إليه بصلة ،جدةً هاشمية سبيتْ عهدَ سقوط ” قشتالة”) لتناول الشاي بقصر باكنغهام العامر بهدايا و عطايا ملوك الأعراب…

إن المستهدف اليوم هو ما تبقَّى من أدوات القوة العربية في الجيشين العربي السوري العظيم والعربي المصري العملاق ،بعدما أُنهي الجيش العراقي المقدام واستنزف في حروب عبثية خططت لها الامبريالية وموَّلتها العروش الخاوية ..وصفقت وزغردتْ لها ثم كانت النتيجة المأساة التي تركتْ في جلودنا جربا سنحكه إلى أبد الآبدين.

ويكفي من المأساة الكوميدية السوداء أن نتذكر أن فيالق من الجيش العربي السوري شاركت(بالحضور الرمزي) حرب استعادة الكويت، التي كان احتلالها أم الحماقات، في تبادل للأدوار بين نظامين قوميين ،يحكمهما ، نظريًّا، نفس الحزب بنفس الإسم والبنية والمبادئ ،نكايةً من بعضهما بالبعض ، بعيداً عن المشترك من العقيدة والأهداف ،و بعيداً عن أي تحليل أو تعليل، لأن الذاتي عند الحاكم
الفرد يتحول إلى بديل للعقل؛ وهكذا استفرد العدو بأولهما البغدادي،وآخرهما الدمشقي الذي تستخدم معه نفس الأساليب و التكتيكات ،حذو النعل بالنعل، فهل يقع في نفس الشراك؟

إن الحنكة المشهود بها للقيادات الشامية في كل الأزمنة، ولا سيما فترة الحكم البعثي الأسدي القائم ــ  والتي كانت تتجلى في اقتدار غير مسبوق في احتواء واستيعاب الصدمات بصبر و تؤدة  ميزت حُكم و  ميراث  الراحل “حافظ  “ورَعِيله، ومنها الشبكة الواسعة الثابتة من العلاقات والتحالفات والتفاهمات التي بناها طيلة حكمه وظلتْ ، حتى الآن ، أحد أهم أسباب منَعة نظامه ــ يجب أن تشكل رادعا َينْهَى ورثته عن اقتفاء التجربة العراقية ، فتقليم أظافر سوريا بالتمرد العسكري و الإرهاب الدولي و الأصولية الكونية، كان الفصل الأول، كالتمرد الكردي في العراق، ولكن اقتلاع الأضراس و سحب المخالب يبدآن بالأسلحة الكيماوية ثم الجرثومية ثم الأسلحة المشاكلة ،فهل سيتعظون؟

إن “الروس” ليسوا ضمانة قومية ولا وطنية ولا دينية ،بل أهل مصالح، وذلك غاية ما نستطيع أن نأمل منهم، إذْ لن يكونوا أفضل حالا من السوفيات الذين تركوا الصهيونية تحتل أربعة أضعاف فلسطين في ستة أيام ..وإن ننسى فلن ننسى أن سفيرهم في القاهرة آخر من التقى الزعيم الخالد وناشده باسم (عجائز الكرملين) أن لا يبدأ بضرب اسرائيل وأنهم يضمنون أن لا تبدأ المواجهة، الأمر الذي جعل الراحل شوين لاي زعيم الصين البارز يقول إن السوفيات هم من قتل عبد الناصر في حديثه الشهير مع نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة آنذاك حسين الشافعي.

صحيح أن العالم قد بدأ إرهاصات التغير لكنه لم يتغير بعدُ ،فالقوة الغاشمة  ما زالت من نصيب اثنيْن : غني يخاف من مخالبه على رخائه  وفقير يشفق على قوته من أضراسه ، والخوف يحيد أسباب بطش القوة إلاَّ تُجاه طرف ثالث طريدة كان أم حليباً، مما يعني أن الغاشميْن لن يقتتلا لسواد عيون الطرائد.. وعليه  فلا رهان على موقف موسكو، إلا بخوفها على مصالحها ومنها، قوة  إيران ونفط المتوسط، وغازه  ومراسي أساطيلها الوحيدة على بحر التحكم في العالم(المتوسط) .

يبقى أن وجود المقاومة الإسلامية الباسلة المجرِّبَة المُجَرَّبة هو ضمان سوريا والأمة والملة والأحرار في هذه المنطقة من العالم، لسبب أثيركبير من بين أسباب كثيرة، هو أن لها عقيدة تمجد الموت من أجل المبادئ،و رؤية تؤمن بالتحرر وعقلا يقبل الآخر حليفا أو شريكا ، في تفسيرها لمبررات الوجود والإستخلاف وقيمة الشهادة وسيلةً لتحقيق العدل في الأرض وكسب مرضاة رب السماء.

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.