جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

ديسمبر 12
2

كان الميكروباص يترنح بين السيارات ليتمكن من الوصول بسرعة لمكان الؤتمر الذي هو في العناوين الرئيسية بانكوك..ولكنه في الحقيقة الفرعية مقاطعة (جومسيان) بل في منتجع “باتايا، وكل هذا في حدود أربعين كيلومترا من أرباض بانكوك”
وينتابني بعض القلق من السرعة ،فانظر إلي الترجمان الذي هو بحاجة إلي ترجمان، فالمنظمة تركت إجراءات الأقامة والترجمة غير الرسمية أي التي تجري في الفنادق مع النزلاء والنقل والحاجيات لتتولاها هيآت تجارية، ومن “أجود” ما فعلته 
أنها جاءت بمن وجدت من التايلنديين الذين كانوا عمالا في الخليج ليتولوا الترجمة في المرافق الفندقية و السفريات والسياحةللمؤتمرين العرب..
وعند أول لقاء في المطار لم أفهم أكثر من(السلام عليكم) بلكنة مزعجة..ونجتاز المدينة من جزئها القديم، ربما ،فالمساكن باهتة الطلاء و الشوارع شبه خالية،إلا من بعض رواد الدكاكين نراهم بوضوح وهم يتبضعون لضيق الأزقة و كثرة العربات ذوات الثلاث عجلات(توك توك)
وتبدأ معالم الخضرة الكثيفة تبدل العسر المنظري الآسيوي الكئيب بالنباتات الإستوائية الكثيفة….ويطوف علي علو يكاد يلمسه أنفي عطر “النبيلة”…فأقول بروح التصوف الموروث..أفٍّ لكم أيها الشياطين و ماتفعلون بهذا الراكب الوحيد بين وفد جزر “التمساح”.. عفوا: دولة الكايمان المستقلة
..ويعاود الطيف..إني أيها “التمساحيون” عفواً(الكايمانيون) “لأري “ريح(كاترين) لولا أن تفندون … فلا يهتمُّ ، من سيُعرِّفُني بأنه وزير التربية والتعليم والشؤون الخارجية وإعادة الإعمار و مهام أخري ،لا تتسع لها لغتي الإنجليزية… لأنه انخرط،فوراً، في نومة العروس بعد “الدخلة”، ويُعاودُ عطرُ
“بولغاري” تحديه لأنفي، السعيد بعودة نسيم المتوسط في هذا الجو الإستوائي الضاغط…ويقول -هامسًا – طيفٌ من الصالحين: يا ابن الأقطاب”إنه الخضر عليه السلام” مَرّ يُطمئنُ مَلَأَهُ الذين خِلْتَهُمْ يجتمعون علي قمة أكمة “بينانغ”.. أصيلًا قبل الغروب!فأقول لأسراب الأطياف الخُضْرِ المحلقة علي علو منخفض “ليس بولغاري” العطر المفضل
عند الأقطاب، يا سادتي، إنه، بجِد، عطرٌ نسائي…
(ذيس …إيز)يقول المرافق بإنجليزية تقريبية متلاحقة الحروف سيئة المخارج عالية النبرة حادتها..باتايا ريزورتس هوتيل، ويشير إلي السائق..(أوشين إين بليز) لقد وصلنا منتجع وفندق باتايا .. الوزراء في أجنحة الواجهة البحرية ..ولكننا عند البوابة الكبري سنوزَّع علي سيارات “التوك توك” لتوصل كل ضيف 
إلي مكتب الأستقبال المخصص لواجهته …فالمنتجع أربع واجهات يتم التنقل بينها بالسيارات وكل واجهة تسمي باتجاهها باستثناء واجهة البحر علي المحيط الهادئ وهي الأغلي ثمنا المحجوزة لرؤساء الوفود ..علي نفقتهم أحبوا أم كرهوا، وذالك ما اقتنع به معالي الكايماني ذي السبع وزارات.. فقد طلب الإعفاء وانسحب إلا أنه بعد رحلة مرهقة إلي بانكوك عاد ليقر بأن حسابات البنك الدولي دقيقة. 
فعاد طائعا إلي جناحه الحتمي..في المسارح المغطاة التي يسمونها صالونا ملحقابغرفة معاليك.. قد يناسبك ان تنام علي كنباتها بدل السفر إلي غرفتك فالمكان رائع و متسع الجنبات ..
وطبقا للبرنامج تغدي… من شاء في أحد المطاعم ومن أراد وسمحت البورصة ففي الغرفة …قد يكون أريح لكنه بدون شك”أكثر ملحًا” بالتعبير الفرنسي الموفق عن غلاء السعر.. وعلي الساعة الرابعة بعد الظهربتأخر بسيط عن الموعد دخلتْ وفود بالمئات ، وموظفون بالآلاف إلي قاعة المؤتمرات، وجيئ أمامنا بمنصة خاصة افتتحتْ عليها صاحبة السمو الملكي ابنة جلالة ملك تايلندا المؤتمر- وكما
وصفها جاري العربي المشرقي بأنها(عسل)فقد كانت أحلي، وانسحبت بعد تصفيق باهت من الحضور حزَّ في نفس صديقنا المعجب، وجاء الخدم بلباسهم المطرزة و رفعوا المنصة الملكية علي أعناقهم لتعود إلي القصر الملكي، ونودي علي المقررين وكان منهم، فألقي بالفصحي تقريرا تعمد(ماحي) فيه أن يعرب أواخر الكلم إلا ما استقبحه “سيبويه” وفي ختام الجلسة انتقل إليه ممثلو العرب وبعض الأفارقة ولاسيما صديق كوالا لمبور الغوتولي جوب اللطيف
وبعد الجلسة المسائية تحدد موعد القمة خلال اليومين القادمين ..في نفس المكان وأغلب أمم الأرض بنفس الممثلين باستثناءات إفريقية وآسيوية محدودة..
في المساء كانت الحكومة التايلندية( البلد المضيف) صاحبة الدعوة إلي أضخم عشاء و مرقص مفتوح شهده(ماحي) أو سمع عنه.. نظم علي معشبة غولف المنتجع لما يزيد عن ثلاثة آلاف مدعو .. ولك أن تتخيَّل المطلوب من النُّدّل ..
…..عند مكتب الإستقبال تركت ورقة كتبت فيها بلغة راقية سأعود، إن سمحتم ، بعد العشاء،فهل أضايقكم؟؟ـ لا والذي بعث النبي محمدا ، قالها وهو يغادر إلي الحفل
كان الحفل كله علي وزن “فعيل “من الكآبة والرتابة والكثافة و الغرابة..فقررتُ الرجوع إلي بيتي فلدي مالا يملكه الكثيرون :مذياع رقمي من طراز(سوني) بالموجات القصيرة وكتاب “صديقنا الملك”الطبعة الأولي الخاصة، ويبقي بالإمكان متابعة بعض الصور في تلفزيون الدولة المضيفة
ودون تردد انطلقت في سفر طويل إلي حيث (التوك توك ) أصل مكتب الاستقبال “ووشن إن”..
…بالولفية الفصحي …وقبل أن أتمكن من إحراز أية إذاعة ..يصلني صوته في الهاتف : – ناك انقا ديفْ… عبارة تقوم مقام:كيف الحال، لكن ترجمتها الحقيقية هي: ماذا أنت فاعل؟؟ قلت لمعالي الوزير الذي يتصل من اللوبي …تفضل إصعد..فيقول: هل عندك “ألأتايا”
والله لقد أحرجني هذا الغوتولي اللطيف فأنا أودع “ألاتايا” في نواكشوط ولا أقبل إتعابه بالسفر….أجيب صديقي آسفاً…لا يا معالي الوزير ناخذ شاي أحمر.. إنزل..إنزل لديك ضيفة أيضا أنا أدعوكم للأتاي، وبسرعة أنحشر في بنطال و قميص نصف كم وأنزل…(كاترين) بثياب السهرة اللائق علي قوامها اللدن و عيونها الرشئية الموغلة في زمن السحر والفتون..والضد يظهر حسنه الضد ..كان معاليه قصيرا في مبالغة ، منتفخ البطن بالقدر الزائد قليلا، أكسبه الصلع البادئ تناسقاً مع بقية القوام ولكنه رجل لطيف المعشر
مختص في الأسنان..وربما لهذا تولي التربية…جناح الوزير يقع في نفس الممرو في نفس الطابق الرابع و كذا زميلنا الغوغولي و”كاتبته” تتبعنا (كاترين) دون بنت شفة فنحن نخلط الولفية بقليل من الانجليزية و الفرنسية ليتم التفاهم الإفريقي ضد الإستعمار…
في جناح الوزير جوب ترك ملابسه مبعثرة في الصالون ..أتري هذه الفوضي سببها “الغرام الإفريقي”…دكتور ما ذا لم أفهم؟ لا… لا عادي لقيتُ كاتبة الوزيرالزميل في الممر فدخلنا حوارا يناسب العلاقات الثنائية وكنتُ ،ُربما، ثمــلا أستغفر الله…لكنني صليتُ.. والله!
جاء بكانون كهربائي وعدة الشاي و البارونة تنظر و كل هذا وهي واقفة تنتظر الدعوة للجلوس… يا آنستي الدعوة للجلوس أتولاها عن أكسلانس..تفضلي وجاء من غرفته أكثرُ أناقة فقد لبس قفطانا إفريقيا مطرزا وسألها كيف أبدو لك؟ قالت بانجليزية أنيقة تبدو ملكاً إفريقيا تنقصه زوجات “فيــلا كوتي”المائة!!
لقد صادفت قلبا خليا..تعرفين ملك إفريقيا النيجيري؟؟ طبعًا… و غني الوزيرله مقاطع قالت إنها حسب الأصول…صب الكأس ألاول… ودُقّ الباب بعنف، مع هدير المنبه، من ؟…إفتح أنا زميلك الغوغولي..ماذا يريد هذا؟
ويفتح قائلاً:معي ضيوف..لا يهم ..جئت لنصفي حساب السكرتيرة اليوم و..أفهمُ أن الأمر يتعقد في القارة! ..وأنتقل إلي الباب لأجد تلابيب زميلي ممسوكة بعنف، معاليك أنا(ماحي) من جمهورية الرياح المجاورة…ينظر إلي بعينين حمراوين ويقول تشرفنا بأهلنا هذا الوغد اغتصب كاتبتي..سيدي… سيدي نتكفل بكل شيءولا نفضح دولنا في هذا المحفل أترك الأمر لي نحله إفريقيا…معنا خبيرة أجنبية تعال سلم يسترخي ..يتهدج صوته ،يتلطف : يو فروم علي راحتك.
تكلم بالفرنسية إنها من فرنسا!! آ…منَّا …يعني ..

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

2 تعليقان لـ “ الشاطئ اللازوردي (ج 9) – منتجع باتايا – السهرة المجنونة ”

  1. ندما تقول يا صاحب الرسالة المذكورة هيئته فوق إنك قضيت ثلاث ساعات م موقعنا و انك تعتبر انه لو قدم الآخرون مثل المادة التي في موقعنا لأصبحت الشبكة أكثر فائدة فهذا يسعدنا ويدفعنا إلي المزيد من العطاء وندما يصل من لغة أخري و بها فهو تكريم نعتز به فلكم منا التقدير علي التجرد العلمي في التقييم وذالك غاية مانطمح إليه لتقييم المنتج الأدبي والفكري.

  2. عندما تقول يا صاحب الرسالة المذكورة هيئته فوق :إنك قضيت ثلاث ساعات مع موقعنا و انك تعتبر انه لو قدم الآخرون مثل المادة التي في موقعنا لأصبحت الشبكة أكثر فائدة فهذا يسعدنا ويدفعنا إلي المزيد من العطاء وعندما يصل من لغة أخري و بها فهو تكريم نعتز به .فلكم منا التقدير علي التجرد العلمي وذالك غاية مانطمح إليه لتقييم المنتج الأدبي والفكري.