- ناجي محمد الإمام
- مقالات
- الزيارات :
كنت، سأتابع الحديث الذي بدأته عن تجمع النذر في الأفق الكئيب للإقليم السهلي الصحراوي لكن النذر التي أصبحت تأتي من الداخل ،أسرع من الرصد، مما يدل علي أن الأمور- مُسبقة التجهيز والإعداد – فقررتُ أن أشيح بوجهي عن ترتيل مزامير داؤود علي من لا يعتقد فيها.. وسأكتفي بتناول نقطتين:
1) تعليقا علي (تدوينة ) نشرتُها أمس، [وإن كنتُ لا أحبذ هذه الصيغة التي دخلت العربية من باب الخطإ الشائع الذي يكاد يكون خيرا من الصواب المهجور] قال لي صديقي الشيخ بكاي إن الغرب لايستهدف فقط توليد الطاقة النظيفة من شمسنا، وإنما يريد الإستيلاء عليها، ولا أجد كبير عناء في موافقته علي ذلك؛إنما السؤال هو متي تركوها حتي يعودوا للإستيلاء عليها من جديد؟
واقع الأمر أننا استسلمنا لمفعـول حبة تنويم مغناطسي تسمي (الإستقلال) و صدقتْ فينا قاعدة “غوبلز” وزير إعلام هتلر العبقري، الذي وضعها “للتجهيل”أو “إستبدال المعلومة الصحيحة بأخري كاذبة أكثر إغراء”la) desinformation) وهي – كما تعلم – تقوم علي فكرة:إكذب واكذب حتي يصدقك الناس ثم اكذب و اكذب واكذب حتي تصدق نفسك، وهذا بالضبط، ودون وعي أغلب الأحيان، هو مافعله أهل العالم الثالث و قادته بعد مسرحيات الإستقلال لدي أغلبهم، وملاحمه عند بعضهم، لأنهم حولوا (ورقةالأستقلال) إلي مكسب- وهي كذلك – لكن المصيبة أنه لم يتحقق لبلدانهم عمليا، وأنهم لا يملكون مقوماته ولا وسائل المحافظة عليه, وعندما اعتبرصاحب الوديعة أنه احتاج إليها و جاء ليستردها رفعوا عقيرتهم بالبكاء.
ومن مطالعاتنا أن النفس البشرية مأمورة في الأصل ومستجيبة، بل مجبولة ،بطبيعتها لتنفيذأمر الأقوي،فإن بدأتَ تأنس منها رفضا فلثلاثة أسباب لا رابع لها: كل سبب منها يحل مكان الآخر نفيا أو إثباتا: *قوة طارئة أو *إيمان مستجد أو *خلل في العقل… من هنا يمكن فهم ما يحصل في/ أو للمعسكرين المتقابلين في منطقة”السهل”، رغم أني أعتبر “ربهما” واحداً، فالنزاع يقوم بين اثنين ، ويتطلب، بالضرورة ،طرفا ثالثا ولو تلبس موقع”الخصم القاهر” هنا و”الرب الآمر” هناك:مما يفسر- وقيمة تحليل الظواهر تفسير بعضها ببعض- أن هناك ظهيرين في بلادنا يعلكان اللجم “لتأييد الرب الآمر” من طرف وتعضيد “المتمرد الثائر” من طرف آخر..
2) أما بالنسبة لمتابعة ماكتبته أمس، فقد كنتُ أود الإسترسال في شأننا الداخلي للبحث في صيغ جديدة لمقاربة تعيد للحمة الوطنية القليل من زخمها و قوتها حتي نتجاوز المحنة التي تجري أحداثها في خاصرتنا، وكنتُ أتوقع من المشتغلين بالشأن السياسي العام إهتماما أكبر بالشأن الوطني وشعورا بالخطر الداهم و تقديرا لحجمه المتفاقم إقليميا و وطنيا مؤملا من هذا اللفق الطافي فوق سطح البلاد أن يبلغ سـن النضج، ولو أنه بلغ من العمر عتيا، فإذا هو، بدون استثناء، شابَ علي ماشبَّ عليه، فلا يرجي منه أن يسير إلا إلي المنحدر، ولو (طفق) البلدَ لَيًّا.. بالأعناق…
إن بيان مجموعة من الأحزاب(علي قلة منخرطيها) الداعي إلي الإنضمام لحكومة مالي (فرنسا)..في حرب سيخوضها زعماؤهم بمنازلهم في السنغال عبرالمكروفونات، علي أقرب تقدير ،وفي فرنسا لمن يملك الجنسية(و هم كثر) ..دليل علي أن الطرفين بدءا يحركان خلاياهما النائمة، داخل بلادنا،في ظل قرارالرفض الرسمي لدخول أتون الحريق ،الأمرالـــــذي نتمني الثبات عليه والإقتدارلمواصلته، والتمتع بالحنكة التي تحول نقاط الضعف فيه إلي مرتكزات قوة لا تتم إلا بالإتحاد لمواجهة الخطر: فالشعوب العظيمة والقيادات الوطنية ، في لحظات التحديات الكبري تلتحم وتجتمع لتواجه الأخطار الداهمة كتفا بكتف …فالوطن أولا.. ووبعده كل شيء ..
تصبحون علي وطن آمن…إن شاء الله