جديد الموقع : موجز عن صاحب الموقع  «»   عدنا…و العود أحمد  «»   مهمة في الاطلس المتوسط  «»   معادن الأرواح  «»   البطن الرخو..  «»   خطيئة النون  «»   كتمان  «»   أشواق شامية  «»   الكتاب  «»   شكوى  «»   المزامير  «»   وشاح  «»   حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)  «»   حكايا العشيات2  «»   حكايا العشيات1  «»   ما لي بمدح المحدَثين يدان  «»   نكزة و تدوينة  «»   ناجي و نخبة موريتانيا و الضاد في صالون الولى  «»   حق الإقامة  «»   أنتِ والزنابق  «»   De La Chaudière  «»   الخطيئة  «»   رشة عطر  «»   إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها  «»   بيان من جمعية الضاد  «»   نحن و الزمن  «»   بيان عن اليوم العالمي للعربية  «»   بيان حول اليوم العالمي للعربية  «»   الصمت خيانة  «»   قنينة نفد الراح من خصرها  «»  

أبريل 28
0

اعدادا عبد القادر ولد محمد:

نقلا عن موقع المحيط:ناجي وعبد القادر

حديث الرائع ناجي محمد الإمام باسم لغة الضاد ممتع و مقنع و جذاب بأسلوبه البديع ,كيف لا و هو في جوهره اصالة تنطق بلسان الأنية التي تصرخ بأناقة فائقة في و جه القهر الحضاري ؟ الا انني اعتقد ان الخطاب القومي العربي الذي احترمه كرأي يعكس مشاعر طيبة لها ما يبررها في سياق الاقصاء التاريخي الذي ظلت اجيالا من الموريتانيين عرضة له ,, مطالب بنقد ذاتي من شأنه ان يظهر اخفاقات التعريب و مظاهر تراجعه ,, لا اعتقد ان قرار ابدال عطلة الجمعة بالأحد الذي اثار حينها نقاشا بين الفقهاء حول مدي شرعيته يرتبط بنية عداء للغة العربية ,,, القرار كان نتيجة لاعتبارات اقتصادية بحته علي اساس دراسة تقنية,, تتعلق بمردودية العمل الاسبوعي بالنسبة للإنتاج الوطني..

و بالطبع اعتبر الاسلاميون المعارضون للنظام في تلك الايام القرار محنة للدين الاسلامي تنضاف الي قانون المساجد و لم تكن مسألة اللغة العربية حاضرة في ذألك السجال ,, و هنا تجدر الاشارة ان العربية هي ايضا للمسيحيين المشارقة الذين ابدعوا بها و ينبغي ان تكون لغة ابداع للعالم باسره و بمختلق اديانه ,

كما ان اصلاح التعليم الذي كرس ازدواجية تتمثل في اعتماد العربية في المواد الادبية و الفرنسية في المواد العلمية كان في الاساس ضربا من ضروب التخبط العشوائي الذي ما زال النظام التعليمي الموريتاني يعاني منه الي يومنا هذا ,,, علي العموم اري ان التعريب الذي قطع اشواطا كبيرة بالنسبة لما كان عليه حاله عند نشأة الدولة الوطنية ادي في عدة حالات الي اخفاقات أساءت اليه ,,, حيث ارتبط ببعض مظاهر عدم الكفاءة و انعدام المدنية ,و لا شك ان بعض المناهضين له من التيار الفرانكفوني ساهموا بسوء نية في ترويج صورة سلبية لدور ’’ المستعربين’’ في جهاز الدولة ,,,,الا ان ذألك الترويج الظالم لا ينبغي ان يقود الي تزكية الذات و لا الا جلدها , هنالك عائق امام التعريب الشامل يتغذى من عجزنا ,,, فكما قال الأديب ناجي العيب فينا و ليس في اللغة ,,, ,,

,, التعريب يحتاج الي اقناع الاخرين بمنهجية و بكفاءة و في ذألك السبيل يتعين إتقان روح العصر و ثقافة الحداثة و التمكن من اللغات الاجنبية و من بينها اللغة الفرنسية التي كتبت بها طوعا او كرها صفحات من تاريخ هذا البلد ,, الذي يجد اسمه الجميل موريتانيا في ترجمة موفقة لأسم بلدنا الاصيل : اترابنا,,,, ,,,, مودتي

ناجي محمد الإمام: إلى معالي الوزير الأكاديمي الصديق

كما هو طبيعى ، يتميز بعض الممتازين، بالسبق ، وهو حظهم، وبه سَمَوْا فسُمُّوا،، ومن هؤلاء القلة ، الوزير الصديق الأستاذ عبد القادر ولد محمد، الذى يُذكّرُ بسلوك المثقف الوطني الأكاديمي اللصيق بالفعل المعرفي في عالمه و وطنه، وذلك ما يفسر وجوده الرصين على صفحات صحائف العصر مواقع و أوراقا و منتديات ؛ومن السبق أنه أول من كتب تعليقاً على ما ورد فى مقابلتى الأخيرة في الفضاء الثقافي (مساء السبت20/4) حول اللغة العربية وشؤونها وشجونها في البلد وفى العالم، في الوقت الذي يرين الكسل الفكري على النخبة و يمارس أغلبها الصمت و النأي بالنفس عن إعلان المواقف على طريقة حكماء عصور الإنحطاط:”دارهم ما دمت في دارهم وارضهم ما دمت في أرضهم” أو نصيحة المرحوم المختار الحامدٍ : “خل السياسة إلى جانب * والق لها الحبل على الغارب”بعيداً عن تحمل تبعات مواقف”لاتقدم ولا تؤخر” و “تضر و لا تنفع” وهي حالة ميوعة أصبحت طابعا للمرحلة التي يعيش الوطن منذ فترة غير وجيزة…

وأبادر إلى شكره مستحق الشكر والثناء عليه عاطر الثناء،ثم إلى التأكيد على أن النقاط الثي ٍاثيرها تاليا ، ليست ردا عليه،لخلاف في وجهات النظر، وهي طبيعية، لوحصلتْ ، ولكنها مجرد توضيح لما قد يندُّ عن السمع مرة، أو من اللفظ أخرى، وسأستميحه، لحظة انتباه، وكذا القراء الأصدقاء ،لما يلي |

1) كنتُ في البرنامج ناطقا باسم جمعية الضاد التي لي شرف الإنتساب إليها، و طبقا لنصوصها الناظمة، ولم أكن ناطقا باسم الضاد التي للجميع وعليهم أن ينطقوا بها وباسمها إن رضوا بالإنتماء إليها دون تمييز عرقي أو مذهبي أو طبقي أو ديني لأنها لغة الإنسية بامتياز( وكما يقول أهل الإختصاص:ولأجله جرى التنبيه)

2) إنني أُكبِرُ في معالي الوزير تقديره و امتداحه لشخصي المتواضع وأعي أنها علاقة شخصية و موضوعية جمعتنا من زمن لله الحمد، وهي متعدية (كما يقول أهل الإختصاص أيضا)، ومنها تبنيه مصطلح “الإنية” بحرصه الأكاديمي المعهود.

3) أما في الأصل: فإن دقة المقاربة تقتضي الفصل منهجيا بين “الخطاب القومي”و “الملف السياسي لشخص يُسمى ناجي محمد الإمام”، من ناحية، و بين “إنية” الشعب الموريتاني و نضاله المتطاول المتواصل ضد التغريب و الإستعمار الثقافي منذ الإحتكاكات الأولى بمحميات البلديات الأربع (Les quatre Communes ) وجهاده الذي ظل متواصلا من مراكز الإشعاع العلمي ، ومنه بيتكم المبجل،إلى اليوم؛ لأن التحرر الحضاري نضال تتقاسمه الشعوب من جبال تاي شان بالصين إلى جبال الإنديز ببلاد الإينكا.وهو، إذاً،سابق على الأفكار المقننة، قومية كانت أم شيو عية أو محافظة.

4) إن الخطاب القومي تعبير عن منظومة فكرية محددة المنطلقات والأهداف تسعى، كغيرها‘ لبناء نموذجها الذي تقترحه على المواطن العربي والإنسان، ويعتنقه ويؤمن به ملايين الناس رجالا و نساء وآية الإيمان بفكرهي الموتُ من أجله، و الحرمانُ والسجنُ و التعذيب،مما يجعل حصرهذا الفكر العملاق في “المشاعر”، تكرارا لشيء “مسموع قبل هذا”،في تداعيات ، سأستخدم لها عنوان كتابك الممتع”يوميات نقاش مُتَجاوَز”.

5) أما أن يطالب هذا الفكر بمراجعة او نقد ذاتي فهو وارد لجميع الأفكار، بل حتمي على من يريد لطرحه أن يواكب إن لم يسبق حركة العقل و الناس،أما أن يراجع سياسة التعريب أو الإصلاح التربوي الفاشل ، فهذا يعني الحكومات التي سنت،كما تعلم، هذه القوانين ، وليس من ناضل ضدها و عارضها و مايزال..

6) أما عطلة الأسبوع و ما أدريك ما عطلة الأسبوع ، فأعيذك صبراً، لنعيد الأمر إلى سياقه، لكيلا يُجْتَزَأَ:لقد قلتُ إن الحكام صنعوا جملة من المكاسب الشعبية الهامة تحت ضغط الشعب و طلائعه وحاجتهم إلى شرعية غطائه، وفي حالتنا تمت خطوات كبيرة في الإنتماء لدرجة أنه حدث شبه حسم،لكنه ولّد عداء للإستعمار ليس من طبع النظام ، فلما استقر له الأمر بدأت حاجته إلى طمأنة الإستعمار و كان “بازار” البيع مفتوحا:

*التصالح مع السنغال مقابل دماء الشهداء وأموال التجار وعقارات العرب السنغاليين

*التجرؤ الوقح عى طرد السفيرين العراقي و الليبي واستبدالهما بسفير الكيان الصهيوني.

* استبدال الأحد بالجمعة عطلة أسبوعية، و مرة أخرى، أُعيذها نظرات منك صادقة، أن تحاجج في هذا الأمر الجلل في رمزيته، بآراء المفتين الذين برروا فيما بعدُ استعادة الجمعة بنفس المبررات والإجتهادات و التأويلات،أما تبريرها الإقتصادي الذي تورط فيه عدد من الناس فلا أعرف تكييفا رقميا للشعائر الدينية والمظاهر السيادية، ولم أسمع سوق الكويت ولا سوق دبي تتراجع لتتغير العطلة ، وإلا فكم تريليون تخسره 27 دولة إسلامية وعربية تعطل يوم الجمعة؟!!

ويصدق على المفتين فى الإقتصاد والمذهب ماقاله الحساني السابق:

سيدي ذاك الجاكم**فات قبْلكم جانا**يَسْوَا عاد مْعاكم** وسْوا عادْ معانا

7) و عبوراً أتفق معك على أن العربية لغة المسيحيين العرب و أنهم أبدعوا فيها، لكن الأمر يتعلق بي أنا العربي المسلم فهي لغتي القومية الأم ولكنها أكثر من ذاك جزء من إيماني لأنها تجسيد لمعجزة نبيي و رسولي (القرآن الكريم) .

8) وأخيرا،لا آخراً،فأرجو التفضل بقبول اعتراضي اللبق،لكن القطعي،على أن صفحات (من) تاريخنا، اختيارا أو اضطرارا، قد كتبت باللغة الفرنسية ،بل أقول جازما : إن هوامش مشوَّهةً و مُشَـوِّهة،قد كتبتْ، (عــنْ) تاريخنا باللغة الفرنسية و ما زالت تكتب! أما جمال الإسم إياهُ فلم أستطع أن أطلع على أي من معالمه، فبمجرد أن يكون الجسم غريبا في تقاسيمه فهوإمَّا أشْوَهُ خَلقيا و إما لقيط..

أسعد الله لياليك و دامتْ مُقمرةً، وأرغد أيامك و دامت صحواً، ولك يا صديقنا الصدوق كل التقدير

عبد القادر ولد محمد:

حصل لي الشرف بهذا الرد العميق من صديقي الاديب اللامع ناجي محمد الامام , و لا اقولها مجاملة ,,, لأن درره اللامعة المكتوبة بحبر قلوب المعجبين به و انا من ضمنهم سار بها الاعجاب و النشر علي صفحات المواقع الاجتماعية و الثقافية ,,, أطال الله بقائه و أدامه سند ا لنقاش الافكار و لتأصيل الواضح و الغامض من الاخبار ,

فعلا تابعت باهتمام بالغ حديثة الشيق حول لغة الضاد التي تكلم باسم جمعية تحمل اسمها و هو أهل للكلام عنها بذاتها و بأليات حفظها ,,, و طالبت الخطاب القومي العربي في طابعه اللغوي الذي اشتهر بدفاع مشروع عن لغة الضاد في هذا البلد بتبني نقد ذاتي مدركا ان الاستاذ الجليل لا يخشي مسائلة الماضي بل انني اجزم انه يتمني بسعة الصدر التي تطبعه تلك المسائلة لإنارة جمهور قرائه المحترم ,, حول ماضي من الزمان الوطني غابت وقائعه في تقلب القلوب التي انهكها تسارع الاحداث فصارت تأخذ بمبدأ لك اللحظة التي انت فيها ,,,

ان للتعريب حكاية سبقت بكثير الاحداث التي اشار اليها المتحدث و قد حاولت ان اسردها في تاريخ للأفكار بغض النظر عن المواقف الظرفية المتقلبة مع مزاج الحكام او مع رؤيتهم لما يخدم مصالح احكامهم التي غالبا ما يرون فيها احيانا بحسن نية مصلحة وطنية ,, و لا يروقني الخوض في مسألة الجمعة كعطلة التي اثارت نقاشا فقبها لا علاقة باللغة العربية و لا قضية العلاقات مع اسرائيل التي اقامتها بعض الدول العربية سرا او علانية لدوافع استراتيجية تتكلم بلغة لا حروف لها ,, قادت حسب منطق خالي من العواطف,,, وتلك السياسة بعينها مع الاسف ! الي لؤم بين تجاه العراق ,,الامر الذي لا ينطبق علي ليبيا التي دأبت علي محاولات يائسة لأذلالنا بالمن و الأذى , و لم يسلم الفلسطينيين انفسهم من منها و لا من تهورها , كل ما اعرف عن ملف العلاقات مع إسرائيل المثير للجدل هو انه لم يطلب مني ان ادافع عنها و ان التعليمات حول القضية الفلسطينية التي تلقيت كانت واضحة وضوح الشمس : ’’نحن مع الفلسطينيين ممثلين بمنظمة التحرير الفلسطينية في كل مطالبهم بالمؤتمرات الدولية ’’

كما اعتقد ان النزاع مع السنغال ثم التصالح الحتمي معها سال منه الكثير من المداد الممزوج بدماء الابرياء من الشعبين الشقيقين ,,,و كلي رجاء ان نتجاوز ايجابيا تلك الصفحة السوداء من تاريخنا المعاصر ,,,,

اعتقد ببساطة ان ما يعتبره اهل لغة الضاد كجمعية من امهات المعارك ان لم تكن امهم الوحيدة تجسد في الماضي في انتصارات و في اخفاقات و ان الحديث عن الاخفاقات و ان المناضلين الاجلاء من اجل التعريب ارتكبوا كغيرهم من التيارات السياسية و الفكرية الأخرى أغلاطا عاقت قبول التعريب ,,,و ان الاتقان و الترغيب خير من شعار بالدم و اللهيب يتم التعريب ,,,

قناعتي ان التعريب الفعال لن يتم الا باستيعاب التعددية الثقافية في بعدها اللغوي المتعدد ,,و بأقناع الاخرين بالتي هي احسن ,و افضل : الكفاءة المنتجة ,,,, التي نريدها عنوانا لموريتانيا ,,, هذا المفهوم الحديث الناتج عن استيعاب عميق من اداري فرنسي متعرب لتسمية قديمة من عهد الرومان تعبر عن كلمة اتمرتناغ الامازيغية بمعني بلدنا ,,, الذي نعتز به ,…. فجعل منه ترجمة ,,, لأعز مشاعرنا ,, المعبر عنها أي و طننا ,,,او اترابنا,,,,,,,,

وفقنا الله و إياك يا استاذنا الفاضل ,,,, مودتي

ناجي محمد الإمام:

مدخل:

في المرحلة المهترئة من تاريخ المجموعات يعاني الحريصُ عليها،بأي وجه، من محذوريْن مُهلكيْن ؛وحذرٍ مطلوب :أولهما الخوف من اتساع الخرق و ثانيهما ضرورة الرتق، وأنت في الحالتين تلعب ،في غير متعة، بحلتك اليتيمة العزيزة المتهالكة التي لا بديل لها إلا العري و الضياع، فتحار بين الفتق الذي إن امسكته أهترأ و اتسع، وإن تركته تحلل وحده في إعادة مأساوية لحكاية “دراعة إسلمو”،أو ” بيصة عْبود”… و قد يتحول الحذر حرصا ثم حيرة والحيرة إلي تردد ، وليس أخطر على “المصائر الجمعية “من التردد ،كما تقول حكاية حيرة الضب..ولعل في الأمثال الثلاثة ما يؤكد “تأتأة التاريخ” حتى ليخيل إليَّ أنه يخرس عندنا أكثر مما يتكلم ؛ إلاّ أن الذاكرة الجمعية للشعوب تحتفظ تلقائيا بمرارات مآسيها سجلا للتصحيح، دون التفاصيل، مما يعني ـافتراضا ـ أنا في طبعة جديدة من تأتأة تاريخنا العجيب.. يحكى أنه عامَ (الهوفة) اشتد الجوع فى ارض البيضان وربيبه العري، وكان إسلمو من المترفين لا يتخيل نفسه و لا يتصوره الناس إلا أنيق الدراعة مكور العمامة مرفوع الهامة، يختال بين خيم الفريق كالطاؤوس ، وقد احتفظ في “التاسفرة ” “بدراعة مجيبة” للأيام الكبرى، لكن أعوام القحط طالت إلى أن اضطر لاستعمالها فوجد أنها بسبب العثة بليتْ فقرر للإحتفاظ بهيبته أن تبقي على الرحال معروضة ليعلم الناس انه يملك”دراعة الملقى”ولكن الرياح كانت إذا هبت تحمل منها شلوا إلي الخيام المجاورة … أما (عْبود) فقد ألحتْ عليه أخواته اللواتي تلبسن”الفراء” من العري أن يبيع البقرة الحلوب الوحيدةعند الأسرة ليكسوهن، ف”جلبها” إلى “الدويرة” وباعها مقابل بيصة من “الميلس” وهو عائد بكسوة أخواته،ومن طبعه(استطفيل) مــرَّ ببطحاء ممرعة وسمع زغاريد الجيل والأغاني فاستدار وعلى منكبه البيصة فإذا بالعذارى، بحكم تفشي العري…فغنى وطرب وعاد إلى أخواته بدون بقرة ولا كسوة ولكن بــــذَنْب !.. والضب شهير بحذره فلا يلج مأمنه خوفا من مطارده فيظل شاخصا في مرمي النبال!!

ليس الإسقاط وحده المطلوب ولا الإحماض المحبب عند الأجلاء لتخفيف و طأة الجِد، وإنما ،مع ذلكم، إعادة الإعتبار إلى العبرة في عبقرية المخزون..لهذا فإننا في تناول قضايانا مدعوون إلى الحرص على الدراعة و التباهي بها رغم حالها و التدبر في رتقها و الحفاظ على الحلوب واتقاء المغريات و الحذر و لوكلفنا يقظة الضب و تضحيته

ـــــــــــــ

أما بعدُ ،

فقد عاد معاليه، عنيتُ الصديق الأستاذ البحاثة أخانا عبد القادر، والعودُ أحمدُ، ليطارحني وإياكم أفكارا ممتعة مفيدة جزلة المعنى والمبنى، فمن المَعْنيِّ معناها ومن مشيده مبناها، وما أحوجنا اليوم، وكل يوم، إلى تبادل الأفكار والأراء و المعلومات لنتفق فيما عنَّ لإستيعاب كل منا و قـرّ في خلده وثَوَى في قناعته، على أن يعذر بعضنا بعضا فيما لم نتفق عليه ،وذاك ـ لعمري ـ منتهى السماحة وغاية الرجاحة، منه تنبت المذاهب فتتوزع المشاريع التحديثية، وتتعدد الخيارات أمام العقول ويجد كل ذوق مبتغاه في طبعة جديدة منقحة من سفر السعة والتفتح والرحمة والأنسنة ، وعلى طريقتي سألخص طرتي المتواضعة على متنه ، مستسمحا عن كل زلل أو خطل أو نسيان، كما دأب الأولون ، فأقول:

*إن الدعوة إلى المراجعة كما وردت في أصل حديثي المذاع و فصله المكتوب ردا على دعوته اللاحقة عليهما، وجيهة و حالّة( من الحلول) على كل أصحاب الرأي وأرباب الرؤى والأفكار والمشاريع المجتمعية والعريقة منها آكد.. ونحن لها جاهزون وبآلياتها متمسكون كمنتمين لمشروع عابر للأحزاب و التنظيمات لا كحركة لم تعد قائمة لتجاوز الديمقراطية والعلنية عقبات التقوقع والإنكماش والجوس في الظلام.

* من باب التذكير أكدتُ أن الإحتكاك بالهيمنة الفرنسية ثقافيا وعقديا كان محسوسا منذإنشاء مدينة اندر(سان لويس)1659 إلى أن اشتدت وطأته بعد توسع (ميسه فدرو) المسيو فيديرب بقيام كمونات ما وراء البحار الأربع :قوريه و سان الويس و داكار و روفيسك (1895)وكفى بذلك قدماً.

*أما بخوص ما ورد فى الفقرة الثانية، فإنني سأضرب صفحاً عن التعليق عليه ، لأنني أريد الإحتفاظ لنفسي بالصديق الباحث المثقف، وأحترم أيما احترام الوزير ، ومواقفه السياسية كما دعوته في الحديث السابق إلى الفصل بين البعدين فيما يتعلق بي،في حديثنا عن إنيتنا الواحدة و المشتركة مع غيرنا في الوطن و الأمة والعقيدة ومحبيهم من بني آدم.

وسأكتفي بالتذكير أن التطبيع جريمة لا يبررها ولا يخفف من وقعها أن آخرين ارتكبوها، فالجرم هو هو أرتكبه فلان أم علان،كما أن الإساءة الى نظام أو فرد لأنه أساء ،مسألة فيها ــ ونظركم أتم ــ نظرٌ أخلاقيا و دينيا ، كما أن تعميمها على مثلها لم يتم حينها ،ولو قبلناهُ فلن نعتبر قلب ظهرالمجن لمن أحسن وآوى و حمى مجرد نكران للجميل، بل هو فعل فاضح قادح.. ومرةَ أخرى،استنجد بمخزونكم الموروث و المكتسب، أمام مُبيقة مؤبقة هي إدخال “العجــــــل” إلى البيت وإخراج السفير العراقي من الكوة ،وتبجيل “السامري” على البساط الأحمر في عاصمة الجمهورية المُرابطية، وإخراج سفير “طرابلس الإمام زروق” من خرم الباب فقد تساوى المحسن العربي بالمسيئ ـ إن كان أساء ـ العربي فى الإساءة و التنكر و اللؤم، حتى لكأنه علينا أن نعتبر المسيئ كان محقا لما لحق بالمحسن، ولي أن ألا حظ أن نفس المسلك طُبق داخليا فجميع من وقف مع اولاك عند المحنة وجد نفسه على قارعة الطريق بعد فتح البازار.. وجيئ بمن كانوا في مواخير باريس ومتسكعي فضلات الضرائب و المكوس و قصاصات المشتريات في مطار شارل ديجول ليصبحوا أهل الحل والعقد، وتحضرني حكاية أحدهم كان يستقبلني علي رصيف المطار الخارجي ليعتِل عني فأقسم ألا يفعل فيكتفي بعوائد الإعفاء الجمركي من مشتروات المسافرين، ولتمام أخلاقه و جودة تربيته دأب بعد ذالك على الإشاحة بوجهه عني في المطارات عندما “توزر” و “تأزر“. هذه، معاليك، أمور لا يمكن نسيانها أو التغاضي عنها لأنها في صميم قيم الآدمي السوي ،ولي في كريم وعيكم و سعة صدركم ،متسع وأي متسع للفهم والتفهم..

* نأتي إلى ما تفضلتم بتسميته“حتمية” التصالح مع السنغال، ولكن مصطلح “الحتمية” ينكأ فى خوفاً مكتسبا من “التنميط” لأنه يحيل إلى “حتميات” لم تعد “حتمية“..

ولكنه (يحرك سيفا) في جرحٍ غائر لن يندمل في عقل و قلب و جسم مخاطَبك وعشرات الآلاف من أهلك، فهذا ما لا تقصده قطعاً، ولكن ذاك الذي آمن بحتمية (الحل) بمقايضة بقائه بدماء آلاف المواطنين ومنهم ابناء عمومة الماثل بقلمه أمامك، وعلي رأسهم العالم العامل الغوث بن الغوث الداعية بن الداعية شهيد رمضان الشيخ سعد أبيه بن الشيخ أحمد أبي المعالي بن الشيخ أحمد الحضرمي بن احمد بن محمد بن عبد الدائم والأديب المترسل اللبيب المختار بن أحمد بن عبد الدائم و كل مجلسه وفيه الدعاة و الشعراء و التجار وعمال المربط واللاجئون إلي حماه المنيع بالله، ولم تستطلع الحكومة (إيانا) أن تبحث حتى عن تربتهم، فعلى أي أساس سيدي ، تمت المصالحة الحتمية؟؟ لقد تمت لبقاء “حتمي الزوال“..

* أما الدم و اللهيب فقد تم به التعريب، ولكنه كان دم شهدائنا و جرحانا ولهيب دفاترنا وأقلامنا و مناشيرنا، فنحن لا ندعو لسفك دم الناس ، عكسا لما تريده دعاية الحكام إياهم و لكن العمل النقابي و السري إذا لم يصل صاحبه السلطة فنصيبه من المنجز ما وافق هوى الحاكم ولاسيما إذا نخرته الخيانات و هي من طبيعة الإنسان و طبائع الأشياء،و خصوصا في فترة شهد “بازار شراء الضمائر” مستوىً لم يصله ولن يصله لأنه تحول من مسلك مشين إلى سلوك مكين بموجبه يتحول (المعدم الذليل الجاهل) إلى (موسر عزيز عالم) في أربع و عشرين ساعة، وكم شهدنا و شاهدنا منه الأهوال، لأن المنهج كان مُرَوّعاً ناجعاً سريعاً، طافقا،بمقتضاه انتهت منظومة القيم و رحل الناس عنها و نسوها في هستيريا جَماعية قَلّما تشهد المجتمعات لها مثيلا، وأصبح العاضُّ على قليل من التحفظ المكتوم بعيرًا أجرب أول من يتخلى عنه أولاده و زوجته وقبيلته التي تؤويه في سيل المغريات وانتهاء مقاييس الإستحقاق

* وأخيرا فإن التعددية هي خيار الواقع و نحن من دُعاتها وهي القسطاس إن تمت وفق القسطاس المبين ،فنحن يا سيدي الكريم ننتمي انتماء كليا إلي فكر الثورة الإفريقية من باتريس و نكروما إلى أحمدو بللو ولسنا شوفينيين و لا عنصريين لأننا في الأساس الفطري العقدي مؤمنون مسلمون و(عدو العربية والعروبة هو عدو الأفريقية والإفريقانية) كما قال رائد الزنوجة الإستغرابية سنقور في لحظة صدق في محاضرته ذائعة الصيت أمام مجلس الأمة للجمهورية العربية المتحدة بالقاهرة تحت عنوانها الموحي :الأسس الإفريقانية أو العروبة و الزنوجة…

تقبل صادق مودتي

ناجـــــي

عبد القادر ولد محمد

يا الله استاذنا الفاضل و الصديق الغالي ,,الم اقل في تعليقي الاول ان خطابكم كله امتاع و اقناع ؟ اكررها ,,و يسعدني ان اكون السبب في تحريك خواطركم الجميلة برونقها الجذاب و المفيدة بمضمونها الغني,,,, الا ان مثل هذا الرد الرادع الذي اثار جروحا ايقظت ذكريات كاتب هذه الحروف الذي يعد من المصنفين بمعاداة السينغال و فرنسا في اعقاب سلسلة مقالاتي المنشورة باللغة الفرنسية ضد ابادة المورتانيين بالسينغال ,, ما فم اعظام! ,, و الذي يركز علي ارهصات مشهد سياسي كان و ما زال مستنقعا تلطخ فيه معظم الفاعلين و المفعول بهم الا من رحم ربي… تناسي سؤالا بسيطا يشكل المحور الاساسي حول اغلاط التعريب و اسباب اخفاقته… في سياق النقد الذاتي الغائب عن ثقافة تطغو عليها عقلية تزكية الذات…. هل لنا ان نعرف ما هي اخطاء طبقات المناضلين من احل التعريب الذي تم بدمائهم الزكية ؟ ام انهم مبرؤون من كل عيب؟ حصيلة الايحابيات و السلبيات….. من احل تعريب افضل…..هي الغاية في نهاية المطاف……أدامك الله سندا للتعريب….. و للأسلام.. وكنزا للفائدة….. مودتي

الرجاء الاتصال بنا لحجز هذه المساحة للإعلانات

شاهد مواضيع أخرى لـ

التعليقات مغلقة.