- ناجي محمد الإمام
- غير مصنف
- الزيارات :
من يوم علاقتنا الأول،سيدي الشعر ،أي منذ ملايين من السنين الضوئية، ذاتَ لحظة من لحظات الحظوة و التألُّق الساطع الصقيل المتوضئ من ترعة الخلود السادرة من عين الأبدية شلالا يسري كالدهن بُطءً ، وكالحليب مهابةً والماء دفقًا والدم حياءً وكالإبريز نبلاً،ليصب في سجل الخلود: بليغا كالفصحى جزلا كعطايا الاسخياء خالصاً كصلاة الأتقياء طريفا كإبداع الطفولة جديدا كالصبح متوثبا كالفلو رامحا كالغزال جميلا كالفرح …
كتبتَ على صخرة العهد:لا تمدحْ فما مدحتُ! لا تقدحْ فما قدحتُ!لا تبعْ فما بعتُ!لا تترك همَّ الدهماء فما تركتُ! لا تجبْ سفيهاً فتصاممتُ! ثم صعدتَ إلى التلة الخضراء تحت البدر المقمر …فانداحت المزن ضاحكة مستبشرة ، ومباخر السدرة ترشرش ندًّا وقرنفلا، وصبايا الحور يرتلن أنشودة: لا تُصالح!! فلم أصالح !! قال سيد البلغاء إمام الأنقياء: ياحق ما تركت لي صاحبا…فتطاللتُ حتىلا مستْ شيبةُ فوديَّ قرنَ الشمس،فرأيتُ الأدعياء و الحساد وسراق الكلاب و المتقولين في الدرك الأسفل من غيظ القيظ …