الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...
الشاطئ اللازوردي ح3


ناجي محمد الإمام
شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…
آخر المقالات

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها
إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها ( الحلقة 2 من 4 ) إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة
الصمتُ خيَّانــــــــــــة.... منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...
وراء الممرات الزجاجية بالطابق العلوي بمطار دبي يحس (ماحي)،رغم التكييف الجليدي أن بعدها من الحرارة الجهنمية ما يكفي لعذاب الكافرين من يوم خلق آدم إلي يوم النشور، ولكن سطوة المال والترف والتجارة ومغالبة الأقدار تأبي إلا العناد…تستأذن (كاترين) لتلحق بطابور الدرجة السياحية فيودعها علي أمل زيارة علي “المتن” عندما تستوي السفينة علي جودي الهواء ..
في الطيران كما في جميع المجالات حصلت منذو التسعينيات طفرات مذهلة في جنوب شرق آسيا أدّت إلي تنافس حاد فيما بينها وبينها وبين الغرب المسيطر علي وسائل الإنتاج العلمي و المادي..وقد نجحت هذه الدول في إنشاء شركات طيران
تسوق الأحلام في السماء بعد أن تنجزها علي الأرض..فوفرت من الراحة والطمأنينة والرفاه ما لا يخطر علي البال لمسافري المسافات المفزعة التي تفصل عالمها عن الشرق الأدني وأوروبا فما بالك بالإمريكتين..
في مقعده الذي يتحول إلي سرير وجهاز تحكم في الإضاءة والشاشة الخاصة بمجرد الضغط علي أزرار “المرفق”..كان (ماحي) يستعد بعد الوجبة التي لايسمح التوقيت الشارد بتحديد نوعها هل هيغداء أو عشاء أو ترويقة،ولا نوعيتها فقد كانت مشكلة مما يعرف و ما لايعرف ولكن وثيقة أنيقة مصاحبة بالجاوية والانجليزية والأوردية تؤكد أنها من الطعام “الحلال” وذالك المهم..
..من النافذة ، التي هي من شروطه في الحجز، يُطل علي ملئ مد البصر من موج يعلوه موج.. جَهِدَ الرحالة العرب علي توزيعه إلي أسماء لمياه لاحدود بينها: بحر العرب.. المحيط الهندي .. المحيط “الهادي” و هو الأكثر صخبا بين المحيطات..يعلل (ماحي) نفسه:يا إلهي..ثمان ساعات تنقص أ و تزيد،حسب اتجاه الريح،كما يقول الملاحون،تمر علي الركاب بين أغلبية تنام و قلة تستيقظ،بين نور نهار وظلام ليل مولج بعضه في بعض،وفي جوف هذا “البهموت” يختلف الناس كما هم علي الأرض مختلفون ..يتلهون عن ماتحتهم من ملايين الحيتان اللاهية في عالمها المليئ بالمفترسين والمفترسين(بفتح راء الثانية وكسر الأولي)
ويكاد النوم يسرقه… لولا أن “زوجا” بالمعني اللغوي، علي المقعد الموالي قد (أخذ راحته) أكثر من اللازم ،في عُرف سكان “آمشتيل”… ولكن أدب الآسيويين الجم جعل (المضيفة الفراشة) تُـفَـلْـتِرُ الإضاءة بالقدر الذي يسمح ل”لصحراوي” بإغفاءة مُشَوَّشَة..
فجأة.. يتذكر مخرجا ينقذه من حالة الحرج التي لا يحسها سواه ، فالناس في عالم الغرب والمستغربين في شغل عن الآخرين،فيقرر القيام ب”زيارة” إلي “أهل” الدرجة السياحية”ليسلّم” علي “الأخت”(كاترين)
..متمثلا:علي متن طائرة(الخطوط الماليزية)..أياجارتا إنا غريبان هاهنا/ وكل غريب للغريب نسيبُ..وكادت عيناه تفيضان عندما تذكر (ثلاثة) :المختار ولد الميداح في ميمية ولد ابنو و ولد عوه في أشعار العرب البائدة”بلي نحن كنا أهلها”…فتماسك
عسي وعسي يثني الزمان عنانه…وطاف طائفٌ من سيدنا ولد الشيخ سيديا “..ألا غَرُبتَ أيها الإنتشائي”..ومن أعالي جبال أمواج “الباسيفيكي” يحلق الخيال آلاف السنين وآلاف الكيلوماترات خلال العبور بين مقصورة الدرجة الأولي و السياحية
فهل سيحين الحين الذي نقطع فيه نفس المسافة بنفس السرعة ؟؟…باهتمام بالغ ،يثير دهشته هو قبل غيره،يفتح حقيبته يرش بين يديه عطره الحميم “المعطف الأحمر”لغيرلان” ويدعكهما..ويكاد يمسح به وجهه لولا عناية الله..
علي هدي رقم المقعد وبعناية إحدي الفراشات..هاهي ذي تتلفع بلحاف الخطوط مستلقية علي مقعدها محشورة القوام بين آسيويين يغطان في نوم سخي الشخير،بسيقانهم المتكرشة العاريةمكوري الوجوه مدوري الجماجم كعمال الغزل والنسيج في مصانع شمال كوريا..
-مساء او صباح الخير (كاترين)..انت نائمة؟ آسف أزعجتك..تفتح مقلة..وتتلوها الأخري في مسار مُـتْــقَنٍ إلي القلوب الراسية عند مرافئ الإحساس..هناك لحظات يتقن وصفها العارف محمد ولد أحمد يوره …
-مع الشخير يكون النوم رقصة تانجو في الأمازون…قالت..
-تلك مناطق لم أزرها بعدُ…قلتُ…قالت في “البيسين” يقولون إنك سندباد ..وبدأ المسافرون يهزون رؤوسهم شعورا بالإزعاج..نلتقي في المطار..
علي الممر الجوي كتل النور بالآلاف من خليج مالقة إلي كوالا لمبور في كل مرة أقول لقد وصلنا …فإذا بنا بعد في الممـــر..
شدوا الأحزمة وليكف من في المناطق المدخنة عن التدخين ..لقد بدأنا الهبوط إلي مطار كوالا لمبور الدولي…
في جو رطب أقرب إلي ألإعتدال تلفحك مرحبة رياح جنوب شرق آسيا :”سلامات داتنغ سيد ماحي”..المترجم رجل ربع القامة ممتلئها خريج كلية الشريعة بالجامع الأزهر.. يعتمر طربوشا أسود محدد الحواف و يتمنطق بإزار حضرمي فوق البنطلون
يقدم رئيسة لجنة الإستقبال:ستي فاطمة بنت مرحوم تـنكو عبدالرحمن …محجبة بلباس إسلامي ملاوي لا اثر فيه للغرابة ولا المبالغة .. تأسف لعدم إتقانها العربية لغة القرآن الكريم وبفخر كبير تخبرني أن زوجها الوزير من بيت شرفاء حضارمة..
وأسأل الدكتور المترجم عن “الأخت” الخبيرة ..التي وصلت معنا فيقول بأدب الموظف العريق سأسأل بعد أن نصل إلي فندقكم أنتم في نزل الباسيفيك والخبراء في فنادق علي نفقتهم الخاصة حسب لوائح المنظمات الدولية… وتعب السيارة الطريق من المطار إلي الفندق ببساطة وسلاسة لا مرافقات مزعجة ولا بروتوكول محرج إنها ماليزيا أول بلد إسلامي يخرج منتصراً من التخلف…”سلامات داتنغ”…