الشاطئ اللازوردي ح3

فبراير 9, 2013 | أعمال روائية

ناجي محمد الإمام

شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…

آخر المقالات

البطن الرخو..

الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

                                          إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها                                                        ( الحلقة 2 من   4 )   إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة

الصمت خيانة

  الصمتُ خيَّانــــــــــــة....   منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...

وراء الممرات الزجاجية بالطابق العلوي بمطار دبي يحس (ماحي)،رغم التكييف الجليدي أن بعدها من الحرارة الجهنمية ما يكفي لعذاب الكافرين من يوم خلق آدم إلي يوم النشور، ولكن سطوة المال والترف والتجارة ومغالبة الأقدار تأبي إلا العناد…تستأذن (كاترين) لتلحق بطابور الدرجة السياحية فيودعها علي أمل زيارة علي “المتن” عندما تستوي السفينة علي جودي الهواء ..
في الطيران كما في جميع المجالات حصلت منذو التسعينيات طفرات مذهلة في جنوب شرق آسيا أدّت إلي تنافس حاد فيما بينها وبينها وبين الغرب المسيطر علي وسائل الإنتاج العلمي و المادي..وقد نجحت هذه الدول في إنشاء شركات طيران
تسوق الأحلام في السماء بعد أن تنجزها علي الأرض..فوفرت من الراحة والطمأنينة والرفاه ما لا يخطر علي البال لمسافري المسافات المفزعة التي تفصل عالمها عن الشرق الأدني وأوروبا فما بالك بالإمريكتين..
في مقعده الذي يتحول إلي سرير وجهاز تحكم في الإضاءة والشاشة الخاصة بمجرد الضغط علي أزرار “المرفق”..كان (ماحي) يستعد بعد الوجبة التي لايسمح التوقيت الشارد بتحديد نوعها هل هيغداء أو عشاء أو ترويقة،ولا نوعيتها فقد كانت مشكلة مما يعرف و ما لايعرف ولكن وثيقة أنيقة مصاحبة بالجاوية والانجليزية والأوردية تؤكد أنها من الطعام “الحلال” وذالك المهم..
..من النافذة ، التي هي من شروطه في الحجز، يُطل علي ملئ مد البصر من موج يعلوه موج.. جَهِدَ الرحالة العرب علي توزيعه إلي أسماء لمياه لاحدود بينها: بحر العرب.. المحيط الهندي .. المحيط “الهادي” و هو الأكثر صخبا بين المحيطات..يعلل (ماحي) نفسه:يا إلهي..ثمان ساعات تنقص أ و تزيد،حسب اتجاه الريح،كما يقول الملاحون،تمر علي الركاب بين أغلبية تنام و قلة تستيقظ،بين نور نهار وظلام ليل مولج بعضه في بعض،وفي جوف هذا “البهموت” يختلف الناس كما هم علي الأرض مختلفون ..يتلهون عن ماتحتهم من ملايين الحيتان اللاهية في عالمها المليئ بالمفترسين والمفترسين(بفتح راء الثانية وكسر الأولي)
ويكاد النوم يسرقه… لولا أن “زوجا” بالمعني اللغوي، علي المقعد الموالي قد (أخذ راحته) أكثر من اللازم ،في عُرف سكان “آمشتيل”… ولكن أدب الآسيويين الجم جعل (المضيفة الفراشة) تُـفَـلْـتِرُ الإضاءة بالقدر الذي يسمح ل”لصحراوي” بإغفاءة مُشَوَّشَة..

فجأة.. يتذكر مخرجا ينقذه من حالة الحرج التي لا يحسها سواه ، فالناس في عالم الغرب والمستغربين في شغل عن    الآخرين،فيقرر القيام ب”زيارة” إلي “أهل” الدرجة السياحية”ليسلّم” علي “الأخت”(كاترين)
..متمثلا:علي متن طائرة(الخطوط الماليزية)..أياجارتا إنا غريبان هاهنا/ وكل غريب للغريب نسيبُ..وكادت عيناه تفيضان عندما تذكر (ثلاثة) :المختار ولد الميداح في ميمية ولد ابنو و ولد عوه في أشعار العرب البائدة”بلي نحن كنا أهلها”…فتماسك
عسي وعسي يثني الزمان عنانه…وطاف طائفٌ من سيدنا ولد الشيخ سيديا “..ألا غَرُبتَ أيها الإنتشائي”..ومن أعالي جبال أمواج “الباسيفيكي” يحلق الخيال آلاف السنين وآلاف الكيلوماترات خلال العبور بين مقصورة الدرجة الأولي و السياحية
فهل سيحين الحين الذي نقطع فيه نفس المسافة بنفس السرعة ؟؟…باهتمام بالغ ،يثير دهشته هو قبل غيره،يفتح حقيبته يرش بين يديه عطره الحميم “المعطف الأحمر”لغيرلان” ويدعكهما..ويكاد يمسح به وجهه لولا عناية الله..
علي هدي رقم المقعد وبعناية إحدي الفراشات..هاهي ذي تتلفع بلحاف الخطوط مستلقية علي مقعدها محشورة القوام بين آسيويين يغطان في نوم سخي الشخير،بسيقانهم المتكرشة العاريةمكوري الوجوه مدوري الجماجم كعمال الغزل والنسيج في مصانع شمال كوريا..
-مساء او صباح الخير (كاترين)..انت نائمة؟ آسف أزعجتك..تفتح مقلة..وتتلوها الأخري في مسار مُـتْــقَنٍ إلي القلوب الراسية عند مرافئ الإحساس..هناك لحظات يتقن وصفها العارف محمد ولد أحمد يوره …
-مع الشخير يكون النوم رقصة تانجو في الأمازون…قالت..
-تلك مناطق لم أزرها بعدُ…قلتُ…قالت في “البيسين” يقولون إنك سندباد ..وبدأ المسافرون يهزون رؤوسهم شعورا بالإزعاج..نلتقي في المطار..
علي الممر الجوي كتل النور بالآلاف من خليج مالقة إلي كوالا لمبور في كل مرة أقول لقد وصلنا …فإذا بنا بعد في الممـــر..
شدوا الأحزمة وليكف من في المناطق المدخنة عن التدخين ..لقد بدأنا الهبوط إلي مطار كوالا لمبور الدولي…
في جو رطب أقرب إلي ألإعتدال تلفحك مرحبة رياح جنوب شرق آسيا :”سلامات داتنغ سيد ماحي”..المترجم رجل ربع القامة ممتلئها خريج كلية الشريعة بالجامع الأزهر.. يعتمر طربوشا أسود محدد الحواف و يتمنطق بإزار حضرمي فوق البنطلون
يقدم رئيسة لجنة الإستقبال:ستي فاطمة بنت مرحوم تـنكو عبدالرحمن …محجبة بلباس إسلامي ملاوي لا اثر فيه للغرابة ولا المبالغة .. تأسف لعدم إتقانها العربية لغة القرآن الكريم وبفخر كبير تخبرني أن زوجها الوزير من بيت شرفاء حضارمة..
وأسأل الدكتور المترجم عن “الأخت” الخبيرة ..التي وصلت معنا فيقول بأدب الموظف العريق سأسأل بعد أن نصل إلي فندقكم أنتم في نزل الباسيفيك والخبراء في فنادق علي نفقتهم الخاصة حسب لوائح المنظمات الدولية… وتعب السيارة الطريق من المطار إلي الفندق ببساطة وسلاسة لا مرافقات مزعجة ولا بروتوكول محرج إنها ماليزيا أول بلد إسلامي يخرج منتصراً من التخلف…”سلامات داتنغ”…

تصفح أيضا :

حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)

حكايا العشيات 3 (الجَّــبَّابْ) ________ محمودي مثال على "الجبَاب" المتمرس ربع القامة قوي البنية بشوش طروب و مولع حد الهوس بالغناء الذي يجيده دون مهارة التخصص ، مما جعله يبتعد باكرا عن اللوح و المحظرة ... كان شيخ المحظرة يدعى الحسين وهو مشهور بسوطه الذي يعذب به...

حكايا العشيات2

حكايا العشيات 2 _________ قال له : حتى أنت يا ابننا ابن الصالحين و أبوك العالم الحافظ وأمك العارفة تدخل قراءة النصارى و تلبس سروالا أسود يتدلى إلى "الكعب" مخالفة صريحة للسنة .. وماذا تحت العمامة؟ و مدَّ يده مُزيحاً اللثام...واكفهر و جهه :"عرف" إنالله و إنا إليه راجعون...

حكايا العشيات1

من حكايا العشيات 1 ______________ في مسيل الجريكايه (تصغير شجرة الجَّرك) ضحوة ذلك اليوم الغريب تكشفت للغِرِّ حقيقة الإبن اليتيم وعُرْيُ ظهر اليتيم ، ولو أحيط بالتبجيل و التكريم والتلعيب والتدليل ، فثمة حالة رثاء تستبطن كل موقف، منهُ له أو عليه ، كفيلة بإظلام ما يحاول...

الشاطئ اللازوردي 17

انتحى ماحي جانبا وأمسك سماعة الهاتف : ـــ فندق أتلانتيد ؟ عندكم نزيل باسم سعادة السفير الصنعاني ؟ ـــ أقول له من ؟ ـــ  السيد ماحي من فضلك... ـــ لطفاً سيد ماحي لدينا حجز باسمك و السيدة حرمكم وسعادة الحلبي أليس كذلك ؟ أنتم في المطار؟ نبعث لكم حافلة؟ ـــ شكراً... لا...

الشاطئ اللازوردي ح16:أزرق أغادير bleu agadir

  من المقاييس الأساسية في اختيار المضيفات ،قبل حسن السمت ، عذوبة الصوت، بحيث تكون الاصوات التي يحملها إليك البوق في صالات المطارات و في الطائرات قطع حلوى مسموعة تتلهى بها أذنك  وتغسلها من درن أزيز المحركات ،كما يتلهي حلقك بقطعة الشكلاتة التي تذوب رضابا ملونا في اللها...

الشاطئ اللازوردي ح15

الشاطئ اللازوردي الحلقة 15:Escapade  à AGADIR  قال الأمير الإسكندنافي اللطيف مواصلا حديثه الإستشراقي الحشري عن الصحاري العربية : السنة الماضية  قضيت رأس السنة في مراكش و أعتبر، وليسمح لي السفير الحلبي، أن كل سحر الشرق وألف ليلة وليلة كامن في المغرب أكثر من المشرق،...

الشاطئ اللازوردي الحلقة14

الشاطئ اللازوردي   الحلقة14 :مينورقة .. مالطة..   عاد اللبناني القصير يحمل جوازات السفر مختومة بسمة الدخول إلى الأراضي الإسبانية لمدة90يوما قابلة للتجديد ، وانحنى ،في إيماءة يتقنها الشوام لذة معشر وسلاسة خدمة..قائلا بصوت خفيض : آلْـتيسْ  و إكسلانس (أصحاب السمو و...