‏ كان يوما مشهودا اليوم ، اليومُ الثاني من زيارتنا إلي كوالا لمبور، حيث تم توزيع الوفود حسب اخ تيار المنظمين، علي مراكز الأهتمام بالعاصمة فكان حظي أن زرتُ الجامعة اللإسلا مية   العالمية، وجامعة التقانة العالية ، وكم كان مؤثرا في نفسي كون رئيس هذ ه الأخيرة قامة علمية عالية معروفة عالميا وأنه سيد من آل البيت من عائلة عريقة مضت عدة قرون علي وصول جدها الأعلي من حضرموت باليمن إلي هذه الجزر البعيدة لينشر دين  الله بالمث ل الطيب و القدوة الحسنة وكذا حال دخول الإسلام إلي أرخبيل جنوب شرق آسيا كله مما يفسر رسوخه وتعايشه مع جميع الديانات الآسيوية الأخري دون تشنج ولا غلو.. وعند الظهيرة كان حفل الغداء ونقاش تأثير الجولة علي الوفود مشفوعا بجولات حرة في الأسواق ,اعتذرت عنها لإكمال ورقة بانكوك مع “النبيلة الفرنسية” و الخبير “الأرمني”.. سأل(ماحي) الدكتور هل كان ثمة مانع بروتوكولي من  الترجمة اليوم في لقاء الزعيم…ضحك  ضحكة مقتضبة علي الطريقة الصينية قائلا كل ما في الأمر أنني مختص في الترجمة      بين الملاوية والعربية و فوجئت بالزعيم يتكلم الانجليزية و أنا “أجهلها” حسب تعبير الدكتور الأزهري.. وفي جناحه الفخم،استقبل (ماحي) الخبيرين علي الشاي و القهوة والمكسرات و في تلك البلاد الصاعدة يتفننون بذوق ومهارة في تعليب “المشروبات” حتي تخالها “شرابا” حتي أنه لما دخل النادل يدفع أمامه عربته صعق(ماحي) حتُي قام ليتفحصها بطريقة بدتْ مستهجنة عند التي سيكتشف تمسكهابأنها بالتعريف”النبيلة الأرستقراطية” التي تحصي قطرات النبيذ كما تفعل أمهاتنا مع البسملة علي صب الحليب… ويحتدم النقاش علي تضمين الوثيقة إجبارية التعليم إلي نهاية الإعدادية….إلي أن يدخل النادل يحمل ورقة ” لديكم مكالمة رسمية من سفيركم في طوكيو..لعل في الأمر خطأ  سفير من؟ سفيركم  المعتمد لدينا المقيم في طوكيو…أمرنا لله دعه يحول…آلو السيد ماحي انا السفير في طوكيو للأسف نحن بعيدون والامكانات هي هي لم نستطع ان نبعث  من يرافقكم في الزيارة المهمة لانها اول مرة يدعي رسميا احد من بلادنا الي ماليزيا.. انت تعرف انا والمحاسب وحدنا…المهم طلب مني ان ابلغك بضرورة ان تكون مساء الغد في                                                                       العاصمة لندوة تعقد باشرافك حول التربية للجميع لتحضيرمشاركتنا في مؤتمر بانكوك..شكرا سعادة السفير ابلغهم انني ساتصل بهم فورا… واستأذن الخبراء في الدخول إلي                                            غرفتي، وأتصل : معاليك أن أكون معكم غدا مستحيل الا اذا استاجرنا كونكورد وفي هذه الحالة سنستصدر اذونا بالهبوط من الدول التي ستعبرها وتلك التي ستنزل بها.. وسيتم كل ذالك علي الاقل في يومين  بعد انتهاء الندوة..رغم النغمة الساخرة التي استخدمها(ماحي) ظل الوزير يكرر هذه اوامر “الدار البنية”  و رأيي أن تتصل بالعقل المدبر ليبلغ صاحب                                     الأمر… يتصل ماحي بالعقل المدبر أمري كذا في كذا و الندوة لم تعد ذات جدوي لأنني من يمثلكم في المؤتمر الذي سينعقد خلال يومين والورقة المقترحة من البلاد بموافقتكم هي بيدي .. وينبهني إلي شيء مهم هو أن تمويل الندوة سيضيع! إذاً فليعقدوها لتحضير شيء آخر وقد علمتُ فيما بعد أنها عقدت عن الصناعة التقليدية و دورها التعليمي… انهيتُ  المكالمة الهامة في حدود السادسة مساء بتوقيت كوالالمبور والوقت في العاصمة الرمادية ساعتها الحادية عشرة صبيحة نفس اليوم بفارق ثمان ساعات أي أن البلدين يشتركان  ثلاث ساعات من كل شمس…وألتفت إلي (كاترين) كيف حال البارونة فتتهلل أساريرها قائلة…أنا فقط من نبلاء” مدينة “رينس” التي ذُكرت قدسيتها ونبلها و كنيستها في   مخطوطات تعود إلي55 او57 قبل الميلاد…يقول اللبناني الأرمني إذا نبلك محفوظ من ذالك العهد فتقول باعتداد مهذب يدَّعون ذالك.. يقول ماحي:إذاً الثورة لم تقض علي الإقطاع!    فتقول ببساطة..ما كان ذالك ممكنا لأنه من تاريخنا هي ساوتنا أمام القانون وهذا قائم برضي الجميع لكن ها لا يمكن أن تغير واقعنا الذي لا يحق لها ال                                                           تصرف فيه… درس أول عن النبل  والإقطاع والديموقراطية الفرنسية مساء في كوالا لمبور,,إنها رحلة الأفكار و رحيل حملتها في”تثاقف ” مستمر لا يستأذن أحدا ولا حدودا و لا جمارك..