الشاطئ اللازوردي ح8

فبراير 9, 2013 | أعمال روائية

ناجي محمد الإمام

شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…

آخر المقالات

البطن الرخو..

الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

                                          إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها                                                        ( الحلقة 2 من   4 )   إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة

الصمت خيانة

  الصمتُ خيَّانــــــــــــة....   منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...

ودعنا “نيافة حاكم جزيرة بينانغ”، و”الست الحاكمة”، وهذا لقبها، وعُدنا إلي”شنغريللا” فندقنا الفخم، ولأننا قضينا كل اليوم خارجه،فقد كنا بحاجة ماسة إلي الراحة لنتمكن من الإبكار إلي (تايلندا) المجاورة…وبما تقتضيه أصول اللياقة من لباقة، رافقتُ “النبيلة” إلي باب غرفتها و اتفقنا أن نستيقظ ونتحضر للإنطلاق الساعة السادسة والنصف صبيحة الغد..وفي غرفتي وجدتُ أن الباقة التي قدمت لنا إدارة الفندق عربون ترحيب، لم تَـَتَسّنَّهْ، وأن النادل في مطبخ الجناح قد أَعدّ كل شيء وجلس ينتظر …ويدق الدكتور الباب بلطف ليودعني ، بنبرة إسلامية حزينة، فأدعوه إلي أن يقاسمني (العيش والملح) ،فيضحك مغتبطاً،و نحن نتبادل علي السفرة ،نكات أهلنا في مصر العظيمة.. أسأله ..يا دكتور إلي كم بلد سافرتَ.؟ فيتنحنح ويهز رأسه مُهَوّلًا من رحلاته : سيدي وأنا طالب كنت كل سنة أذهب للدراسة في القاهرة وأعود مدة سبع سنوات،ولما تخرجت سافرت من القاهرة  برًّا ثم بحرا إلي البلاد المقدسة ثم إني سافرتُ إلي بغداد و مينداناو وجاكرتا ..ويردف باللهجة القاهرية..مش بطال..الحمد لله… ويبدأ الإنطلاق في مونولوج الضحك، ولكي أكبح تتابع القهقهة ،أُبـاغته بما لا يخطر له علي بال: و…الحب يا دكتور؟؟ الحب  والقاهرة  والهرم  و رمسيس..والبنت الشغالة…؟ فيتلعثم :آه ..يا أكسلانس لا تفضحنا.. وكما كنت أخشي و أتوقع …تنطلق الضحكة متلاحقة الموجات تعيد وتكرر كل فاصلة بنغمة نشاز”أروع”( باب الإرتياع) من سابقتها..لقد تحركتْ كوامنُ ما قبل “أم العيال”…. و يقول: هو فيه حد يسلم من هوى بنات مصر… ؟ وبخبث يتحول إلى موضوع لعله كان يشغل فضوله : و….بعدين وين الست الخواجاية الل كانت معانا..  ببرودة أرد عليه ..يادكتور هذه خبيرة فرنسية علاقتي بها علاقة عمل…و بالمصري المتخابث يرد:ما قلناش حاجة بس برضك للسفر والغربة أحكام!! قالها”بلعنة” مصرية من أصيل البذاءة “الحاراتية”….ثم نتحلي ببعض الفواكه الإستوائية وعربوناً لأيام آسيوية لا تنسي…أقدم له (دراعة من الخميني) زرقاء ك”شاطئ اللازورد”في عشايا هدوء بحر”كان”علي “لاكروازيت” عندما تدب الحسناوات في ظُـلَلٍ كالموج… وعشاق “اللقطات” النادرة يَعْدُون خلفهن عَـدْوَ (كُثيّر) خلف (غزلان العذيب).. يا سلام إنها دراعة جميلة هذا تطريز ملوكي بخيوط الذهب.. وأُنَبهُه ..لا الذهب محرم علي الرجال كما تعلم…آه . مرةً زارنا رئيس من إفريقيا يلبس شيئا كهذا إنه ساحر ..أمري لله .. وأطلب منه أن يستدير لأعلمه في(تكوين مستعجل) كيف يلبسها وببدأ دورة في الصالون ..ومن فرط سروره يُقسم أن أهل كوالا لمبور سينبهرون…

وكما يجب عانقني بحرارة  داعيا لنا بعودة حميدة إلي (هناك) ..حتي لا يبحث في ذاكرته الخؤون عن الدولة الإسلامية ال…….التي لم يتذكرسوى نعتها في أغلب سفرنا …ولأنني لم أعـدْ أستطيع الا النوم استلقيت علي السرير بكامل هيئتي حتي تداركني رنيـن الهاتف :صباح الخير الساعة السادسة وعشر دقائق… وأتمطي… لأقول شكرا فيستيقظ المدني الراقد في جوفي البدوي ليتذكر أن النداء آلي التسجيل…

    في البهو كانت (كاترين)”صباح خير”وحدها : دفئأً و إطلالةً و شمساً وعطرًا و بهاءً … ولولا(الشُّقرة)لاكتملتْ عناصر تشبيه “الشاعر الشقروي”:: وأرتنا الرباب فيهن منها* قمراً نيّرًا وليلًا بهيمَا ** * وكثيبًا وبانـًةً و قنـاةً *ومهـاةً وخيزرانًا و ريما ****

تري كيف عرف صاحــب” رقاب العقل” سباطة و هيف و لين الخيزران ليصف محبوبته ثم لينطبق وصفه علي الآنسة “الرينسية” المنعمة، ضُحَيَّةً عابرةً للمحيطات في فندق “شانغريللا كولدن ساندرز”.. نعبر الممر المؤدي إلي مسطبة التسجيل ، فيختم الشرطي للخبيرة جوازها واتجاوز ..فقد تولي المرافقون الأمر.. وتلحق بنا، فيومئ أحد الواقفين، إليها، لتكون في طابور الدرجة السياحية، لكن مَنْ حَسبتُهُ مرافقا بدا صاحب أمر.. وهويوجه ،بعينيه، فتلحق بنا في صالة كبار الزوار… وقبل نداء “المتن” أدعو المرافقين ليتوزعوا (مظاريف) من عادة الزائر الرسمي أن يقدمها لمن أشرفوا علي إكرامه في الزيارة، وبانحناءات لا تنتهي يودعنا المرافقون علي وقع نداء الصعود…

ونعود (اثنينتنا) كيوم أول لقاء…..في رحلة”كاثي باسيفيك”السنغفورية” لا شيء إلا الفخامة و الهدوء والرقي الباذخ، وبعد أن تستقر الطائرة العملاقة الجمبو جيـــــــت  747 ، أُلاحظُ خلو الدرجة الأولي إلا من بعض عجائز السواح الأروبيين، فأطلب ، بانجليزية جزافية المعاني ، من رئيسة القمرة أن تسمح  للزميلة بالجلوس في المقعد الشاغر جنبي لنحرر، معاً ،وثيقة قبل الهبوط  في  (بانكوك)  و..بلطف تتولي دعوتها بنفسها… ولم تبخل  بخدمتها  كما  تقتضي الدرجة  الأولي :توفير كل الطلبات و الخدمات  بدون استثناء..

                              في مطار (بانكوك) كان البنك الدولي والمنظمات الأممية الأخري قد اعدوا (أسلوب الإجراءات الموحد) بأطقمه المتكاملة الذي  يتم بموجبه الإستقبال و التوديع بدون عوائق  ولا  تشريفات، وهكذا  تم  كل  شيء في عشرين دقيقة من البوابة الألكترونية إلي بوابة الخروج فا لما يكروباص الذي فصل بيني وبين (كاترين) لأنه خاص بعلية “القوم”..فوداعا  لإثنين صحباني  يوميّ  الفارطيْن : المرسيدس الفارهة و الشقراء الناعمة! … والعرب معتادون علي تبدل الحال فـدوامُهُ  من المُحال…

                    سقي اللهُ أيـــــام”بينــــــانغ” الحالمة…

  1.  

تصفح أيضا :

حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)

حكايا العشيات 3 (الجَّــبَّابْ) ________ محمودي مثال على "الجبَاب" المتمرس ربع القامة قوي البنية بشوش طروب و مولع حد الهوس بالغناء الذي يجيده دون مهارة التخصص ، مما جعله يبتعد باكرا عن اللوح و المحظرة ... كان شيخ المحظرة يدعى الحسين وهو مشهور بسوطه الذي يعذب به...

حكايا العشيات2

حكايا العشيات 2 _________ قال له : حتى أنت يا ابننا ابن الصالحين و أبوك العالم الحافظ وأمك العارفة تدخل قراءة النصارى و تلبس سروالا أسود يتدلى إلى "الكعب" مخالفة صريحة للسنة .. وماذا تحت العمامة؟ و مدَّ يده مُزيحاً اللثام...واكفهر و جهه :"عرف" إنالله و إنا إليه راجعون...

حكايا العشيات1

من حكايا العشيات 1 ______________ في مسيل الجريكايه (تصغير شجرة الجَّرك) ضحوة ذلك اليوم الغريب تكشفت للغِرِّ حقيقة الإبن اليتيم وعُرْيُ ظهر اليتيم ، ولو أحيط بالتبجيل و التكريم والتلعيب والتدليل ، فثمة حالة رثاء تستبطن كل موقف، منهُ له أو عليه ، كفيلة بإظلام ما يحاول...

الشاطئ اللازوردي 17

انتحى ماحي جانبا وأمسك سماعة الهاتف : ـــ فندق أتلانتيد ؟ عندكم نزيل باسم سعادة السفير الصنعاني ؟ ـــ أقول له من ؟ ـــ  السيد ماحي من فضلك... ـــ لطفاً سيد ماحي لدينا حجز باسمك و السيدة حرمكم وسعادة الحلبي أليس كذلك ؟ أنتم في المطار؟ نبعث لكم حافلة؟ ـــ شكراً... لا...

الشاطئ اللازوردي ح16:أزرق أغادير bleu agadir

  من المقاييس الأساسية في اختيار المضيفات ،قبل حسن السمت ، عذوبة الصوت، بحيث تكون الاصوات التي يحملها إليك البوق في صالات المطارات و في الطائرات قطع حلوى مسموعة تتلهى بها أذنك  وتغسلها من درن أزيز المحركات ،كما يتلهي حلقك بقطعة الشكلاتة التي تذوب رضابا ملونا في اللها...

الشاطئ اللازوردي ح15

الشاطئ اللازوردي الحلقة 15:Escapade  à AGADIR  قال الأمير الإسكندنافي اللطيف مواصلا حديثه الإستشراقي الحشري عن الصحاري العربية : السنة الماضية  قضيت رأس السنة في مراكش و أعتبر، وليسمح لي السفير الحلبي، أن كل سحر الشرق وألف ليلة وليلة كامن في المغرب أكثر من المشرق،...

الشاطئ اللازوردي الحلقة14

الشاطئ اللازوردي   الحلقة14 :مينورقة .. مالطة..   عاد اللبناني القصير يحمل جوازات السفر مختومة بسمة الدخول إلى الأراضي الإسبانية لمدة90يوما قابلة للتجديد ، وانحنى ،في إيماءة يتقنها الشوام لذة معشر وسلاسة خدمة..قائلا بصوت خفيض : آلْـتيسْ  و إكسلانس (أصحاب السمو و...