الشاطئ اللازوردي6 بينانغ

فبراير 6, 2013 | أعمال روائية

ناجي محمد الإمام

شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…

آخر المقالات

البطن الرخو..

الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

                                          إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها                                                        ( الحلقة 2 من   4 )   إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة

الصمت خيانة

  الصمتُ خيَّانــــــــــــة....   منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...

من مدينة كوالا لمبور عاصمة ماليزيا الراقية تفصلك112كلم عن جزيرة بينانغ ،قطعتها الطائرة الخاصة التي  أقلت 12وفدا من دول مختلفة ،فيما بين” شدوا الأحزمة للإقلاع” ، وتوزيع مشروبات وحـلوي..”وشــــــدوا الأحزمة للهبوط”….وصلنا “جورج-تاون ..

في يوم حظ إنجليزي ، و شؤم لهذه البلاد الإسلامية بارعة الجمال، من سنة1786 إكتشف (لاحظ الكلمة و الدلالة) القبطان البريطاني(فرانسيس لايت) جزيرة  مالايوية من جزائر الأحلام تغطيها جميع أصناف النباتات وتظللها أشجار جوز الهند،والكثير من آثار أمم بائدة، مما يفند لغة (الإكتشاف) الإستعمارية البغيضة ،لأنها تعني أن كل ما لا يعرفه الأروبيون مجهول ؛فمن يكتشف من؟؟ مما يعني أن هذه الجزيرة التي وصفها القبطان بأنها كانت”عذراء”،قد تعرضت للإغتصاب مرتين من طرف الشركة البريطانية الشرقية للتجارة(أكبر جهاز تجاري استعماري عرفه التاريخ قبل العولمة):الإغتصاب الأول الإكتشاف، والثاني لما أخذوها من سلطان ولاية(كدح) الماليزي و حولوها إلي  مقر رئيس للشركة  و ميناء و منتجع سياحي خاص بقادة ذالك المشروع الرهيب.

               قال الطيار بصوته الخشن لقد بدأنا الهبوط… وأردف لقد هبطنا فعلا في مطار”جورج تاون ” عاصمة ولاية بينانغ و واصل معلومات لا تفيد غير السياح( المتمتعين)..لا (المتعجلين) تطاردهم المؤتمرات و أوقاتها الدقيقة .

كان الوقت يشير إلي الثامنة وثلثين ، وبسرعة فائقة ودون استقبال أي مسؤول من الولاية ،إستقللنا رتل السيارات السوداء ، ومرة أخري يذوب(ماحي) عشقا في هذا الإنضباط والنمو والأصالة والجمال…لم نسمع صفارات المرافقين ولا رأينا الكرادين علي نواصي الشوارع بل كان المرور المنساب بسلاسة و هدوء.

تبدو (جورج تاون) اسما علي مسمي مدينة تذكر من يعرف انجلترا بريف”مقاطعة كينت” ودوره البسيطة ظاهريا وسقوفها القرميدية الحمراء وشوارعها النظيفة،وتكمن الفوارق في بعض الأبراج السياحية وما يسمي هنا(مسجد الدولة) وهو جامع تبنيه الدولة الماليزية المسلمة بنص الدستور، في كل عاصمة ولاية أو إمارة  وتشرف عليه هيئة رسمية باعتباره مصلحة من مصالح الدولة.

وبدت الرحلة نوعاً من تقديم المدينة والجزيرة التي تبلغ مساحتها الإجمالية76 كلم2 إلي السادة الضيوف، ولكنها مساحة من جنان الخلد علي الأرض، لم أشعر بالرغبة في الحديث إلي شخص ، قطُّ ، قدر شعوري بحاجتي إليه خلال تلك الجولة في تلك المدينة ذاك الصباح…فالمتعة الروحية (حالة مفاعلة) وإلا تحولتْ إلي حسرة علي جزء من الإحساس….

وتحرنجم سيارات القادمين في مستوقف أفخم فنادق الجزيرة(شانجريلا جولد ساندرز) الملاصق ، وتلك ميزة أخري، للسوق الليلية(سوق صينية) ونتقدم إلي القاعة الكبري ولكن ليس للإنتظار إنما لإحتساء أكواب شاي قليلة السكر لكنها تضفي بنظافتها و طقوس تقديمها سكرا زائداً.. أحلي. والناس وُقوفٌ …تلمح (كاتـــــــرين)السيد( ماحي) فتلوح بيدها بلطف كمن يستجدي دعوة للحديث،فأومئ إليها بالقبول لتقبل، دائماً علي طريقة

كعب في لاميته، وكذا بقية البيت…ويعاجلنا البرنامج المسطور بالتوجه إلي الغرف لنستعد ليوم كامل خارجه…..

مقامي في شبه جناح،ليس مَهيضاً،لكنه دون جناح النسر الذي احتضننا في الباسيفيك..وبعد دورة تأقلمٍ من عادتي القيام به،تمتعا، بالمكان الجديد الذي أنا منه راحلٌ لا محالة،كالدنيا،بدأتُ بالأثاث:غرفة سفرة (تقليد لويس ال14ً)

صالون بكنبات انجليزية باردة كأهلها…و غرفة نوم وثيرة لا تحمل “ظفرا” ..في الحمام صاونا و جاكوزي ومجموعة أدوات من منتوجات السلسلة الفندقية :إبر وأزرار و مقشرات و مزجج وأقلام وأوراق مروسة

بشعار الفندق تشبه بلونها المائل إلي الصفرة ورق البردي….أجلس إلي المكتب وعلي الورق، ولكن بقلم (شيفر) صحيح النسب إلي مخترعه الإنجليزي،أزرق الحبر كعيون  مرافقتي  النبيلة.. أكتب ماقاله أحدهم ذات رحلة إلي ماليزيا:

يذهل الـــمرء في بــلاد الملايا    *    إذ  يري السحر ساكنا في العيون

غـــــا نيات تخا لُهُنّ بـــــــدورا   *    قــــد تــــــألقن في ليالي السكون

أو ورودا زهون في ألف لون    *     فُـحن عطراً وتهـن فوق الغصون

بجمــــــــال وخــــــــفة ودلال    *     وبهــاء  و رقــــــة و فتــــــــــون

ويستعجلنا المرافقون فننزل متخففين من أثقال الأطقم الكاملة في جو بدأ يصيف فشتاء جنوب شرق آسيا قصير حسبما يقولون…بنطلون “جينز” و سترة بمربعات و أحذية جلدية مؤاتية.. و ينزل (ماحي) لينتظر ثواني معدودات وإذا بكاترين تظهر علي السلم النازل من قبل المصاعد… كيف كانت الرحلة سيدتي…قالت..حتي إشعار آخر: آنسة.. وامتلأَ خدها ببسمة مقتضبة كما تُختصر الأشياء الثمينة…كيف نظموا رحلةالخبراء؟ يبدو أنني الوحيدة في هذا  الجمع إذ غادر صابونجيان إلي بانكوك اليوم بكرة والآخرون ذهبوا لرؤية مشروع العاصمة الجديدة(بوترا جايا) و( وادي السيليكون)…معناه والحالة هذه أنني سأستضيفك في سيارتي بإذن السيد(داتو)! … وبدا عليها الإستغراب فقلتُ إنما هي مزحة آنستي… وبحضور بديهة..قالت أيهما ،أن أرافقك ،  أو أن تـستأذن…

تصفح أيضا :

حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)

حكايا العشيات 3 (الجَّــبَّابْ) ________ محمودي مثال على "الجبَاب" المتمرس ربع القامة قوي البنية بشوش طروب و مولع حد الهوس بالغناء الذي يجيده دون مهارة التخصص ، مما جعله يبتعد باكرا عن اللوح و المحظرة ... كان شيخ المحظرة يدعى الحسين وهو مشهور بسوطه الذي يعذب به...

حكايا العشيات2

حكايا العشيات 2 _________ قال له : حتى أنت يا ابننا ابن الصالحين و أبوك العالم الحافظ وأمك العارفة تدخل قراءة النصارى و تلبس سروالا أسود يتدلى إلى "الكعب" مخالفة صريحة للسنة .. وماذا تحت العمامة؟ و مدَّ يده مُزيحاً اللثام...واكفهر و جهه :"عرف" إنالله و إنا إليه راجعون...

حكايا العشيات1

من حكايا العشيات 1 ______________ في مسيل الجريكايه (تصغير شجرة الجَّرك) ضحوة ذلك اليوم الغريب تكشفت للغِرِّ حقيقة الإبن اليتيم وعُرْيُ ظهر اليتيم ، ولو أحيط بالتبجيل و التكريم والتلعيب والتدليل ، فثمة حالة رثاء تستبطن كل موقف، منهُ له أو عليه ، كفيلة بإظلام ما يحاول...

الشاطئ اللازوردي 17

انتحى ماحي جانبا وأمسك سماعة الهاتف : ـــ فندق أتلانتيد ؟ عندكم نزيل باسم سعادة السفير الصنعاني ؟ ـــ أقول له من ؟ ـــ  السيد ماحي من فضلك... ـــ لطفاً سيد ماحي لدينا حجز باسمك و السيدة حرمكم وسعادة الحلبي أليس كذلك ؟ أنتم في المطار؟ نبعث لكم حافلة؟ ـــ شكراً... لا...

الشاطئ اللازوردي ح16:أزرق أغادير bleu agadir

  من المقاييس الأساسية في اختيار المضيفات ،قبل حسن السمت ، عذوبة الصوت، بحيث تكون الاصوات التي يحملها إليك البوق في صالات المطارات و في الطائرات قطع حلوى مسموعة تتلهى بها أذنك  وتغسلها من درن أزيز المحركات ،كما يتلهي حلقك بقطعة الشكلاتة التي تذوب رضابا ملونا في اللها...

الشاطئ اللازوردي ح15

الشاطئ اللازوردي الحلقة 15:Escapade  à AGADIR  قال الأمير الإسكندنافي اللطيف مواصلا حديثه الإستشراقي الحشري عن الصحاري العربية : السنة الماضية  قضيت رأس السنة في مراكش و أعتبر، وليسمح لي السفير الحلبي، أن كل سحر الشرق وألف ليلة وليلة كامن في المغرب أكثر من المشرق،...

الشاطئ اللازوردي الحلقة14

الشاطئ اللازوردي   الحلقة14 :مينورقة .. مالطة..   عاد اللبناني القصير يحمل جوازات السفر مختومة بسمة الدخول إلى الأراضي الإسبانية لمدة90يوما قابلة للتجديد ، وانحنى ،في إيماءة يتقنها الشوام لذة معشر وسلاسة خدمة..قائلا بصوت خفيض : آلْـتيسْ  و إكسلانس (أصحاب السمو و...