الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...
الشاطئ اللازوردي ح 2/ مطار شارل ديغول


ناجي محمد الإمام
شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…
آخر المقالات

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها
إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها ( الحلقة 2 من 4 ) إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة
الصمتُ خيَّانــــــــــــة.... منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...
بخطوات رزينة دخل (ماحي) مقصورة الدرجة الأولي بمطار شارل ديجول /باريس…و بحركة معتادة تحلل من معطفه الكشميري البني الناعم، فقد فعل التسخين المركزي فعله في الغرفة، فنهاية الشتاء عندهم ، قارسة عندنا…
يسأل المضيفة ، بعدما سلمها بطاقة الصعود والجواز الديبلوماسي …كم بقي قبل إقلاع “الماليزية” المتجهة إلي كوالالمبور؟ و بسرعة آلية ولغة محببة تتقنها المضيفات تقول: بقيت ثلاثون دقيقة ،سيدي، قبل نداء البوابة…تفضل الخدمة ذاتية .. ترغبون في شيء آخر؟ ..شكرا…أستطيع أن أتدبر أمري.. و تَبْسَمُ ،فهي تعرف سحنته ، علي الأقل ، منذ ثلاث سنوات.. يتوجه إلي المشروبات: … برتقال … تفاح…نعم عصير تفاح منعش في حرارة السخان الإصطناعية، يرتشف ..يمجه في حلقه و يترك الكأس علي المنضدة..يبدو(ماحي ) لمن لا يعرفه أحد أرستقراطيي الهند المتخرجين ، علي غير العادة، من السوربون : طويل القامة متسق الملامح حنطي البشرة ملفتا بأناقته الباريسية الباذخة، كما قال له يوماً زميله في الشعر والقضية الفلسطيني الذي تحول من مقاوم في الخنادق إلي وزير في الفنادق…يرتدي بذلة (آلباغا) كحلية تبدو “أظافر ” (إيف سان لوران) واضحة علي تفاصيل[تفصيلها] وفي معصمه تلطأُ ساعة “رولكس” ذهبية بيضاء، وبيده حقيبة يد جلدية وَسْمُها(سي دي) للعارفين ….و يتمنطق بحزام من نفس البيت العريق.. واثقُ المشية يستردُّ أم هواياته الأوروبية :”التبضع” …يسير بين صفيْ محلات [البيع المعفي] ، صباح الخير… سعادتك في أي أتجاه هذه المرة؟؟ تسأل ممشوقة القوام الفرنسية /المغربية بعينيها القادمتين من بلاد”السوس” و أحواز أغادير؟ ـ إلي ماليزيا..آنستي الجميلة…شكراً ذاك من لطفك… و يبدأ نداء البوابة: الرحلة رقم كذا المتجهة إلي كوالالمبور عبر مطار دبي ..الإقلاع في الحال.. البوابة رقم كذا… ويعود أدراجه إلي مقصورة الدرجة الأولي لتنطلق كالمهرة أمامه المضيفة مجمومة الشعر علي شكل ذيل فرس عربي أصيل تتبعها “شلالات نياجارا” من العطر الباريسي النفاذ ..وأمام باب الطائرة عند منتهي الممريدخل عالم جنوب شرق آسيا بانحناءاته وأدبه الجم وقسمات وجوه أهله المختلفة ..”سلامات داتنغ سيد ماحي” وستظل هذه العبارة ذات الثلثين العربيين تداعب سمعه ما بقي في عالم الملايو: ماليزيا و اندونيسيا وأجزاء من الفلبين و تايلندا وبروني دار السلام.. أتخذ مقعده المحجوز وثيرا كديوانية كويتية في موسم الإنتخابات.. ..تنحني أمامه مضيفة كالفراشة تحمل باقة أزهار ماليزية كأنما قطفت قبل لحظة من غابات صباح الإستوائية.تتمايس الطائرة وئيدة الإنطلاق كما تمشي البهكنة البركنية أثقلها الكفل الرضراض و الكسل المتوارث و الغنج المغفري العريق ..ينتهي المدرج الطويل تلوح علي جانبيه جسور باريس الكئيبة في الشتاء ..ثم تشمخ البوينغ 757 بأنفها في الأعالي كفارسية يغازلها أعرابي في بازار أصفهان…
مضي أغلب الرحلة في نوم عميق و قراءة مشوشة لمجلة الخطوط الماليزية،فالأنجلوساكسون ومن عاش ثقافتهم لا يترجمون نشرياتهم إلي الفرنسية في في الحلات النادرة، و يتلخص إدراكهم لفرنسا في الملاهي و المقاهي وإشباع “العِلَّتَيْن”، والملبس الأنيق و العطر الفواح.
تقول مذيعة الرحلة:بعد لحظات ستحط بنا الطائرة في مطار دبي العالمي و سيدوم التوقف أربعين دقيقة باستطاتكم النزول إلي المنطقة الدولية(الترانزيت ) …وتتكفل الفراشات بمرافقته إلي قاعة الدرجة الأولي.. في كل زاوية من الممر دعوة إلي عدم إضاعة الفرصة ..إقتن ما تشاء ..موسم التسوق و جميع المغريات بالشراء..في مطار دبي..
يجلس في الصالة ويتقدم نادل دميم ذو ملامح بنغالية لا تُخطيئها العين بالقهوة المرة فيحيله(ماحي) بإشارة إلي الطاولة ليطرحها فيفهم-لله الحمد-أنه لا يستسيغها.. وتحين منه التفاتة إلي المنضدة المجاورة مشدوها يتوقف: بصراً و بصيرة ، وتلمعُ ابتسامةٌ :إنها تقول بفرنسية أصيلة نسبُها ممتد إلي (الغولوا): ألم نلتق أمس في اليونسكو؟؟ وقبل أن يتذكر يؤكد …نعم …بلي.. أكيد.. وتمدُّ راحتها: كاتريـن دي لا شوديير..خبيرة في التربية أعمل في تحضير المؤتمر الدولي “التربية للجميع……