الشاطئ اللازوردي 17

فبراير 22, 2014 | أعمال روائية

ناجي محمد الإمام

شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…

آخر المقالات

البطن الرخو..

الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

                                          إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها                                                        ( الحلقة 2 من   4 )   إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة

الصمت خيانة

  الصمتُ خيَّانــــــــــــة....   منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...

انتحى ماحي جانبا وأمسك سماعة الهاتف :

ـــ فندق أتلانتيد ؟ عندكم نزيل باسم سعادة السفير الصنعاني ؟

ـــ أقول له من ؟

ـــ  السيد ماحي من فضلك…

ـــ لطفاً سيد ماحي لدينا حجز باسمك و السيدة حرمكم وسعادة الحلبي

أليس كذلك ؟ أنتم في المطار؟ نبعث لكم حافلة؟

ـــ شكراً… لا داعي  نحن في الطريق..

ـــ معك صاحب السعادة…

ـــ أيها ال… تحجز لنا في فندق 3نجوم ؟ هل افتقرت أيها اليمني الب…

ـــ بذيئ أيها البدوي من علَّمك نجوم الفنادق؟ هي دنيا …ما كان لك أن تعرف سوى نجوم الفلك لحساب الأنواء…الهقعة …الثريا…النعائم..

ـــ أهلا بالهجاء المقذع ضحوة…أراك بعد لحظات ..نحن في الطريق.

في بهو الفندق ،و العتالون يقودون الحقائب بربقها كخراف الرعاة، كانت البارونة مأخوذة بمشهد الشاطئ الإفريزي وعلى المقاعد تحت المظلات عرائس البحر توزع البهجة في ضحوة من أيام البهجة السوسية العجيبة..

ـــ لندخلْ ..قالها مخاطبا البارونة وهي ترنو إلى البحر …قالت دون أن تحول نظرها…

ــ عزيزي …دعْني أحلُمْ…

كان الصنعاني بلباقته الجينية قد وقف يتأمل و يستمع دون أن يُحس الإثنان ….

والتفت ماحي ليحضنه في عناق لم تكدره رائحة المعتق ، رغم كثافة عطر”ديور” …

ـــ كلنا يمانون …و شقتْ ضحكته سكون الشاطئ المسترخي..

كان الحلبي يمسك كأسه باليمين…فقال ماحي:

ـــ نحن لم ندخل الفندق بعد فمن أين لك هذه الكأس ؟ قريبا تكون زقًّا و نفقد الشاعر السفير…

ـــ لا تنسَ اليمنيَّ إنه خابية جعة رديئة ، و أنت قربة ماء أو جفنة حليب

بربك أيمكن الشعر و الصبابة بدون معتقة …أنت حالة انفصام نخبوي..

ـــ أين البارونة يا ماحي ؟ طلقتها أيها المجرم التعيس؟ قال الصنعاني..

ـــ كانت هناك تتأمل زرقة أغادير…أين هي؟

الصنعاني: هي هناك …

تقدَّم الثلاثة فوجدوها تتبع أثر الموج الهادئ يتكسر بأدب عند قدميها…

وكان اللقاء بينها و الصنعاني كما العادة يطبعه الأدب الجم ، فهو يقول إنه بحضورها يشعر بالنبل الطبيعي و حمولة الزمن العريق ، وهي انطباعات تحرجها ولا تفارقه إلا إذا عربدت الراح في رأسه ….

ـــ اصطبحتم ؟ قالها ماكراً…

ـــ يا …ألسنا ضيوفك؟ قال الحلبي…

قال ماحي: أنا أدعوكم إلى إفطار في مطعمي المفضل … وقبل أن يكمل  قالت دلاشوديير: “تافوقت” طبعا …وابتسمتْ… لنرَ فكم حدثتنا عنه!

وأردفتْ :لكن على الأقدام نذهب إليه…

ـــ إنه يبعد مائتي مترفقط …

ـــ يبدو منظرنا غريبا بالملابس الرسمية على هذا الشاطئ الخلاب و طبيعته العذراء…قالت البارونة مازحةً…

وكأس الفندق بيده مازال و فيه ثمالة من سائل بُنِّي…انفجر الحلبي ضاحكاَ وقال… آلْتيسْ ..لا توجد على هذا الشاطئ عذراء سوى روح السيدة”مريم”…سيدتي إنه شاطئ أغادير…

ـــ يبدو أن الكأس فعلتْ فعلها يا إكسلانس…قالت البارونة بهدوء و لطف

فهي تعرف الدمشقي الجميل في كل “تجلياته”…

على المقاعد الخيزرانية  حول مائدة مستطيلة من قطعتين تحلق الرفاق …و لم يلمح ماحي من اعتادهم ، فطافت بخاطره مسحة ترقب تشبه الحزن أو الحنين ، وبين الحالتين أعراض مشتركة… إلى أن خرج عليهم ” المعلم محند أمقران” وهو يهلل ويرحب: هذي الساعة المباركة ..مرحبا لَلاَّ …

مرحبا اكسلانس ماحي..  مرحبا ..يا ودي يا سيدي..

وتبعه الموجودون من النادل إلى أمين الصندوق…

 

تصفح أيضا :

حكايا العشيات3 (الجَّبَّابْ)

حكايا العشيات 3 (الجَّــبَّابْ) ________ محمودي مثال على "الجبَاب" المتمرس ربع القامة قوي البنية بشوش طروب و مولع حد الهوس بالغناء الذي يجيده دون مهارة التخصص ، مما جعله يبتعد باكرا عن اللوح و المحظرة ... كان شيخ المحظرة يدعى الحسين وهو مشهور بسوطه الذي يعذب به...

حكايا العشيات2

حكايا العشيات 2 _________ قال له : حتى أنت يا ابننا ابن الصالحين و أبوك العالم الحافظ وأمك العارفة تدخل قراءة النصارى و تلبس سروالا أسود يتدلى إلى "الكعب" مخالفة صريحة للسنة .. وماذا تحت العمامة؟ و مدَّ يده مُزيحاً اللثام...واكفهر و جهه :"عرف" إنالله و إنا إليه راجعون...

حكايا العشيات1

من حكايا العشيات 1 ______________ في مسيل الجريكايه (تصغير شجرة الجَّرك) ضحوة ذلك اليوم الغريب تكشفت للغِرِّ حقيقة الإبن اليتيم وعُرْيُ ظهر اليتيم ، ولو أحيط بالتبجيل و التكريم والتلعيب والتدليل ، فثمة حالة رثاء تستبطن كل موقف، منهُ له أو عليه ، كفيلة بإظلام ما يحاول...

الشاطئ اللازوردي ح16:أزرق أغادير bleu agadir

  من المقاييس الأساسية في اختيار المضيفات ،قبل حسن السمت ، عذوبة الصوت، بحيث تكون الاصوات التي يحملها إليك البوق في صالات المطارات و في الطائرات قطع حلوى مسموعة تتلهى بها أذنك  وتغسلها من درن أزيز المحركات ،كما يتلهي حلقك بقطعة الشكلاتة التي تذوب رضابا ملونا في اللها...

الشاطئ اللازوردي ح15

الشاطئ اللازوردي الحلقة 15:Escapade  à AGADIR  قال الأمير الإسكندنافي اللطيف مواصلا حديثه الإستشراقي الحشري عن الصحاري العربية : السنة الماضية  قضيت رأس السنة في مراكش و أعتبر، وليسمح لي السفير الحلبي، أن كل سحر الشرق وألف ليلة وليلة كامن في المغرب أكثر من المشرق،...

الشاطئ اللازوردي الحلقة14

الشاطئ اللازوردي   الحلقة14 :مينورقة .. مالطة..   عاد اللبناني القصير يحمل جوازات السفر مختومة بسمة الدخول إلى الأراضي الإسبانية لمدة90يوما قابلة للتجديد ، وانحنى ،في إيماءة يتقنها الشوام لذة معشر وسلاسة خدمة..قائلا بصوت خفيض : آلْـتيسْ  و إكسلانس (أصحاب السمو و...

الشاطئ اللازوردي ح13

الشاطئ اللازوردي ح13   ليستقبلنا على جسر اليخت الفخم ،وقف عملاقا أبيض حليبي البشرة كأنما بعث من عاد ، يلبس جلبابا خمري اللون من الحرير الطبيعي الذي يتقن عمال المصانع نصف الآلية في جبال تايشان حياكته ليكون لذة للَّامِسِين ....  كان بهي الطلعة لذ الطباع يقارب المترين...