رجال..نساء ..مـدائن.. و مــــــــواقف ح2

مارس 29, 2013 | ذكريات و مذكرات | 1 comment

ناجي محمد الإمام

شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…

آخر المقالات

البطن الرخو..

الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

                                          إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها                                                        ( الحلقة 2 من   4 )   إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة

الصمت خيانة

  الصمتُ خيَّانــــــــــــة....   منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...

avec SAR FAYSSAL

 

وقف يقف وُقوفا دام قائماً، والموقف لغةً محل الوقوف، والموقفان من المرأة الوجه والقدم ، او العينان و اليدان و ما لا بُدّ من إظهاره ،لذلك تقول العرب :امرأة حسنة الموقفين..

والموقف اصطلاحا هو (الرأي المستقر الدائم الحسن الذي لا بُدَّ من إظهاره) تُجاه بائقة أو قضية أو حالة ،و بما أنني أنقل بالذاكرة من القاموس المحيط ، لا علي النص، فقد أنسى، ولكنني أعتبر هذا المصطلح الحديث من أجود   الإ صطلاحات وأدقها تعبيرا و تطابقاً بين الأصل والمؤصل..

               وعليه فإننا سنتعرض لقضايا أوجبت  أواستوجبت مواقف ..سنعرض لها ،عبرةً بها،لأن الأمة، أي أمة ، بحاجة إلي سجل لمواقف من تصدّوا في لحظة من تاريخها لشأنها العام، وليست العبرة بهزيمة أو نصر إنما باتساق الموقف مع صاحبه و مصالح الأمة..

لا ذم ولا قدح …لا تنويه ولا مدح

تبدو الكتابة في هذه الفترة الموبوءة اختيارا صعبا لأن من يتصدون لها يمارسون لعبة أُمَويّة قديمة تسمي قلم الحق لمن وافق السلطان أو مِزْبر الشيطان لمن خالفه…ولعل السقوط الذي بلغته سوق القلم أو لوحة المفاتيح ،تجاوز صفاقة اليزيد و رُوّاة أحاديثه..

وإني، والله، قد توقفتُ منذُ سنتين ونيف عن متابعةالصحافة المكتوبة والمرئية لأنعدام الحياد والموضوعية وحتي العداء بشرف..

ولكنني ظللتُ أتابع بحسرة، مشدوها مُثقلَ الخاطرعاتبا علي دهري و أهله، ما يكتب ويقال و يسمع أو يري،ولا أعمم فهناك الجيد والمقبول، ولكنه قليل، ومنعدمٌ أحياناً،لأن السوق لا تُريده، وهي ليست القُرّاء، ولكنهم المتحكمون في المقروء تعويضا و تبييضاً…مما يعطي انطباعا صادقا عن ماوصلنا إليه من”تسليع” الثقافة و الفكر ،وحاملهما عنيْتُ الإعلام….        فكما هو دأبُنا مع كل أداة يخترعها المبدع ويسخرها لخدمة خيرالإنسان ونمائه،نُحَوّلُها ، نحنُ ، من آلة جَبْرٍ إلي أداة كسر،ومعول هدم وأنياب نهش،وآخر نموذج لفعائلنا هو ما وصل إليه استخدام وسائل التواصل الإجتماعي و المواقع الإخبارية، فقد حولناها إلي شركات مساهمة وطنية للسبّ والتقريع في خطة وطنية مستعجلة للسباب وإعادة السباب .وقد بلغت الزبونية حدا مفزعا و السيطرة علي أداة الإبلاغ مستوىً مقززا، حيث بات الشارع يقول تلك إذاعة القبيلة كذا و هذه مرئية القبيلة الفلانية، وأصبح الظهور علي شاشاتها من نصيب أفرادها و”عَصَبَتِهم” فقط، في طبعة جديدة من برنامج مكافحة مفهوم الدولة و وحدة المجتمع ، وتطبيق المادة الأولي منه وهي محاربة الوجوه الفكرية و الثقافية ذات البعد الوطني والتاريخ الناصع المشرف؛ومن البلية ما يضحك، وهو شرها: أن أحدهم يكتب في موقع مقروء نشر ما سماه استطلاعا عن مقاطعته الصعبة ليثبت أن ابن عمه العاطل عن التصفيق قد تقدم في الإستطلاع إياه على جميع أخصامه، والمقاطعة نعلم والمُصَفَّقُ لأجله يُدرك أن سعادته لا يملك سوى صوته وحده، وقد تنبه المسؤول عن الموقع ،فحذف ” الإستكذاب”بعد أن أتقن الإساءة إلي قلمه و قريبه والمهنة… فكيف، نكتب عن المواقف والرجال و المدن والنساء ، وهي نماذج منقرضة؟؟ وإنك لواجدٌ من الفضائح و المقادح و المآخذ و المثالب ما يجعلك تقرر الهجرة إن لم يكن إلي بَرِّ “جامايكا” فإلى أعماقك النفسية و الروحية هربا من وباء الإنعزالية والشللية القادم كأسنة الغيلان..

خاتمة مطاف:

كنتُ ذات ظهر زاهٍ مع العلامة شيخي في مكان عام بدولة عربية نؤدي واجبا ،إذ دخل علينا مسؤول متوسط المقام ما كان له أن يكون في تلك الديار، فاستغربت لدى الشيخ فلم يزد على قول أبي الطيب:

فلما صار ود الناس خبا///جزيتُ علي ابتسام بابتسام

وصرت أشك فيمن أصطفيه///لعلمي أنه بعض الأنــام 

تصفح أيضا :

الدولة الفاشلة ح1

                                                الدولة                            الدولة لغةً: دال الزمانُ دولةً دارَ وانقلبَ من حالٍ إلى حال، يقال: دالتْ دولتُه أيْ زالتْ، ودالت له الدولة أي صارتْ إليه. ومنها داول الله الايام بين الناس مداولة أي صرَّفها بينهم  لهؤلاء...

وجـهٌ في الزحــام ح1

بنت الخير.. صانعة الفرح كانت صناعة الفرح تلقائية ، مجانية ، إِنسية ، أُنسية ، تحكمها قاعدة جمالية رائعة هي الندرة ، فالأعياد اثنان على مدار السنة :فطر و أضحى، وعيد "التوسعة" فيه يتذكرون آل البيت و عطشهم ومن خلالهم براءة الأطفال، دون غلو في التفسير بل في غيابه لئلا...

رجال…نساء…مدائـــــــــن .. و مــــــــــــــواقف ح 1

  بين يدي هذا الركن:  إستهلا ل: الحمد لله والصلاة علي محمد وآله...أما بعدُ ،،، فقد يقول قائل ،وله مطلق الحرية ، لماذا هذا المدخل الديني التقليدي لكتابة سياسية اجتماعية ثقافية تلامس عام الأوضاع و القضايا و المجالات ، استطرادًا، من كاتب تفترض فيه الحداثة...

المغرب العربي في ذكراه:عَبراتٌ و عِبر

تُهيئ الأقدار لنا الأدوار بشيء من التدبير و التقدير ،لاسيما في ظل الظروف الإسثنائية، والأحكام الإستثنائية، واليوم تَمُرُّ علينا ذكري قيام اتحاد المغاربي  بمراكش في 17 فبراير1989 وكأن هذا الأتحاد المسجَّي المخدر في غرفة العناية غير المركزة،لم يكن يوما حلما داعب خيال...