المغرب العربي في ذكراه:عَبراتٌ و عِبر

فبراير 17, 2013 | ذكريات و مذكرات

ناجي محمد الإمام

شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…

آخر المقالات

البطن الرخو..

الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

                                          إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها                                                        ( الحلقة 2 من   4 )   إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة

الصمت خيانة

  الصمتُ خيَّانــــــــــــة....   منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...

تُهيئ الأقدار لنا الأدوار بشيء من التدبير و التقدير ،لاسيما في ظل الظروف الإسثنائية، والأحكام الإستثنائية، واليوم تَمُرُّ علينا ذكري قيام اتحاد المغاربي  بمراكش في

17 فبراير1989 وكأن هذا الأتحاد المسجَّي المخدر في غرفة العناية غير المركزة،لم يكن يوما حلما داعب خيال منظري الوحدة بمختلف تشظياتهم ومللهم ومطلبا من مطالبهم الأكثر روعة و مصداقية فالإسلامي يعتبره خطوة إلي وحدتنا الإسلاميةالتي تجمعنا مع”مينداناو” والعروبي يريده مدخلا إلي الوحدة العربية الكبري والإفريقاني  يطالب به لتحقيق الولايات المتحدة لإفريقية، والأمازيغي يعتبره أساس مشروع قيام دولة”تامزغاء الكبري”…وما مِنَّا إلاّ أحد هؤلاء..

ومع ذلك تو قف نبض الوليد في المهد و تساقط الموقعون علي ميثاقه بين المحمول علي الآلة الحدباء من قصره إلي قبره والمُنْقلب عليه من مأمنه ، والمغتال بأيدي أعدائه و خيانة أصدقائه وانتقام ضحاياه،والمطارد من جنته وعزه إلي جحيم الغربة و ذلها، ولا أحد يتعظ من هذا ولا ذاك، وكأن ذاك لا يحيق إلا بالآخرين..

وقفت بي الأقدار و وفقتْني؛لله الحمد ؛ إلي أن أشارك بفكري المتواضع و قلمي العادي في تحرير مشروع قيام الإتحاد فكنتُ واضع الورقة الأولي  للمشروع في قطاعات التربية والبحث العلمي و التعليم والصحة والشؤون الإجتماية و المرافق والأشغال و الإعلام والأتصال و الثقافة والشباب و الرياضة والشؤون الدينيةوالبريد والإتصالات وتقنياته.وقد التأمتْ هذه اللجنة خمسة أيام بلياليها في نواكشوط وقد ضمت وزراء تلك القطاعات من كل قطر مغاربي، ولكم أن تتصوروا المشاكل التي طرحت لنا في هذه البلاد، في خدمات الإيواء و قاعات الإجتما عات و وسائل النقل، والإتصال،لهذا الجمع الكبير من الوزراء و السفراء و الموظفين السامين،وإمعانا في الحماس والإخلاص للفكرة فقد لاحظنا،ولا قياس مع وجود الفارق، أن كل قطر من الأربعة الأخري قد أقام تظاهرة مصاحبة للجنته المختصة المجتمعة عنده، فزدنا ، أوْ زِدْت ُالحطب رأساً والطين بلَّة، فاقترحتُ إقامة مهرجان مغاربي للشعر العربي بالتزامن مع اللجنة المغاربية الكبري القطاعية،وكنا نجتمع كلجنة

تحضيرية موريتانية مع رئيس الدولة العقيد معاوية ولد الطائع لمتابعة الأمور‘يوميا‘و كانت تضم ثلاثة وزراء و خديمكم، و المدير العام للتلفزة الموريتانية لضرورات التغطية  الإعلامية ،كما كان آنذاك مقربا بل، قريبا‘ وهو كفؤ برغم الحالتين،وأتذكر أن أحد الوزراء بل أهمهم، قال وأنا أعرض فكرة المهرجان، للرئيس:إنه بالنظر إلي صعوبة   الذي يتولاه فلان هذا من تحضير الورقة إلي استقبال المسؤولين عن التحضير‘ فلا أوافق علي مهرجان سيشغله و نفشل لاقدر الله في الأمرين، فقال الرئيس الفكرة جيدة ودعه يجربها ، أنت يا ناجي تستطيع القيام بالمهمتين فابتسمت و قلتُ : نحاول و البركة في صاحب المعالي‘وهكذا استقبلنا دزينة من الوزراء و من كل قطر شاعرين من بينهم الأخضر السائحي أكبر شعراء

الثورة الجزائرية الأحياء آنذاك، و البرناوي شاعر الجنوب ، والجواهري شاعر النشيد الملكي المغربي، والدكتورة مليكة العاصمي النائب الأستقلالية الشاعرة الجامعية إلخ.. و تحضرني إحدي تجليات التدبير و الإرتجال الإيجابي عندنا‘ فقد طلبتْ الأقطار المغاربية بث المهرجان مباشرة واكتشفنا أن التلفزة الوطنية لا تملك سيارة بث مباشر فقررنا نقل الأمسية الأولي  إلي خيام ننصبها داخل التفزيون ليخرجوا حبال توصيل تؤمن البث بالإستوديو مباشرة وهكذا كان..وتكلل الإجتماع بنجاح منقطع النظير لدرجة أن الإجتماع العام الموالي الذي انعقد بالرباط قبل مراكش لم يصادق إلا علي وثبقة نواكشوط وحدها من أصل خمس   لجان ،،

وقد حضرت نقاش الموضوع في القصر الملكي العامر بفاس المحروسة بعدما احتدم الخلاف بين الأقطار ولكن حكمة العاهل المغربي الكبير

سحبت الصاق بهدوء فاتحة الطريق إلي قمة عاصمة المرابطين مراكش  الخالدة. وتلك قصة أخري…

بقي للتاريخ أن أذكر بعض حاضري هذا المفصل الحاسم:

*من بلادي: العقيدان محمد سيدينا ولد سيديا عضو اللجنة العسكرية وزير الخارجية،و محمدالامين ولد نجيان الأمين الدائم للجنة العسكرية

المصطفي الشيخ محمدو مسشار اقتصادي بالرئاسة، وكاتب السطور، رئيس لجنة الصياغة المغاربية، وثلاثة موظفين سامين من الجمارك والشرطة والرئاسة.

  • من الجزائر     : الأستاذ  محمد شريف مساعدية أمين أول

 جبهةالتحرير الجزائرية الحاكمة والوزير الأول الإبراهيمي و7وزراء

  • من تونس :السيد البكوش رئيس الوزراء و5وزراء
  • من المغرب    : رئيس الوزراء و7وزراء
  • من ليبيا  : الرائد الخويلدي الحميدي عضو القيادة و الدكتور شريف أمين الدعوة اإسلامية و12   أ مين    .

تتداعي هذه الذكريات و الذكري تمر و لا صوت يعلو بمطلب وحدوي وكل في مشاكله سادر أو وارد إلي معطن عكر لا ماء فيه وكل بخويصة نفسه مشغول و قد أُ كل يوم أُكل الثور الأبيض …

تصفح أيضا :

الدولة الفاشلة ح1

                                                الدولة                            الدولة لغةً: دال الزمانُ دولةً دارَ وانقلبَ من حالٍ إلى حال، يقال: دالتْ دولتُه أيْ زالتْ، ودالت له الدولة أي صارتْ إليه. ومنها داول الله الايام بين الناس مداولة أي صرَّفها بينهم  لهؤلاء...

وجـهٌ في الزحــام ح1

بنت الخير.. صانعة الفرح كانت صناعة الفرح تلقائية ، مجانية ، إِنسية ، أُنسية ، تحكمها قاعدة جمالية رائعة هي الندرة ، فالأعياد اثنان على مدار السنة :فطر و أضحى، وعيد "التوسعة" فيه يتذكرون آل البيت و عطشهم ومن خلالهم براءة الأطفال، دون غلو في التفسير بل في غيابه لئلا...

رجال..نساء ..مـدائن.. و مــــــــواقف ح2

  وقف يقف وُقوفا دام قائماً، والموقف لغةً محل الوقوف، والموقفان من المرأة الوجه والقدم ، او العينان و اليدان و ما لا بُدّ من إظهاره ،لذلك تقول العرب :امرأة حسنة الموقفين.. والموقف اصطلاحا هو (الرأي المستقر الدائم الحسن الذي لا بُدَّ من إظهاره) تُجاه بائقة أو قضية أو...

رجال…نساء…مدائـــــــــن .. و مــــــــــــــواقف ح 1

  بين يدي هذا الركن:  إستهلا ل: الحمد لله والصلاة علي محمد وآله...أما بعدُ ،،، فقد يقول قائل ،وله مطلق الحرية ، لماذا هذا المدخل الديني التقليدي لكتابة سياسية اجتماعية ثقافية تلامس عام الأوضاع و القضايا و المجالات ، استطرادًا، من كاتب تفترض فيه الحداثة...