من يصنع التاريخ؟

ديسمبر 22, 2012 | تأملات وأفكار

ناجي محمد الإمام

شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…

آخر المقالات

البطن الرخو..

الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

                                          إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها                                                        ( الحلقة 2 من   4 )   إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة

الصمت خيانة

  الصمتُ خيَّانــــــــــــة....   منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...

       غاية استمرار الجدل استمرارالحياة

      يسيطرعلي(الخاصة) منذ الأزل سؤال مركزي :”من يصنع التاريخ؟” ،وهو  ككثير من الأسئلة المُشاكِلة له،شرطي الإجابة ،إن لم يكن لحل المعضلة،ف”للإطمئنان”، وهذا حال كل الإستنتاجات(الإجبات) التي تتحول إلي قواعد لدي معتنقيها،فلا تنفي ما سواها، ولكنها “تناقضه”، وتلك “غاية” استمرار “الجدل” الذي هو استمرار الحياة.

تعريــــف

إننا نعني ب”التاريخ” أمرين:سابقٌ وهو (صناعة الحدث) ولا حقٌ وهو (رواية أو  كتابة الحدث)؛ واللاحق كفيل بتخليد السابق ، وقد يسهم في تحريفه أو تقويمه .

وتعريف(التاريخ اللاحق/الرواية) في غياب تعريف جامع مانع هو:”دراسة أو علم، أو علم دراسة الأحداث الماضية المتعلقة بصيرورتها”.

ومنذاندلاع الحركات الشعبية الهائجة المائجة في الثورة الفرنسية العظيمة التي اندلعت بين سنتي1789 و1799 إلي الثورة الإيرانية1979 وما نجم عنهما، رغم تباعد الأزمان،و(الفورات) التي شهدتها بعض السوح العربية و نتائجها ،ظلَّ مطروحا بإلحاح السؤال : هل الحدث المميز إيجاباً في صيرورة أمة أو بشر يصنعه(الفرد المتميز) أم (الجماعة) ؟ وهل (الجماهير) أو (العامة) أو(الدهماء) تصنع تاريخاً/حدثاً مُمَيَّزاً،ذافعلٍ فاصلٍ إيجاباً، فارق في صيرورة أمة أو شعب؟؟

….هذا السؤال الكبير أرَّقني ،كغيري، ودفعني إلي التعامل مع التاريخ من مذهب الشك الملحاح، بل اللجوج في أحيان كثيرة، ولقد قرأتُه، ما ستطعتُ إلي ذالك سبيلاً،ثم درسته، ما وسعني الدرس،في حدود قدرتي المتواضعة…فما وجدتُ (فــعلا متمــيزا) في مفاصل سيرة البشرية، وتفاصيل مناقبها،إلاَّ وكان “من صنع”(الفرد المتميز) …تتلقفه (الدهماء) صاحبة المصلحة فيه،فترقص وتفرح، أو تبكي و تترحُ: جموعاً هادرةً(بالدم بالروح)فيتحول ذالك(الفعل) إلي(ثورة)أو (نهضة) أو (رسالة) تنـــتصر أو تنكـــسر ..ولكنها -لا محالة -تتحول إلي(فكرة) أو (فكر) يرثه من هو أقدرُ علي “تجسيده”واقعا ينفع الناس يُجيدُ فيه فيخلُدُ…أو يحــــيدُ عنهُ فَــــيَبيدُ ؛

وقلَّما تجدُ في إضبارة سجل مآسي البشرية فعلاً جمعي “المضرة”إلاَّ وكانت الدهماء أداتَه و ضحيتَــه، وجُماعُ (مأساة) البشرية أنَّ(فعلَ) الفرد (محفوظٌ )محسوبٌ له أو عليه، و(فعل) العامة(ملفوظ) مضاف لغيرها أو عليه.

ولولا، أن (الدهماء) تتولي في فورانها،بقيادة “ثائر” أو “مغامر” او “مفكر” أو “معتوه”،قَتْلَ أو (سَحْلَ)طاغية أو ثائر أو مجنون، لما حفظ (التاريخ) للجموع الفائرة أي فعل، لأن الفاعل حتي في تيْن الحالتين “الفرد” المحرِّض”.

واستنادا إلي ما سبق فإن الفعل المتفرد الإيجابي في صيرورة الناس هو “دور” البـــطل في “مســـرح” الوجود الفاعل، و يستلزم (مُبدعاً) ، وُجوباً،ليلعبـهُ في المكان والزمان اللازمين لا شِبْراً ،أقرب، ولا باعاً ، أبعد، عندما تدق ساعة المصير وينفخ في صور الوقائع … وتلك – لعمري -لحظة القَدَر الرهيب التي يخافها أولوا الألباب، وبها يفرحون…

 

تصفح أيضا :

الطِّيَّرَة

الطِّــيَّـــرة ________ (كتبتها يوم 29 ديسمبر2012 عن الرقم 13) من الثابت ، الذي أعجز المصلحين ـ منذ أن وجد هذا الكائن الغريب ذو الملامح والمحامل والملاحم و المحالم الفريدة ،وأهمها "العقل" ـ تشبُّثُه بفطرته وعودته إليها كلما دهمه خطرٌ يَع...جزُ عن مُغالبته، و هي فطرة...

التاريخ: من يكتبه؟

التاريخ .. من يكتبه؟ التاريخ هو هذا السجل الحافل بالأحداث الذي يظل الشغل الاول ل"لإنسان" والشاغل الأبدي للأفذاذ من بنيه، لا ينفك يمارس سطوته عليهم و يمارسون صناعته و روايته منذ وجدوا على هذا الكوكب العجيب ،وهم لمَّا يتجاوزوا المحكي إلى المنحوت و بعد أن تجاوزوهما إلى...

صباح نواكشوط

صباح نواكشـــوط....   بعد صلاة الصبح اليوم ، وجدتني أحمل نفسي من شمال عاصمتنا الدميمة إلى وسطها ، وكم كنتُ أود أن أتوجه إلى (قلبها) ولكن ما الحيلة إذا كانت ب(دونه)... كنت مدفوعا بشوق و فضول : أما الشوق فإلى تقاطع  ج ع الناصر و ج ف كينيدي غربا ...و تقاطع ج ع الناصر و ش...

بين الصعود و السقوط

بين الصعود و السقوط للكاتب الرائع في السياسة  و الأدب و الفكر  الوزير محمد ولدامين جُمل يلخص بها مواقف و حالات متشعبة بأسلوب شائق ، تمثِّلُ إحدى بصماته الفارقة ؛ وقفتُ أمام الأخيرة منها بإعجاب : "من المؤسف جدا ان يرى المرء نهاية مسرحية لرج...ل عظيم !بوتفليقة يستحق...

حاشية على تظاهراتنا

حاشية على تظاهراتنا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يوم ال15 من الجاري حضرتُ مبكرا ، ساعةَ قبل بقية المدعويين، الى قاعة انعقاد تأسيسية منتدى الشباب  للبناء والتنمية ، لسببين اثنين بلا ثالث : 1)شوق دفين إلى رؤية شباب منطلق متحمس...

من هو الشاعر؟؟

بهـــــــــــدوء ـــــــــــــــــــ   من هو الشـــــــــاعر؟؟؟؟ تبرز هذه الأيام مسألة مهمة طافيةً على سطح الأحداث ،على شكل مواقف حادة، كعادتنا فى استخدام اللونين القطعيّيْن، و الفسطاطين المتخاصمين أفقيا. والموضوع ، هذه المرة،عن الشاعر و ا...لحكم ,وموقف الأول من...

نقاش نازلة ترك النافلة ..

نقاش نازلة ترك النافلة .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دعيتُ مساء أمس لحضور ندوة حول قضايا فكرية من داخل الطرح القومي ، وثقةً بالداعي الأستاذ محمد سالم بن الداه استجبتُ ، ولأن المنوه عنه صديق في عالم التواصل الإفتراضي، وإن كنتُ قد لقيته ، لماماً، ثلاث  مراتٍ...