محطـــــــــــــات ح 1

مارس 15, 2013 | تأملات وأفكار

ناجي محمد الإمام

شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…

آخر المقالات

البطن الرخو..

الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

                                          إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها                                                        ( الحلقة 2 من   4 )   إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة

الصمت خيانة

  الصمتُ خيَّانــــــــــــة....   منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...

slbby                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               

          

  ولد علي بابي… يوسف مقلد…وأشياء أخري

 

مع كبار “متبيضني ” الغربيين من ماكسويل إلي فينسان مونتي،وكتاب التقارير والمستكشفين والمغامرين،اكتشفنا أننا لانعرف عن انفسنا ولا عن وطننا شيئا يذكر، وأن التقوقع في حدود القبيلة،وغالبا في حدود المضارب المتجاورة و وُرَّاد البئر أو العقلة أو الوادي،و الخوف من نظام(لا نظام) السيبة قد جعل جهل الناس بعضهم البعض في هذا البلد السمةالغالبة،والثغرة القاتلة التي ضربت بينهم أسوارا من العزلة والإنعزال و سهلت غزوهم وأفشلت مقاومتهم و مكنت للإحتلال التوغل في ديارهم.

ومع ذلك فإن العجب لا ينقضي أمام وحدة اللهجة والتقاليد والعادات والمنظومة الأخلاقية والقيميةفضلا عن وحدة المذهب و المدرسة العقدية و المنهج التربوي و التناغم البشري المعرفي الخلاب رُغم الشتات المتأصل والخصام المتجذر و الصراع الذي لا يهدأ حتي بين الأسرة الواحدة.

ومن مخلفات ذالك،والمخلفات سمة الورش الفاشلة،أننا حتي الآن،لا نعرف بعضنا بعضا بالتداخل و المعايشة،بل بالصور النمطية المسبقة،والأمثلة التي تصنف القبائل والجهات والأعراق والشرائح و المهن، أما معرفة الأرض التي هي في صميم الإنتماء فدونها طبيعة التقوقع الموروث، والحدود القائمة في الأذهان و الملكية العقارية القبلية و فوق كل ذلك انعدام البني الطرقية وانتفاء الدافع الإقتصادي والحافز الإجتماعي إلي الإستكشاف والتعارف.

هي أفكار ألحت علي ظهر يوم من منتصف عام2010 ، ورئيس التنظيم السياسي الذي أنتمي إليه،يبلغني  باختياري لقيادة حملة الأنتساب إلي الحزب في ولاية “قدم ماغه”،ومن الغريب أن أول ما تذكرتُ قصيدة الشاعر اللبناني محمد يوسف مقلد (مؤلف كتابَيْ:شعراء موريتانيا و موريتانيا الحديثة، وهما أول الإصدارت العربية عن بلادنا)التي تحمل اسم “ولد علي بابي”.

في” الفترة الدكارية”أهداني أحد الأصدقاء اللبنانيين ،ديوان الأنسام للشاعر محمد يوسف مقلد، وشعره متوسط في الغالب ، يضعف أحيانا كثيرة لضعف مستواه العلمي،لكنه لا يخلو من نفثات صادقة، و طرافة في المواضيع،وقد ضم قصائده في السنغال وبعض قصائده عن البيضان،كما كان يدعوهم، ومنها قصيدته التي مطلعها:

ولد اعلي بابي أي شاحطة النوي …  ألوي عليك وأي شوق أتبعُ

ويختمها بالبيت اللطيف:

سمح الزمان وقلت فيك قصيدة … أنت الختام لها وأنت المطلعُ

 و كانت وصفا لهذه القرية في الأربعينيات أيام نهاية الحرب العالمية الثانية والعالم يمور بالتغيرات وهي تنام تحت ظلال نخيلها المسكون بأوبئة الملاريا والفاقة وقد زارها قادما من مدينة(متم) المقابلة لها علي العدوة اليسري لنهرصنهاجة، ومن محاسن الصدف أنه وجد بها ابن عمه حسين شعيتو جد العائلة الموريتانية-اللبنانية التي يسميها الكيهيديون(أهل شيتو)الذي يذكره فيها:

أحُسين ياخدن المروءة لم تكن..لُقياك مما أمرها أتوقعُ

..فانطبعت الصفة والموصوف في ذهني فاكتشفت، وأنا في طور المراهقة ، اسم ولد علي بابي باعتباره علما علي منطقة وليس اسم رجل،وظل يداعب مخيلة يافع سبقت السياسة الإديولوجية نموه الطبيعي،وفتحت أمامه التعبئةُ والشحذُ الذهني أبوابَ الأسئلة الوجودية الكبري مُشرعةً،دون زاد معرفي يردع الشك المزروع فيه ، بكل الموروث،والأحادية الفكرية مسبقة الشحن بأن لا وجود لغير لونين:أحمر ناقع وأسود حالك…

وهكذا ظلت الصلة محصورة بهذا الإنطباع وتلك القصيدة ، إلي أن بدأتُ مراحل التعرف الفعلي علي البلد و مكوناته من خلال رحلة شاقة مع بول مارتي و علي صال والصمغ العربي والأحتلال المباشر و المقاومة الواعية العقدية التي شنها قادة ومشايخ من السوننكي وأحرقت فيها مخطوطات ثمينة وأعمال فقهية باللغة السوننكية، فكبرت الأسئلة وتضاعف لدي الإهتمام والتوق إلي استكشاف أرض الوطن،وقد كنت قادرا علي جَوْب الآفاق من أقصي الكاريبي إلي أقاصي كالدونيا الجديدة بالمحيط الهادئ لكنني عاجز عن إيجاد المبرر العملي لزيارة (ولد علي بابي)…

واليوم أعبر المسافة بين كيهيدي و ولد علي بابي برباعية الدفع يصحبني  وفد يضم ما يزيد علي عشرين كادرا حزبيا ، علي كل مجموعة منهم أن تنصب قواعدنا من قرية إلي قرية للراغبين في الإنتماء إليه،من الثامنة صباحاً ونحن لا ننزل بطن الوادي السحيق هذا إلا لنتسلق قنة هذه التجالة أو الظهر إلي سلسلة واوة الممتدة من العصابة لنصل عصرا للمدينة و ننزل فندقها اليتيم وننعم بقسط من الراحة لم يكن يتخيله مقلد سنة1942..

(يتبع…)

تنبيه:

يري كل مكون تعريفاومعني لإسم، ونحترم كل قراءة و تفسير إلا ما هو واضح الدلالة ومنه:

*حْسي ولد علي بابي=التي صحفت نطقا:سيلي بابي

                  

تصفح أيضا :

الطِّيَّرَة

الطِّــيَّـــرة ________ (كتبتها يوم 29 ديسمبر2012 عن الرقم 13) من الثابت ، الذي أعجز المصلحين ـ منذ أن وجد هذا الكائن الغريب ذو الملامح والمحامل والملاحم و المحالم الفريدة ،وأهمها "العقل" ـ تشبُّثُه بفطرته وعودته إليها كلما دهمه خطرٌ يَع...جزُ عن مُغالبته، و هي فطرة...

التاريخ: من يكتبه؟

التاريخ .. من يكتبه؟ التاريخ هو هذا السجل الحافل بالأحداث الذي يظل الشغل الاول ل"لإنسان" والشاغل الأبدي للأفذاذ من بنيه، لا ينفك يمارس سطوته عليهم و يمارسون صناعته و روايته منذ وجدوا على هذا الكوكب العجيب ،وهم لمَّا يتجاوزوا المحكي إلى المنحوت و بعد أن تجاوزوهما إلى...

صباح نواكشوط

صباح نواكشـــوط....   بعد صلاة الصبح اليوم ، وجدتني أحمل نفسي من شمال عاصمتنا الدميمة إلى وسطها ، وكم كنتُ أود أن أتوجه إلى (قلبها) ولكن ما الحيلة إذا كانت ب(دونه)... كنت مدفوعا بشوق و فضول : أما الشوق فإلى تقاطع  ج ع الناصر و ج ف كينيدي غربا ...و تقاطع ج ع الناصر و ش...

بين الصعود و السقوط

بين الصعود و السقوط للكاتب الرائع في السياسة  و الأدب و الفكر  الوزير محمد ولدامين جُمل يلخص بها مواقف و حالات متشعبة بأسلوب شائق ، تمثِّلُ إحدى بصماته الفارقة ؛ وقفتُ أمام الأخيرة منها بإعجاب : "من المؤسف جدا ان يرى المرء نهاية مسرحية لرج...ل عظيم !بوتفليقة يستحق...

حاشية على تظاهراتنا

حاشية على تظاهراتنا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يوم ال15 من الجاري حضرتُ مبكرا ، ساعةَ قبل بقية المدعويين، الى قاعة انعقاد تأسيسية منتدى الشباب  للبناء والتنمية ، لسببين اثنين بلا ثالث : 1)شوق دفين إلى رؤية شباب منطلق متحمس...

من هو الشاعر؟؟

بهـــــــــــدوء ـــــــــــــــــــ   من هو الشـــــــــاعر؟؟؟؟ تبرز هذه الأيام مسألة مهمة طافيةً على سطح الأحداث ،على شكل مواقف حادة، كعادتنا فى استخدام اللونين القطعيّيْن، و الفسطاطين المتخاصمين أفقيا. والموضوع ، هذه المرة،عن الشاعر و ا...لحكم ,وموقف الأول من...

نقاش نازلة ترك النافلة ..

نقاش نازلة ترك النافلة .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دعيتُ مساء أمس لحضور ندوة حول قضايا فكرية من داخل الطرح القومي ، وثقةً بالداعي الأستاذ محمد سالم بن الداه استجبتُ ، ولأن المنوه عنه صديق في عالم التواصل الإفتراضي، وإن كنتُ قد لقيته ، لماماً، ثلاث  مراتٍ...