في سياق مختلف:المجتمع المأزوم و النخبة المهزومة

مارس 12, 2014 | تأملات وأفكار

ناجي محمد الإمام

شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…

آخر المقالات

البطن الرخو..

الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

                                          إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها                                                        ( الحلقة 2 من   4 )   إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة

الصمت خيانة

  الصمتُ خيَّانــــــــــــة....   منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...

 

 

الضبابية هي السمة الغالبة على أي فعل لا يُحيل إلى مستمسكات عقدية، ولأن الوقت لم يحن والآن لم يئن، ينبغي أن لا ننخرط في تفسير الماء بالماء لأن ذلك سيكون  مساهمة في اللعبة الكسيحة، بل يجب الاتجاه رأسيا، لا أفقيا، إلى التنبيه بالتحليل ، إلى مواطن الخلل بغية تلافيه ، فكل خلل اجتماعي قابل للتلافي قبل التلف ما لم يكن من “هَرَم” لأن “الهرم إذا نزل بدولة لا يرتفع”. ورؤية المسرح كما هو بعين مجردة،لم تُـتَحْ ،لمن يريدها ،وقد لا تتاح مستقبلاً، أكثر مما هي متاحة الآن بفعل وصول حالة التحلل إلى تلاشٍ كاملٍ للمرجعيات الناظمة لأدوات الفهم والتحليل والتقدير الدافعة إلى الإختيار الواعي أو الخيار ثم التموقع بالقناعة التي تلزم المنخرط ب”الدعوة” إلى خياره والخصام مع مغايره . وهذه الظاهرة لاتعيشها إلا “المجتمعات مأزومة النخب”،و”النخب المهزومة” التي تتلبسها أمراض هوس البقاء الملازم لنفي الآخر و”تضخم الأنا” المتناسب طرديا مع “الضمور الفكري الفعلي” ، و”بلوى” التنازل عن المقاصد الكبرى ومقايضتها بالمكاسب الصغرى، وانتشار”المحاباة” وفقا لقاعدة “لقد أفلح المتملقون”…وتلك “علة الترحال”” الدائم بين مظان “المراعي” المؤدي إلى “الترهل” الذي يُصيب “الراعي” والهزال الذي يهلك الماشية من طول “الإنتجاع”… أما “العامة ” فهي في واد غير ذي زرع، لكنه، “، لا تفارقها النكبات وتحل عليها الأزمات لا البركات، وهي ، بتحفظ ،على رأي ابن خلدون ” يجمعها الطبل وتفرقها العصا” نتيجة الفقر و الجهل و تراكم الإحباطات ومفاعيل تراثها المديد من القهر والتبعية والخرافة… ولقد أدَّى هذا الموكب الوبائي و البائقة الدهياء إلى ماعليه الحال المرشح للتفاقم، من تفكك وتهتك و تهالك يستشري يوما بعد يوم وساعة بساعة متدرجا من الوطن إلى الجهة وصولاً إلى الخلية الأولى التي هي الأسرة.. إن الحديث الحادَّ ــ وهو وارد و مبرر ــ عن “مسألة”الفئات والشرائح المظلومة تاريخيا،وتلك حقيقة، وما يرافقه من تعابير نادَّة ــ ليستْ واردة ولا مبررة ــ عن فئات أخرى واعتبارها ظالمة،وذلك تجنٍّ وظلم،و حصرها في المكون العربي ، رغم أنها تاريخيا من تراث الإنسانية المقيت البغيض،وموجودة بشكل أفظع في بعض المكونات الوطنية الأخرى، كما هي موجودة في أكبر ديمقراطيات العالم… كان من الواجب أن تكون “الموضوع الأول” على جدول أعمال كل استحقاق وكل حزب وكل تجمع ، فضلا عن البنية الأساسية للدولة وتشكيلتها التي توصف “بالإستمرارية” والتي لن تقوم لها قائمة بدون العدل الضامن للسلم الإجتماعي… وكذالك ما نشهده من تنامي العنف الذي يستدعي “هوية دينية” في مجتمع معروف بإيمانه وفطرته الوسطية الحميدة و وحدته التي حافظ عليها بالدين رغم غياب الدولة حتى بات “هوية” مقدسة جامعة مانعة فريدة في العالم، فما الذي دفع بهذه الموجة إلى ركننا القصي حيث المذهب واحد والعقيدة واحدة والعادات والتقاليد متشابهة متشابكة ؟ إبحثْ عن النخبة الفكرية!!… و رحم الله مؤسس علم الإجتماع العلامة عبدالرحمن بن خلدون الذي يقول: إن الفتن التي تتخفّى وراء قناع الدين تجارة رائجة جدًّا في عصور التراجع الفكري للمجتمعات .. فهل نعي الدرس؟

 

تصفح أيضا :

الطِّيَّرَة

الطِّــيَّـــرة ________ (كتبتها يوم 29 ديسمبر2012 عن الرقم 13) من الثابت ، الذي أعجز المصلحين ـ منذ أن وجد هذا الكائن الغريب ذو الملامح والمحامل والملاحم و المحالم الفريدة ،وأهمها "العقل" ـ تشبُّثُه بفطرته وعودته إليها كلما دهمه خطرٌ يَع...جزُ عن مُغالبته، و هي فطرة...

التاريخ: من يكتبه؟

التاريخ .. من يكتبه؟ التاريخ هو هذا السجل الحافل بالأحداث الذي يظل الشغل الاول ل"لإنسان" والشاغل الأبدي للأفذاذ من بنيه، لا ينفك يمارس سطوته عليهم و يمارسون صناعته و روايته منذ وجدوا على هذا الكوكب العجيب ،وهم لمَّا يتجاوزوا المحكي إلى المنحوت و بعد أن تجاوزوهما إلى...

صباح نواكشوط

صباح نواكشـــوط....   بعد صلاة الصبح اليوم ، وجدتني أحمل نفسي من شمال عاصمتنا الدميمة إلى وسطها ، وكم كنتُ أود أن أتوجه إلى (قلبها) ولكن ما الحيلة إذا كانت ب(دونه)... كنت مدفوعا بشوق و فضول : أما الشوق فإلى تقاطع  ج ع الناصر و ج ف كينيدي غربا ...و تقاطع ج ع الناصر و ش...

بين الصعود و السقوط

بين الصعود و السقوط للكاتب الرائع في السياسة  و الأدب و الفكر  الوزير محمد ولدامين جُمل يلخص بها مواقف و حالات متشعبة بأسلوب شائق ، تمثِّلُ إحدى بصماته الفارقة ؛ وقفتُ أمام الأخيرة منها بإعجاب : "من المؤسف جدا ان يرى المرء نهاية مسرحية لرج...ل عظيم !بوتفليقة يستحق...

حاشية على تظاهراتنا

حاشية على تظاهراتنا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يوم ال15 من الجاري حضرتُ مبكرا ، ساعةَ قبل بقية المدعويين، الى قاعة انعقاد تأسيسية منتدى الشباب  للبناء والتنمية ، لسببين اثنين بلا ثالث : 1)شوق دفين إلى رؤية شباب منطلق متحمس...

من هو الشاعر؟؟

بهـــــــــــدوء ـــــــــــــــــــ   من هو الشـــــــــاعر؟؟؟؟ تبرز هذه الأيام مسألة مهمة طافيةً على سطح الأحداث ،على شكل مواقف حادة، كعادتنا فى استخدام اللونين القطعيّيْن، و الفسطاطين المتخاصمين أفقيا. والموضوع ، هذه المرة،عن الشاعر و ا...لحكم ,وموقف الأول من...

نقاش نازلة ترك النافلة ..

نقاش نازلة ترك النافلة .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دعيتُ مساء أمس لحضور ندوة حول قضايا فكرية من داخل الطرح القومي ، وثقةً بالداعي الأستاذ محمد سالم بن الداه استجبتُ ، ولأن المنوه عنه صديق في عالم التواصل الإفتراضي، وإن كنتُ قد لقيته ، لماماً، ثلاث  مراتٍ...