بِهــــــــــــــــــدوء

مايو 7, 2013 | تأملات وأفكار

ناجي محمد الإمام

شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…

آخر المقالات

البطن الرخو..

الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

                                          إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها                                                        ( الحلقة 2 من   4 )   إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة

الصمت خيانة

  الصمتُ خيَّانــــــــــــة....   منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...

تبرز  – هذه الأيام  – مسألة مهمةٌ ،طافيةً على سطح الأحداث ،على شكل مواقف حادة، كعادتنا فى استخدام اللونين القطعيّيْن، و الفسطاطين المتخاصمين أفقيا. والموضوع ، هذه المرة،عن الشاعر و الحكم ,وموقف الأول من الثانى :وكل طرف قد حدد حكمه ونفذه ،لدرجة أن النقاش أضحى بيزنطيا،لا تُرجى منه فائدة، ومع هذا يتواصل حادا كأسنة الرماح في وسائل الأعلام و وسائط التواصل الإ جتماعي ..

وفى هدأة هذا المساء المصطاف وقد فتحتُ نوافذي على الأطلسى دون حائل، وأصختُ فلم أسمع إلا ضوضاء محركات تبتعد إلى نواذيبو ،أو تقترب عائدة منه،وقليل من دندنة ابن عوة في حكاياته البتيتية الشجية بدون”شَبْح” تأتي من ركن قصي في الغرفة،وجدتُ أنه علىّ أن أبديَ  فى المسألة،رأيا لا يلزم سوايَ،أرجو أن أوفق في إيصاله لمن يوافقه بلطف، ومن يخالفه بعطف…فأبدأ بالقول:

من هو الشاعر حقيقةً؟

إن الشاعر صاحب موهبة و علم،كأي صاحب موهبة وعلم،يعتريه ما يعتري غيره من ضعف له أسبابه، وقوة لها مسبباتها،ويتدرج صعودا أو هبوطأ بغض  النظر عن الميزتين،وبرغمهما أحيانا كثيرة،لسبب وَجيهٍ يتيم هو أنه بشر معرض لشرور النفس و نوازعها..

والشاعر عند الناس؟

لكن الناس كل الناس يريدونه  إما إلـَهًا أو شيطانًا، وهذا لن يكون، لأنه عندنا يترنح بين مفهوميْ”القوال” (التروبادور)وشاعر القبيلة ينافح عنها بالحق احيانا و بالباطل أغلب الأحيان .

الشاعر في “ساكسونيا”

وحتى الحل الثالث،لم يصلح لأنه مخالف لحقائق الأشياء. وسأحكيه لطرافته،فمقاطعة ساكسونيا الآلمانيةالشهيرة بثرواتها وتاريخها الفكري كان قانونها في التاريخ الوسيط يقرر أن الشاعر ليس كائنا بشريا بل هو (ظلال فكرية) وأعتبارا لهذا فعندما يكون شاعرٌ ماَ فى حالة مساءلة قانونية فإنهم لا يحاكمونه كشخص بل يحاكمون ظله، ولا تطال العقوبة جسده…

الشاعر كما يجب أن يفهم:

والشاعر في حقيقته مبدع، ونادراً ما يكون حامل رسالة أو مشروع مجتمعي، وفى الحالتين يعامل على أساس اختياره، كأي مواطن آخر، بمعنى أنه ليس ملزما إلا بما يعتنقه من أفكار، وبهذا كان المتنبي مداحاً و قدَّاحا، رغم تناقض حِكَمِه البالغة ورسالته السرية التى كان يحمل بين جنبيه مع النفاق، كما كان أبو فراس حسوداً نموما مكارا وافر الكيد للمبدعين أمثاله…وكما كان بيكاسو ثوريا إسبانياعظيما خلد مذبحة الغرنيقة فى لوحة باهرة لا تقدر بثمن فى متاحف العالم، فقدكان مواطنه سلفادور دالي العبقري ذو الشاربين المعقوفين باذخ الفن، ملكيا أكثر من فرانكو  يمينية.

للشاعر حرية الموقف

لكننا نحن بتأثير من حركة التحرر العالمية و الميراث الحركي لأسماء معينة، أردنا أن نغصب على المبدعين أن يكونوا جميعا أصحاب مواقف تستجيب لأمزجتنا، معارضين و موالين، وهذا مخالف لطبيعة الأشياء فلكل الحق في أن يكون حيث يقتنع أو يشاء، وليس لأحد أن يحاكمه على ذلك، فكما يوجد مبدعون فى صف الحاكم، ولهم مطلق الحق، فلمبدعين آخرين مطلق الحق في ان يعارضوا، وليست عيبا بل مظنة شجاعة واستقلال..

الثبات على الخيار

وتبقى المسألة الأجدر بالإهتمام هي محاكمة المبدع على ضوء الإستمرار فى الموقف الذى اختاره، والإتساق معه لأنه مقياس تجذر الفناعة و مسبار الصلابة فى الرأي والإستقامة طبقا للمبدإ، والعيب كل العيب ممالأة الحاكم أو المعارضة دون قناعة وثبات…

                              وما المرأُ إلا حيث يجعل نفسه””ففى صالح الأعمال نفسك إجعل !!

صورة
صورة

تصفح أيضا :

الطِّيَّرَة

الطِّــيَّـــرة ________ (كتبتها يوم 29 ديسمبر2012 عن الرقم 13) من الثابت ، الذي أعجز المصلحين ـ منذ أن وجد هذا الكائن الغريب ذو الملامح والمحامل والملاحم و المحالم الفريدة ،وأهمها "العقل" ـ تشبُّثُه بفطرته وعودته إليها كلما دهمه خطرٌ يَع...جزُ عن مُغالبته، و هي فطرة...

التاريخ: من يكتبه؟

التاريخ .. من يكتبه؟ التاريخ هو هذا السجل الحافل بالأحداث الذي يظل الشغل الاول ل"لإنسان" والشاغل الأبدي للأفذاذ من بنيه، لا ينفك يمارس سطوته عليهم و يمارسون صناعته و روايته منذ وجدوا على هذا الكوكب العجيب ،وهم لمَّا يتجاوزوا المحكي إلى المنحوت و بعد أن تجاوزوهما إلى...

صباح نواكشوط

صباح نواكشـــوط....   بعد صلاة الصبح اليوم ، وجدتني أحمل نفسي من شمال عاصمتنا الدميمة إلى وسطها ، وكم كنتُ أود أن أتوجه إلى (قلبها) ولكن ما الحيلة إذا كانت ب(دونه)... كنت مدفوعا بشوق و فضول : أما الشوق فإلى تقاطع  ج ع الناصر و ج ف كينيدي غربا ...و تقاطع ج ع الناصر و ش...

بين الصعود و السقوط

بين الصعود و السقوط للكاتب الرائع في السياسة  و الأدب و الفكر  الوزير محمد ولدامين جُمل يلخص بها مواقف و حالات متشعبة بأسلوب شائق ، تمثِّلُ إحدى بصماته الفارقة ؛ وقفتُ أمام الأخيرة منها بإعجاب : "من المؤسف جدا ان يرى المرء نهاية مسرحية لرج...ل عظيم !بوتفليقة يستحق...

حاشية على تظاهراتنا

حاشية على تظاهراتنا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يوم ال15 من الجاري حضرتُ مبكرا ، ساعةَ قبل بقية المدعويين، الى قاعة انعقاد تأسيسية منتدى الشباب  للبناء والتنمية ، لسببين اثنين بلا ثالث : 1)شوق دفين إلى رؤية شباب منطلق متحمس...

من هو الشاعر؟؟

بهـــــــــــدوء ـــــــــــــــــــ   من هو الشـــــــــاعر؟؟؟؟ تبرز هذه الأيام مسألة مهمة طافيةً على سطح الأحداث ،على شكل مواقف حادة، كعادتنا فى استخدام اللونين القطعيّيْن، و الفسطاطين المتخاصمين أفقيا. والموضوع ، هذه المرة،عن الشاعر و ا...لحكم ,وموقف الأول من...

نقاش نازلة ترك النافلة ..

نقاش نازلة ترك النافلة .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دعيتُ مساء أمس لحضور ندوة حول قضايا فكرية من داخل الطرح القومي ، وثقةً بالداعي الأستاذ محمد سالم بن الداه استجبتُ ، ولأن المنوه عنه صديق في عالم التواصل الإفتراضي، وإن كنتُ قد لقيته ، لماماً، ثلاث  مراتٍ...