بين الصعود و السقوط

أبريل 25, 2014 | تأملات وأفكار

ناجي محمد الإمام

شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…

آخر المقالات

البطن الرخو..

الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها

                                          إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها                                                        ( الحلقة 2 من   4 )   إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة

الصمت خيانة

  الصمتُ خيَّانــــــــــــة....   منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...

بين الصعود و السقوط
للكاتب الرائع في السياسة  و الأدب و الفكر  الوزير محمد ولدامين جُمل يلخص بها مواقف و حالات متشعبة بأسلوب شائق ، تمثِّلُ إحدى بصماته الفارقة ؛ وقفتُ أمام الأخيرة منها بإعجاب : “من المؤسف جدا ان يرى المرء نهاية مسرحية لرج…ل عظيم !بوتفليقة يستحق نهاية اقل صخبا وأقل ضجيجا !” فذكرتني بموقف حضرته و أنا غض الأهاب في غضارة الشباب ، وما أدراك ما هيه ، مأخوذ بالرومانسية الثورية  مؤمن بتغيير وشيك سيعم العالم يملأ الأرض عدلا و عنبا و أبا وحدائق غلبا وخبزا و عسلاً وحُباًّ ، و من غرائب الصدف أن يتعلق الأمر برمز آخر من أهم  رموز الثورة الجزائرية المجيدة … و بطله الباحث المدقق و الكاتب الموثق والمثقف الرائع مؤسس المعهد الوطني للبحث العلمي الاستاذ عبد الله ولد بابكر حفظه الله ..وهاكم الحكاية : كان عام 1976 عام اكتمال دمج الشباب الثوري المعارض القومي واليساري في  الحزب الشعب الحاكم و انطلاق مشاريعه التنموية ، و لكنه ـ أكثر من ذلك ـ كان العام الاول للحرب ضد البوليساريو ،و سنة القطيعة العجفاء مع معسكر اليسار العالمثالثي الذي كانت تقوده قاطرة الجزائر و ربانها المهيب الساجم في قمرة القيادة ببرنسه و شنبه الأسودين و سيجاره الكوبي الفاخر و قامته الفارعة و جاذبيته الغامضة وهيلمانه المرعب و ثروته الطائلة المجمدة و السائلة ، عنيتُ المرحوم هواري بو مدين ، ويساعده شاب بهي الطلعة بشوش المحيا قصير القامة  بنصف سيده أو أدني، ذو لمة أشبه بتسريحات الهيبيين أنيق الملبس خبير بمرابع الليل و عالم الموضة وقضايا التحرر الوطني إنه عبدالعزيز بوتفليقة أو “بوتف” عند الاصدقاء… في تلك السنة ، إمعانا في نكز بومدين ،وجهت موريتانيا دعوة رسمية إلى الشاعر الجزائري الأفخم و الثوري القيادي في جبهة التحرير مبدع نشيد الجزائر الأبهى “قسماً” و إلياذتها الخالدة ، مفدي زكريا رحمه الله، الذي كان يقيم في المغرب معارضا مخمليا في ضيافة المرحوم الملك الحسن الثاني، لزيارة بلاد المليون شاعر، وأقيمت له ندوات و موائد كان على قمتها حفل عشاء برئاسة الجمهورية أنشد فيه أبياتا من “أردَءِ” شعره … وختمت الزيارة بنقاش أدبي وفكري مع بعض الكفاءات الحزبية و الأدبية الموريتانية ، تكلم في بدايته أحد دهاقنة ذلك العهد بما لا يعرف وأفسح المجال أمام الشاعر الخالد الذي استهل حديثه المثقل بالتاريخ عن ذكرياته في حرب التحرير و عرّج على رفيقه بومدين فقال فيه  ما لا يناسب الإثنين و ثالثهما التاريخ.. وقرأ شعرا عن التحرير و جبهته وختم بمطولة مديحية في الملك الحسن الثاني … ثم توالت أسئلة مُعَدَّة مسبقا بلغة خشبية ركيكة ، إلى أن تدخَّل الاستاذ عبد الله و كان مديرا عاما للمعهد الموريتاني للبحث العلمي سائلا ضيف موريتانيا المبجـــــل، فقال ما معناه: “ألا ترى أنه كان من الأفضل لرمز ثوري أدبي مثلك أن يودع العالم قبل أن يصل إلى هذا المستوى حفاظا على تاريخ كان ناصعا ونموذجيا و جديرا بالخلود”.
إنتهى الإستشهاد…
صورة ‏ناجي محمد الإمام‏.

تصفح أيضا :

الطِّيَّرَة

الطِّــيَّـــرة ________ (كتبتها يوم 29 ديسمبر2012 عن الرقم 13) من الثابت ، الذي أعجز المصلحين ـ منذ أن وجد هذا الكائن الغريب ذو الملامح والمحامل والملاحم و المحالم الفريدة ،وأهمها "العقل" ـ تشبُّثُه بفطرته وعودته إليها كلما دهمه خطرٌ يَع...جزُ عن مُغالبته، و هي فطرة...

التاريخ: من يكتبه؟

التاريخ .. من يكتبه؟ التاريخ هو هذا السجل الحافل بالأحداث الذي يظل الشغل الاول ل"لإنسان" والشاغل الأبدي للأفذاذ من بنيه، لا ينفك يمارس سطوته عليهم و يمارسون صناعته و روايته منذ وجدوا على هذا الكوكب العجيب ،وهم لمَّا يتجاوزوا المحكي إلى المنحوت و بعد أن تجاوزوهما إلى...

صباح نواكشوط

صباح نواكشـــوط....   بعد صلاة الصبح اليوم ، وجدتني أحمل نفسي من شمال عاصمتنا الدميمة إلى وسطها ، وكم كنتُ أود أن أتوجه إلى (قلبها) ولكن ما الحيلة إذا كانت ب(دونه)... كنت مدفوعا بشوق و فضول : أما الشوق فإلى تقاطع  ج ع الناصر و ج ف كينيدي غربا ...و تقاطع ج ع الناصر و ش...

حاشية على تظاهراتنا

حاشية على تظاهراتنا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يوم ال15 من الجاري حضرتُ مبكرا ، ساعةَ قبل بقية المدعويين، الى قاعة انعقاد تأسيسية منتدى الشباب  للبناء والتنمية ، لسببين اثنين بلا ثالث : 1)شوق دفين إلى رؤية شباب منطلق متحمس...

من هو الشاعر؟؟

بهـــــــــــدوء ـــــــــــــــــــ   من هو الشـــــــــاعر؟؟؟؟ تبرز هذه الأيام مسألة مهمة طافيةً على سطح الأحداث ،على شكل مواقف حادة، كعادتنا فى استخدام اللونين القطعيّيْن، و الفسطاطين المتخاصمين أفقيا. والموضوع ، هذه المرة،عن الشاعر و ا...لحكم ,وموقف الأول من...

نقاش نازلة ترك النافلة ..

نقاش نازلة ترك النافلة .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دعيتُ مساء أمس لحضور ندوة حول قضايا فكرية من داخل الطرح القومي ، وثقةً بالداعي الأستاذ محمد سالم بن الداه استجبتُ ، ولأن المنوه عنه صديق في عالم التواصل الإفتراضي، وإن كنتُ قد لقيته ، لماماً، ثلاث  مراتٍ...

في سياق مختلف:المجتمع المأزوم و النخبة المهزومة

    الضبابية هي السمة الغالبة على أي فعل لا يُحيل إلى مستمسكات عقدية، ولأن الوقت لم يحن والآن لم يئن، ينبغي أن لا ننخرط في تفسير الماء بالماء لأن ذلك سيكون  مساهمة في اللعبة الكسيحة، بل يجب الاتجاه رأسيا، لا أفقيا، إلى التنبيه بالتحليل ، إلى مواطن الخلل بغية...