الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...
الإستقلال : الحدث و المحدث والخلود


ناجي محمد الإمام
شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…
آخر المقالات

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها
إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها ( الحلقة 2 من 4 ) إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة
الصمتُ خيَّانــــــــــــة.... منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...
هو ذا يوم ال28 نونبر يعود علينا و نخلده ، كل على طريقته ،فتعمد الدولة برموزها إلى رموزها ،وينقسم المواطنون، كما انقسموا يومه الأول بين مهلل و مولول، و بين مادح وقادح.
والتخليد عادة تصطلح عليها البشرية في تذكر أيامها المشهودة .ولكن جذوتها ،مع مرور العقود ، تنطفئ من الذاكرة الفردانية لتستلمها الذاكرة الجمعية فيتوزع الناس على الرؤى التي ورثوها عن أفراد شكلوا وعيهم بتلك المعلمة سلبا أو إيجابا ، لدى ميلادها ، وبذلك لا يموت الرأيان ولكنهما يكسبان [قطعية] لدى المؤمنين بهما لا تقبل التغيير ،وهكذا يخلدان إلى الأبد ،ولكن الغريب أنهما لا يغيران من طبيعة استمرار الذكرى بكلتا النظرتين لأنها بهما تضمن الخلود..
إن الرأي المعارض لحدث تاريخي عابر للزمان ،لا يغير من تاريخيته ولا يغض من تاريخانيته كفعل متميز ،ولا يُعطل مفاعيله،بل يظل قائما يمارس تأثيره في مصائر المعنيين به أنصارا و أعداء على حدِّ السواء، وما موقف الملكيين من الثورة الفرنسية ، والمنشفيين من البلاشفة ، والكومنتانغ من الثورة الحمراء وغيرها من النماذج إلا براهين على تلك الحتمية,,
إن العمل التاريخي الفارق يضمن مرضاة أغلبية بقدر ما يشحذ غضب أقلية ،وقد تنجح إحداهما في قلب المعادلة الآنية لصالحها، ولكنها لا تستطيع منع أبديته,,,,
و استقلال الجمهورية الإسلامية الموريتانية من هذه الطينة ، ومن الطين تصنع الأوابد، فقد كان فعلا فريداَ مكانا و زمانا في مشروع مجتمع فريد شكلا و مضمونا في أرض فريدة تضاريس و مناخا …لأنَّ
* إقامة دولة في هذا القفر،الممتد، حيث اللا شيء ، من قاوة شرقا ، إلى شاطئ المالح غربا ومن قرته[كارتا] جنوبا، إلى الساقية شمالا، أو على جزء أساسي منه، مع إبقاء الحلم حيا بإضافة الباقي إليه، …يدخل ضمن المستحيلات من أوسع أبوابها .
*و تشكيل وقولبة مكوناته باختلاف وتنافر أمزجتها وأعراقها وشرائحها وفئاتها لتصبح مشروع مجتمع موحد الإنتماء في ظرف وجيز حُلم كبير ورؤيا طوباوية نبيلة ….،عمل يعتريه ما يعتري الحلم والرؤيا من صعوبة التحقيق.
*و قيام الدولة حيث لا تحفظ الخرافة ،بلْهَ التاريخ الموثق ، سابقةَ قيام أي شكل من أشكال السلطة الجامعة المانعة ، وحيث لم يوظف المعمر مالاً لتشييد مقرٍّ ولا مستقر ولا معبر ، و لم يستثمر في العقول علما ولا دربة على صنعة،… مغامرة تنزل إلى مستوى تصنيف[المقامرة] بمصائر الناس .
ورغم هذه التحديات ــ المستحيلات نجح الأستاذ المختار ولد داداه ، تغمده الله بنعيمه الدائم، في إقامة هذا الذي نحن نحتفل ،مخالفين و موافقين ، بقيامه، بل نقف على أتم الأهبة للدفاع عنه بالروح التي لا نملك سواها غيرَهُ….مما يعني أنه نجح في مشروعه، و سجله في إضبارة الخلود، رغم الأخطاء الملازمة لأي مشروع عابر للزمن وما يلازمه من خطايا ، ارتكبها في حقنا وحقه وحق الأمة كثيرون رافقوه و جاءوا بعده بالنكر والإد في الوحدة والهوية والعدالة و الحوزة الترابية …
وتأسيسا عليه فإننا بحاجة مصيرية إلى إعادة تأسيس تحوز إجماع الناس على ثوابت دولتية جمهورية يتواضع سكان هذا البلد عليها تضمن أسس الإتفاق وضوابط الإختلاف لبقاء هذا الوطن القزحي الجميل…
ولعل من سيتصدَّى لهذه المهمة التاريخية يحظى بموقع من مواقع الخلود ،،،و “الخلود : مبادرة و حظ وإنجاز وعلو همة”
كل ذكرى و الوطن والمواطن بخير