الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...
توصيف الحال : عربيـــــــــــــًّا
كانت بدايةالقرن20 ،فترة التأسيس لما ستكون عليه خارطة توازنات حصيلة القوة بين الأمم المنتصرة في الحروب الاوروبية التي دارت رحاها بين الاستعمارية منها المتنافسة على مناطق الثروات الطبيعية والاسواق الاستهلاكية و المواقع الاستراتيجية.
وقد تم حسم مسألة حجم الاقطاعات بعد حسم الانتصارات في الحرب الاوروبية الأخيرة التي سموها “الحرب العالمية الثانية” ،على أساس تحالفات ونتائج الاولى التي دفنت الرجل العثماني المريض ودفنت معه ما تبقى لدى بقايا العرب والأعراب من طموح إلى الكينونة، بعدما استنفدوا غرائب حواديت سذاجتهم مادة لسيناريو فيلم لورنس العرب و “الثورة العربية”ذائعة الصيت ،ومجاميع الكومبارس المضحك بخيلهم و رجلهم و جمالهم .
و بنهاية المهزلة لم يبق منهم سوى كوفياتهم التي يثبتها العقال الاسود من السوافي كما تثبت بريطانيا أطناب ملك الشريف حسين في براري معان وغور عمان بعيدا عن أرباض مكة التي كان أجداده شرفاءها، لما اقتضت إرادة صاحبة الجلالة أن تكون من نصيب قبيلة”عنزة” بعد قتال بدائي بالسيف و الرمح بين ركنيها: آل سعود وآل رشيد ..تمهيدا و ضمانا لإنجاز وعد بلفور ليهود أوربا لتسعدهم بفلسطين و تبعدهم عن التايمز واللورين.
كان الوزيران سايكس و بيكو قد أنفذا المِشْرَط في أحشاء الأرض العربية لهدفين رئيسين اثنين :
*أولهما :تأمين إسرائيل من أي احتمال لقيام تجمع عربي يناصبها “العداء الضار”.
* و ثانيهما :تأمين تدفق عصب العصر النفط من المنبع (الآبار) إلى المصب (المصنع) .
دون عائق بضمان عدم السماح بسيطرة أي كيان عربي قابل للحياة على أي حقل نفطي إنفاذاً لمقولة وينستون تشرشيل: لكل قبيلة بئر نفط ودولة…
على هذه الخارطة الملونة و خطوطها العبثية وحدودها الوهمية استيقظ المواطن العربي حبيس كيانات لم يستوعبها فهما ولم تستوعبه مواطنا…
و لضمان بقاء واستمرار الهدفين أعلاه أنشأت بريطانيا ــ بدهائها الخلاق وتاريخية تجربتها المديدة في استيعاب مطامح الشعوب و حرفها عنها بجودة الأسلوب ــ الجامعةَ العربيةَ نقابةَ تجمع وُلاتِها على الخريطة المقشرة وبروزتها أمام الشعوب ملهاة و منهاةً للشعوب وحرسا على بوابات قاعدتها الخلفية إسرائيل..
وخلال القرن العشرين ـ بفضل نمو الوعي التحرري نتيجة لعوامل شتى ـ برزت حركات تحرر في مناطق متعددة من الوطن العربي (الجزائر وجنوب اليمن وسورية و العراق وريف المغرب إلخ) و قامت طلائع القوات المسلحة العربية في العديد من الاقطار بانقلابات وطنية اتخذت لنفسها ـ بالفعل أو بالإدعاء ـ صفة الثورة استشعاراً للواقع العربي المزري و محاولة لتغييره واستندت إلى رؤى فيها من عطر الزمن الثوري أكثر مما فيها من الفعل، مع استثناءات قليلة، لكن مفاعيل سايكس بيكو ظلت الأقوى و الأقدر على تفكيك إرهاصات الثوروية وإفشال خططها اعتمادا على جدارها الحصين من الكيانات المكملة لدور البؤرة الصهيونية الذي يزنر الكيانات المارقة على النظام العام والايقاع بها مباشرة أو بالوكالة .
ولقد ساعد سقوط الامبراطورية الاشتراكية على الاجهاز على آخر نماذج ذاك الجيل وتلك الرؤية تمهيدا للحريق الهائل الذي دب في سهول و أودية البلدان العربية التي كانت تتسم بثبات الكيان،ولو والتْ الغربَ،لأن المطلوب إكمال “مشروع تفتيت المفتت و إعادة تركيب قطع الشطرنج” على نموذج “كيانات الآبار” لتسويق قيام كيانات “جمهوريات البلديات الريفية” و”مشيخات إمارات معاصر الزيتون ” وشدِّ عصبها ب”خلافة إسلامية” تهددها باستمرار لتندفع “المعاصر” إلى حضن “العاصر” أكثر…
و رغم أن المشروع مازال في بداياته ولن يكتمل قبل الثلاثينيات من القرن الفاحم هذا…فهذا باختصار شديد واقع الحال عربيا من نواكشوط إلى مسندم ..