الساحل:أزواد ، أمس..القاعدة اليوم، وغدا؟ ـــــ1من 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مـــوريتـانيـا:البطنُ الرِّخْوُعاملُ قـُوَّة إذا أُحْسِنَ توظيفُه لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت ،ذا معنى، فقد اتضحت مجريات الأمور، لمن ألقى السمع...
حرب أزواد…/ موريتانيا: البَـطنُ الرِّخْوُ عاملُ قُوَّةٍ إذا أُحْسِنَ تَوْظيفُه


ناجي محمد الإمام
شاعر وكاتب وأديب نهضوي عربي , اشتهر بلقب “متنبي موريتانيا” نهاية الثمانين .. وقد شغل العديد من المناصب السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية، في كثير من المسؤسسات الرسمية المحلية والدولية..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية، أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها ، شغل ناجي إمام منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين…
آخر المقالات

إنهم قيادة العالم ولكنهم لا يستحقونها
إنهم قيادة العالم ...ولكنهم لا يستحقونها ( الحلقة 2 من 4 ) إن إقرار و استقرار الحقيقتيْن المذكورتين في الحلقة الأولى الناجم عن ثبات مفعولهما المدمر على ما سوى الغرب...

الصمت خيانة
الصمتُ خيَّانــــــــــــة.... منذ فترة توقفت عن محاولة فهم ما يجري في بلادي ،و سلمتُ بقصوري الذهني عن إدراك مسببات ما يُفعلُ و ما يُقال ،و ما يُتَدَبَّرُ به، وما يدبر له. وأسندتُ ظهري إلى"اللاشيء"..ورغم أن "ا لعدمية" مدرسة سلبية ،فإن موجبها الوحيدَ أنها "تريحك"...
لم يعد طرح الأسئلة الآنية ذات المفعول المؤقت علي النفوس،مهما، فقد اتضحت مجريات الأمور للغبي قبل العاقل بعدما هزت القذائف الفرنسية والصواريخ السلفية سكون مرابع الأمن والأمان في بلاد الأولياء و الفاتحين والأباطرة المسلمين العظماء.
إن المنطقة كل المنطقة مقدمة علي أحداث جسام ، تقرر مآلاتها علي الأرض طبقا لموازين القوة و القدرة علي البقاء لدي الأطراف المحلية، أي دول الميدان و هي:مالي و موريتانيا و النيجر و نيجيريا …وإلي مستويات غير مصيرية بالنسبة للجزائر و المغرب وبوركينا فاسو و تونس والسنغال، وستكون قضيتان نائمتان هما أهم المطروح غداة نهاية الحرب بأي شكل كان: مصير الطوارق في المنطقة من “واو الناموس” إلي “فصالة”.. والصحراويين( وفرعيا البيضان) في الصحراء الغربية وأزواد…
كنت يوم الثلثاء 15/1/ استمع إلي برنامج خاص أعدته الأذاعة الفرنسية (مونتي كارلوالدولية) التابعة للسياسة الخارجية الفرنسية، وقد استضافت فيه اربعة خبراء اجمعوا علي الدوافع الثلاثة للعملية الفرنسية في الساحل:
1)تخبط فرنسا في أزمة إقتصادية خانقة يجب أن يعمل علي خلق قطب اهتمام يحول الناس إلي النظرعنها خارجيا.
2) إن القاعدة تهدد 80% من واردات فرنسا من اليورانيوم الذي يشكل عصب الطاقة في فرنسا ومعادنه ومصانعه في شمال النيجرعلي مرمي قذيفة من أزواد.
3) :إن مكانة فرنسا الدولية في حالة اهتزاز منذ فشل تجربة غزو ليبيا وتحولها إلي بؤرة فوضي من نتائجها ما تعانيه فرنسا نفسها في المنطقة والعالم.
ويتضح أن أمريكا وحلفاءها الأنجلوساكسون غير معنيين بتقوية نفوذ فرنسا – علي الأقل – في مستعمراتها السابقة، بقدرما ما هم معنيون بملف الفوضي الخلاقة و لو باستعمال و استنزاف الحليف الذي يستنبتُ لبدة هيبة مستعارة..فامريكا في طور استكمال بناء(18) قاعدة عسكرية عالية القدرات في البلدان الافريقية بما فيها الافرنكوفونية(قيادة عمليات آفريكوم)، أما موقف القوتين المغاربيتين الأهم :الجزائر و المغرب فيتلخص – علي استحياء –في منح الطيران الحربي الفرنسي إذن عبور الأجواء من وإلي منطقة العمليات ، أما ما فوق ذالك فقبل الأمس (الخميس17/1: هجوم القاعدة القادم من ليبيا علي معامل غاز أم الناس) فلم تكن الجزائر في وارد زيادة الألتزام العملاني، أما المغرب ـ فكفته الحدود البعيدة مؤونة القتال، ولكن فاعلا قويا مستترا يتربص بل يتحين الفرص ليقول- بعد إذن كفيله- :إني هنا… فقسموا لي في المغانم، ولو بتعهد فرنسي ضمني في قضية الصحراء، وقد يكون ذالك،بلْ لا بُدَّ أن يكون ذالك مما يصرفُ في كشك الإشتراكيين الفرنسيين، بعد أن أصبح رئيس الحزب الإشتراكي أزيد من عقدين رئيسا لدولة فرنسا العظمي. وبعد أن اتضح التزام كل دولة من المنطقة بما تم(تكليفها)به مما أصبح معروفا كالدور العملاني التشادي واللوجستي العاجي والأسنادي المعنوي للتوغو و السنغال و التسليحي و المالي لنيجيريا.. فقد بدأت العمليات في حقل تجارب غربية جديدة علي الجسم الإفريقي المنهك بالصراعات المحلية ضد الأخ والجار و الجوع والتخلف.. وليس من الوارد ولا المأمول أن تنتهي ذيولها في المستقبل المنظور …
ولكي لا نغرق في تفاصيل شؤون الآخرين و لو كانوا أولي قربي، فإن الأولي بنا نقاش وضعنا الخاص في أمور جوهرية سنبدأها من الجانب السياسي /الإجتماعي،لأننا ( الجمهورية الإسلامية الموريتانية)علي حد تعبيرالمحلل الإستراتيجي الجزائري الأصل عثمان تازغارت” نحن “البطن الرخو” للمنطقة كلها”، وأوافقه علي التعريف،لأن “العبارة” تفيد المرونة و”الشرطية” و “الاتساع” و “التأثير” وليس فقط “الضعف” ، والعبرة في القدرة علي إدارة الأزمات والإقتدار الذي يحول مواطن الضعف إلي عوامل مساعدة للقوة الكامنة واستنهاض أسباب المَنَعَـــة في جسم الشعب و بدن الدولة.
وهذا ما سنتناوله في الحلقة الموالية، راجين أن يثير نقاشا واسعا يستثير الحمية للوطن والناس.
……م…..